قبل أن يعرف النهار
ظل أصابعه
وحتى قبل أن تسقط الشمس
فوق أقدام الحرية
كنتُ صديقا لهؤلاء المنحدرين من رسغ الضوء
لطفل يسأل عن الله بجرأة
لطفلة تطارد ظل فراشة فوق قميصها
لطفل يسكب الرمل على رأسه، وهو يفكر في دموع الريح
لطفلة تطبع قبلة على الطريق، علامة للضوء
لطفل لم يمسك لعبة، لخطأ اقترفه التاريخ
لطفلة تمد يدها للمارة، فيما هم منشغلون بالآخرة
لطفل يبول في فراشه، معتقدا انه غيمة
لطفلة تبكي صمتا، كي لا توقظ عصفور الشتاء
لطفل يتكلم مع طائرته الورقية، وهو يحلم بجناحين
لطفلة تخاف من إبرة المستشفى، وتلوذ برحيق جدتها
لطفل يشبه زهرة البرسيم، كما رسمته الأحزان
لطفلة تستعد للمدرسة، هروبا من منزل بلا نوافذ
لطفل يعذبه أبواه، في كل الاتجاهات
لطفلة سرق قرطاها، أمام جميع الأبواب
لطفل جائع أمام المطعم، والصراصير تقيم احتفالاتها
لطفلة بجانب بركة السباحة، تحاول أن تكون سمكة ملونة
لطفلة تنهي واجبها المدرسي، خشية الحرمان من اللعب
لطفل يعذب طائرا، مقلدا أبويه
لطفلة تستخدم مكياج أمها، لتجدد الأدوار
لطفل ضائع، والذئاب تتناسل
لطفلة فقدت حذاءها الجديد، واللصوص يتظاهرون
بالبحث
لطفل فاز بجائزة، ولم تسلّم له
لطفلة مريضة، تراقب الاطفال على الأراجيح
لطفل يركل الكرة، فتكسر نافذة مغلقة
لطفلة تمص أصبعها، لتهدئ من غضب مدرستها
لطفل يرعبه الشرطي، وهو يشحذ مخالبه
لطفلة لم تمشط شعرها، مفضلة حكمة الفوضى
لطفل يعبر الشارع وحده، والغابة في ذروتها
لطفلة تفقد أول ضرس، وتصادق به الشمس
لطفل يخاف الماء، ويغسل به وجه الكون
لطفلة تخشى سقوط القمر، في مكان تملؤه الوحوش
لطفل ألثغ، يحاول نداء زرقة السماء
لطفلة حافية القدمين، تتحسس بهما آلام الكوكب
لطفل يحلم بالسفر، كما تفعل النجوم
لطفلة في الحديقة، لا تحفل بالكراسي
لطفل يتغيب عن المدرسة، دون شرح الأسباب
لطفلة تتهجى الدرس، في كتاب الغابة
لطفل يمتلك دراجة، وتطارده المحاذير
لطفلة تشتري آيس كريم، وتنشر الفرح على الزجاج
لطفل لا صديق له، والأعداء يشمون رائحته
لطفلة تحمل موبايلا، فيمتلئ الفضاء بالمواعيد
لطفل يسجل هدفا، ثم يهدي الكسالى حذاءه
لطفلة تمسك ذراع طفل!
ماذا لو اقتربنا أكثر من مرآتنا المكسورة؟!
شاعر بحريني
العدد 41 - الأربعاء 16 أكتوبر 2002م الموافق 09 شعبان 1423هـ