أطلق سراح الصحافية العراقية أفراح القيسي سالمة بعد خطفها على يد مسلحين مجهولين في بغداد الأسبوع الماضي.
والقيسي معروفة بانتقادها للحكومة عبر مقالات ساخرة تنشرها في وسائل إعلام محلية.
وقال مدير مرصد الحريات الصحافية في العراق، زياد العجيلي أمس الأربعاء (4 يناير/ كانون الثاني 2017) إن الخاطفين أعادوا السيارة والهاتف وجهاز الكمبيوتر المحمول والحلي الذهبية التي استولوا عليها عندما اقتحموا منزلها مشيراً إلى أن القيسي عادت الليلة قبل الماضية عند منتصف الليل تقريباً.
وأظهر فيديو أذاعته قناة «إن.آر.تي» الكردية لقطات مؤثرة سجلت عودة القيسي -التي كانت تعمل في صحيفة «الشرق الأوسط» - إلى عائلتها وأصدقائها داخل منزلها.
وقالت وهي تنتحب وترتعد إنها بخير وتلقت معاملة حسنة.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إنه اتصل هاتفياً بها للاطمئنان عليها بعد إطلاق سراحها.
وأبرزت عملية الخطف المخاطر التي يواجهها الصحافيون في العراق حيث قتل 71 صحافياً على مدى العقد الماضي دون محاسبة أي شخص على حسب ما ذكرت لجنة حماية الصحافيين.
علىصعيد آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الأربعاء) أن رئيس وزرائه بن علي يلديريم سيزور العراق الجمعة لتحسين العلاقات بين البلدين بعد فترة توتر تخللتها تصريحات حادة متبادلة.
وقال أردوغان في كلمة نقلها التلفزيون «سيقوم رئيس وزرائنا وعدد من الوزراء بزيارة إلى العراق الجمعة»، متعهداً تحسين العلاقات الثنائية «المقطوعة مؤخراً».
وتعكس الزيارة التطبيع الجاري للعلاقات بين البلدين، بعد توتر كبير شهدته في أكتوبر/ تشرين الأول نتيجة خلافات بشأن الوجود العسكري التركي في منطقة الموصل والمعركة التي تخوضها القوات العراقية لطرد تنظيم «داعش» من المدينة التي جعلها معقلاً في العراق.
وأضاف أردوغان أمس «نتابع من قرب جميع التحركات الرامية إلى إثارة نزاع طائفي في العراق».
و في مؤشر إلى التهدئة أجرى أردوغان والعبادي في 30 ديسمبر/ كانون الأول محادثة هاتفية للمرة الأولى منذ اندلاع هذه الأزمة. ميدانياً، قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية عززت مكاسبها في مواجهة تنظيم «داعش» بشرق مدينة الموصل أمس (الأربعاء) وانتزعت السيطرة على منطقتين جديدتين بينما فر آلاف آخرون من المدنيين.
وأضافت المصادر أن أفراد وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية دخلوا حي الميثاق ومشطوه أمس، كما استعادت قوات مكافحة الإرهاب السيطرة على منطقة صناعية أمس الأول (الثلثاء).
وقال أحد سكان حي الميثاق «كنا خائفين جداً». وأضاف «وضعت داعش سلاحاً مضاداً للطائرات بالقرب من منزلنا وكانت تفتح النار على طائرات الهليكوبتر. استطعنا رؤية عدد من مقاتلي داعش في الشارع يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة. قصفتهم طائرات».
ومعظم الفارين من الموصل من الأحياء الشرقية لكن سكان الغرب المحاصر ما زالوا تحت سيطرة المتشددين وتتزايد محاولاتهم للهرب إذ يتسلقون الجسور التي يقصفها التحالف ويعبرون نهر دجلة في قوارب.
ورغم نقص الغذاء والماء آثر معظم سكان الموصل البقاء في منازلهم على الفرار مثلما كان يتوقع الكثيرون قبل بدء العملية في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 125568 شخصاً نزحوا من الموصل حيث يعيش نحو 1.5 مليون نسمة وإن أكثر من 13 ألفاً منهم فروا في الأيام الخمسة التي تلت استئناف التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة الموصل بعد توقفها لأسابيع.
وتمثل هذه زيادة بنسبة 50 في المئة تقريباً في عدد الفارين يومياً من الموصل خلال أسابيع الهدوء النسبي التي انتهت مطلع الأسبوع.
وبعد 12 أسبوعاً من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003 انتزعت قوات الأمن السيطرة على نحو ربع الموصل.
وقال ساكن آخر بحي الميثاق لـ «رويترز» عبر الهاتف «أخيراً تحررنا. كنا نخشى أن يكون القتال ضارياً لكنه كان سهلاً بالمقارنة مع مناطق أخرى. فر أعضاء داعش دون مقاومة قوية».
العدد 5234 - الأربعاء 04 يناير 2017م الموافق 06 ربيع الثاني 1438هـ