تواصلت أمس الثلثاء (3 يناير/ كانون الثاني 2017) في الرباط مشاورات جديدة لتشكيل الحكومة بعد ثلاثة أشهر من التأخير، حيث التقى رئيس الحكومة المكلف امين حزب التجمع الوطني للأحرار الليبرالي، حسبما أفاد مراسل فرانس برس.
والتقى عزيز اخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار الأربعاء عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف وسط حضور وسائل الإعلام المحلية.
وصرح أخنوش للصحافة عقب اللقاء الذي يعد الثالث مع ابن كيران في غضون العشرة أيام الأخيرة، أنه تلقى "عرضا" دون ان يكشف عن مضمونه.
وأضاف "سنقوم بدراسة هذا العرض مع شركائنا في الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، وسنبلغكم المستجدات في غضون اليومين القادمين".
وجرت ثاني انتخابات برلمانية تشهدها البلاد في ظل دستور 2011 في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وفاز فيها حزب العدالة والتنمية الإسلامي للمرة الثانية على التوالي بعد حصوله على 125 مقعدا (مقابل 107 مقاعد في 2011)، فيما حل خصمه اللدود "حزب الأصالة والمعاصرة" ثانيا.
وكلف الملك محمد السادس بعدها ابن كيران بتشكيل الحكومة.
وبعد رفض حزب "الاصالة والمعاصرة" التحالف مع الإسلاميين خاض ابن كيران مشاورات مع باقي الأحزاب لكنه لم ينجح سوى في إقناع حزبين في التحالف معه، لكن هذا لن يمكنه من بلوغ عتبة 198 مقعدا المطلوبة (من أصل 395) للحصول على غالبية برلمانية.
في المقابل، تكتلت اربعة أحزاب وفرضت شروطها للدخول في ائتلاف مع ابن كيران لكنه تمسك بالتحالف مع "حزب الاستقلال" المحافظ الذي ترفض هذه الأحزاب بدورها التحالف معه.
ويقود الملياردير اخنوش الذي يظهر الى جانب العاهل المغربي في معظم الجولات الدبلوماسية الملكية في بعض الاحيان، تحالف الاحزاب الأربعة.
وغالبا ما يعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار بانه "اداري" ويضم غالبية من الاعيان والتكنوقراط.
يشار الى ان التصريحات الاخيرة لزعيم حزب "الاستقلال" حميد شباط حول موريتانيا اثارت الانتقادات الامر الذي انعكس على مجرى مفاوضات تشكيل الحكومة.
وكان شباط قال في لقاء حزبي حول تاريخ استقلال المغرب والمناطق التي فقدها بسبب الاستعمار، ان "موريتانيا أصبحت دولة وهي أراض مغربية محضة" ما أثار امتعاض نواكشوط واضطر الملك محمد السادس للاتصال بالرئيس الموريتاني مؤكدا ان "المغرب يعترف بالوحدة الترابية" لموريتانيا.
وانتقد ابن كيران بدوره تصريحات شباط في الموضوع معتبرا أنها "لا تعبر إلا عن وجهة نظر شخصية"، فيما اعتذر شباط علنا موضحا أن موقف حزبه هو موقف العاهل المغربي نفسه وان كلامه كان "ضمن سياق تاريخي معين".
وتطرقت الصحف المغربية الاربعاء الى مشاورات تشكيل الحكومة متحدثة علنا عن "تخلي" حزب العدالة والتنمية عن حزب "الاستقلال"، ملمحة الى "انفراج".
وما زال حزب "الاستقلال" يؤكد تمسكه بالمشاركة في الحكومة لكن بيانا لحزب العدالة والتنمية اكد ان "خدمة الوطن تقتضي الوقوف في الموقع الصحيح من التاريخ وليس في الموقع الحكومي أو غيره" في اشارة غير مباشرة لامكانية التخلي عن حزب الاستقلال.