لو ان قاسم حداد مواطن أميركي لتعددت النصب التذكارية له ولفرض علينا وضع نصب له بترتيبات معينة في أهم شوارع العاصمة. الرجل ترجمت أعماله إلى عدد من اللغات الحية ومازال البعض منا عاجزا عن فهم اللغة التي يعيد من خلالها اكتشاف مساحات بكر واجتراح المدهش وارتكاب المغاير!
سؤال بريء: هل مكتبة الكونغرس الأميركي أقل أهمية من مكتباتنا العامة؟... لماذا تحتفظ المكتبة المذكورة بمجموعاته الشعرية كاملة وبلغات عدّة... اضافة إلى مقالاته والدراسات والقراءات النقدية لأعماله... فيما مكتباتنا العامة مطمئنة وواثقة وموقنة بأنها أدت واجبها لوجود مجموعته الكاملة «ناقصة» في عدد من فروعها؟... والله عيب!.
(2)
قسم كبير من المثقفين هم في واقع الأمر تجّار تجزئة... راقبوا اكتظاظ «الشنَط» في الأقسام الثقافية لعدد كبير من الصحف.
(3)
أسوأ شيء أن تتصدى لمهام قسم ثقافي في ساحة تمعن في أمية مبيّتة... أمية مسكوت عنها أحيانا... فثمة تطحلب لأسماء ونصوص لا يعلم بنيّاتها ونيات نصوصها إلا الله... يبدو اننا بحاجة إلى «دَرَكٍ ثقافي» يوقف هذه المهزلة!
(4)
علي الستراوي... ظاهرة يجب أن تدرس بتروٍ فالرجل يقول كلاما لا يجرؤ أحد على قوله... هل يجرؤ أحد على تجاوز العبث في القول؟ فثمة هذيان ينتحر عنده الشفهي والمكتوب... والستراوي رائد في هذا المجال.
أعرف ان المخلوقات الحيّة التي تعجّ بها كرتنا الأرضية هي المخلوقات اللبونة الضخمة... اذ يبلغ عددها 300 كنتيلون. والكنتيلون يساوي 33 صفرا أمام الرقم... هكذا:
1000,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000
ولكنني لم ولن أعرف ما يرمي إليه الهذيان في صورته المفزعة... وإلا من يقوى على تفسير: «أين تقع ماهية جدلية انفعالات الفعل في عمله الابداعي»... في ما يسمى قراءة لمجموعة محمد عبدالملك الأخيرة؟ ألا تتفق معي ان الكنتيلون «أهون» بكثير من مانشيتات هذيانك؟
العدد 41 - الأربعاء 16 أكتوبر 2002م الموافق 09 شعبان 1423هـ