العدد 5232 - الإثنين 02 يناير 2017م الموافق 04 ربيع الثاني 1438هـ

"جواسيس" الكترونية تحت الماء للتصدي لسرقة المحار

بوفيريه (فرنسا) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

غالبا ما يدفع المحار ثمن شعبيته الكبيرة على موائد الاحتفالات اذ تتم سرقة عشرات الأطنان منه سنويا من مزارع الانتاج، غير أن شركة فرنسية تحاول التصدي لهذه المشكلة عبر اختراعها محاراً اصطناعياً يؤدي دور "جاسوس" الكتروني تحت الماء.

ففي ظل صعوبة مراقبة مواقع انتاج المحار بالكامل والتكلفة الباهظة لعمليات الحراسة، صنعت شركة "فليكس سانس" الناشئة في منطقة فاندي الفرنسية جهازا مضادا للسرقة على شكل محار بات متوافرا في الاسواق منذ سبتمبر/ ايلول.

وبعد تجربة اول النماذج في فيتنام، باتت هذه الاجهزة تشق طريقها إلى السواحل الفرنسية في المحيط الاطلسي مع عزم الشركة توسيع انتشارها بدرجة كبيرة خلال الشهر المقبل.

ويبلغ اجمالي الانتاج الفرنسي للمحار مئة الف طن سنويا، غير ان عشرات الاطنان منها تتعرض للسرقة.

وقال رئيس الاتحاد الوطني لمنتجي المحار جيرالد فيو إن "هذه النسبة قد لا تكون كبيرة غير انها كذلك بالنسبة للمزارع الذي يتعرض للسرقة" بعد الاضرار الكبيرة التي لحقت بالمنتجين في السنوات الاخيرة بسبب مرض غريب اصاب هذه الحيوانات الصدفية المائية.

وأشار فيو الى ان السرقة تمثل "المشكلة الحقيقية" في القطاع الذي "يبحث دائما عن حلول" من كاميرات مراقبة الى دوريات في البر والجو والبحر.

ومن بين الحلول لهذه المشكلة ملء صدفة محار بإسمنت عليه رقم هاتف المنتج على أمل أن يعمد البائع الذي يجده بين المحار المسروق الى الاتصال بالضحية.

وقد تبدل الوضع مع تأسيس شركة "فليكس سانس" قبل نحو 18 شهرا، وهي متخصصة في تقنيات الرصد اللاسلكي عن بعد في البيئات المعقدة.

وفي ظل تزايد اهتمام مربي المحار بالحصول على حلول لمشكلة السرقة، أطلقت الشركة الفرنسية جهازها الذي يؤدي دور "جاسوس" الكتروني مقاوم للمياه والصدمات يتم ادخاله في داخل صدفة المحار ويكون مزودا بهوائي وجهاز لرصد الحركة ومنبه صوتي وجهاز لتعديل التردد، بحسب سيلفان داردين احد مؤسسي "فليكس سانس" والمدير التجاري في الشركة.

وقال داردين "سلة المحار تحتوي على اثنتي عشرة قطعة. يكفي نزع الصاعق ليرسل المحار الاصطناعي إشارة تدل تلقائيا الى المنطقة الجغرافية التي تم تحديدها".

وأضاف "يكفي وضعها في موقع وجود المحار. وهكذا تحصل على راحة البال خلال 60 شهرا".

 

حس الابتكار

وينطلق عمل الجاسوس الالكتروني لدى رصد الجهاز اي حركة مشبوهة اذ يرسل انذارا الى هاتف مربي المحار او الى حاسوبه.

ويمكن للمستخدم تعقب حركة المحار لفترة تصل الى اسبوع منذ تشغيل الجهاز.

وفي حال ابقاء الجهاز في حالة "سبات" من دون الحاجة لرصد دخلاء، يمكن للجاسوس الالكتروني البقاء حتى ستين شهرا في الاوساط المائية من دون الحاجة للشحن، وهي فترة تفوق بعشرين مرة تلك العائدة لأي جهاز تعقب الكتروني اخر وفق سيلفان داردين. وقال فيو "في ظل تعذر مراقبة كامل الساحل، من الضروري التحلي بحس الابتكار"، مضيفا "المحار الالكتروني قد لا يكون الحل الامثل، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح".

ومن المبكر الحكم على فعالية الجهاز اذ انه لم يؤد بعد الى القبض على اي من السارقين.

وتباع سلة الأصداف المزيفة في مقابل مئة وعشرين يورو في الشهر.

وقد بدأ نحو خمسين منتجا معظمهم يعمل في حوض آركاشون وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، اختبار هذا الجهاز من الان.

وقد تطلب صنع هذا المحار الجاسوس ثلاث سنوات من العمل. وتذهب النسخة الاخيرة من هذا الجهاز وهي قيد الدراسة الى أبعد من ذلك، مع اضافة تفاصيل تحسن من عملية التمويه.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً