قُتل 25 عنصراً على الأقل من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بينهم قادة جراء غارة استهدفت أمس (الثلثاء) أحد أهم مقار التنظيم في محافظة إدلب، تزامناً مع استمرار هدنة هشة في سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى ذلك، جمدت أكثر من عشرة فصائل سورية معارضة مشاركتها في أية محادثات بشأن مفاوضات السلام المرتقبة في أستانا، متهمة القوات السورية بخرق الهدنة الهشة التي دخلت أمس (الثلثاء) يومها الخامس مع استمرار المعارك قرب دمشق.
ويهدد هذا القرار الهدنة ومفاوضات السلام المنوي عقدها نهاية الشهر الجاري في أستانا، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة.
بيروت - أ ف ب
جمدت أكثر من عشرة فصائل سورية معارضة مشاركتها في أي محادثات بشأن مفاوضات السلام المرتقبة في أستانا، متهمة القوات السورية بخرق الهدنة الهشة التي دخلت أمس الثلثاء (3 يناير/ كانون الثاني 2017) يومها الخامس مع استمرار المعارك قرب دمشق.
ويهدد هذا القرار الهدنة ومفاوضات السلام المنوي عقدها نهاية الشهر الجاري في أستانا، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة.
ومع بدء الهدنة الجمعة، شهدت معظم الجبهات الرئيسية في سورية هدوءاً مع خروقات محدودة، باستثناء منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري والفصائل، يتخللها قصف جوي ومدفعي.
واتهمت أكثر من عشرة فصائل معارضة في بيان مشترك ليل الإثنين، «النظام وحلفاءه بأنهم استمروا بإطلاق النار وقاموا بخروقات كثيرة وكبيرة خصوصاً في منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية...».
وقالت «نظراً لتفاقم الوضع واستمرار هذه الخروقات (...) تجمد أية محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانا أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل».
وحذّرت الفصائل، وأبرزها جيش الإسلام وفيلق الشام، وهما فصيلان نافذان في ريف دمشق، وفرقة السلطان مراد القريبة من تركيا، من أن الاتفاق يعتبر «بحكم المنتهي» ما لم تتم «إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي».
ودارت اشتباكات عنيفة أمس (الثلثاء) في منطقة وادي بردى بين قوات الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، وسط استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
«محرومون» من المياه
وترافقت الاشتباكات وفق المرصد، مع غارات كثيفة وقصف بالبراميل المتفجرة على المنطقة، وذلك بعد يوم من وصول قوات الجيش السوري وحلفائه إلى أطراف عين الفيجة، النبع الرئيسي في وادي بردى، والذي توقف ضخ المياه منه إلى دمشق منذ أسبوعين.
واتهمت السلطات التي بدأت هجوماً قبل أسبوعين في المنطقة، الفصائل بتلويث المياه بالمازوت ثم قطعها بالكامل عن دمشق.
لكن المرصد أوضح أن أنقطاع المياه سببه تعرض احدى مضخات المياه في عين الفيجة لانفجار بفعل المعارك بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالمسئولية عنه.
وجددت الأمم المتحدة أمس (الثلثاء) تحذيرها من أن «أربعة ملايين شخص في مدينة دمشق ما زالوا محرومين من المياه منذ 22 ديسمبر/ كانون الأول جراء المعارك في منطقة وادي بردى».
ويهدف هجوم الجيش السوري المستمر منذ 20 ديسمبر وفق المرصد، إلى السيطرة على منطقة وادي بردى التي تحاصرها منذ منتصف 2015، أو الضغط على الفصائل للتوصل إلى اتفاق مصالحة على غرار اتفاقات مشابهة جرت في محيط دمشق خلال الأشهر الماضية.
وقال محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم وفق ما نقلت صحيفة «الوطن» السورية أمس (الثلثاء) عنه أن «أمام مسلحي وادي بردى... أما تسوية أوضاعهم أو الخروج» لافتاً إلى أنه «لا مصالحة مع جبهة النصرة» في إشارة الى مقاتلي «فتح الشام».
وبخلاف النظام، تنفي الفصائل بشكل قاطع وجود مقاتلين من الجبهة في وادي بردى.
وبحسب المرصد السوري، هناك مئات من مقاتلي الجبهة، بين آلالاف من مقاتلي الفصائل، في المنطقة.
ولم يصدر أي موقف سوري رسمي بشأن العملية العسكرية في وادي بردى تزامناً مع إعلان الجيش الروسي أمس (الثلثاء) في بيان، رصده 27 خرقاً لوقف إطلاق النار خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
مرحلة «حرجة»
يستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيسي تنظيم «داعش». كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق «جبهة فتح الشام» الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.
ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة أبرزها محافظة إدلب (شمال غرب)، أبرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي.
وقال عبد الرحمن إن الهدنة دخلت «مرحلة حرجة» محذراً من أنها تواجه «خطر الانهيار» ما لم يتدخل راعيا الاتفاق روسيا وتركيا لإنقاذها.
وتمكنت روسيا السبت من الحصول على دعم مجلس الامن للخطة الروسية التركية لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات لحل النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات، من دون أن يصادق على تفاصيل الخطة.
وحرصت كل من تركيا وروسيا على التأكيد أن محادثات أستانا لا تشكل بديلاً من مفاوضات جنيف التي ترغب الأمم المتحدة في استئنافها في الثامن من فبراير/ شباط.
العدد 5233 - الثلثاء 03 يناير 2017م الموافق 05 ربيع الثاني 1438هـ