أكدت فعاليات وطنية أن «الشعب البحريني بكل اطيافه عبر عن رفضه لزيارة الوفد الصهيوني للبلاد التي جرت قبل أيام»، مؤكدين أن «كل محاولات التطبيع مرفوضة مهما كانت أسبابها ودوافعها ومبرراتها».

جاء ذلك في ندوة عقدت في مقر جمعية التجمع الوحدوي في العدلية مساء الخميس (29 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، تحت عنوان «بحرينيون ضد التطبيع مع العدو الصهيوني».

وفي كلمته، قدم نائب رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع عبدالرسول عاشور «الشكر للشعب البحريني على رفضه التطبيع، وهو ما بدا واضحا بعد الزيارة للوفد الصهيوني، الذي تم الادعاء بأنه وفد تجاري، الا انه تبين انه وفد من حركة متطرفة صهيونية، التي انتقلت من روسيا الى عدة دول اوروبية قبل ان تستقر في الولايات المتحدة الاميركية التي دعمت نتنياهو في العام 1996، وهي ترفض مبدأ الارض مقابل السلام، واحد قيادات هذه الحركة اباح قتل الرضع ا لفلسطينيين».

وأفاد عاشور أن «التطبيع هو بناء علاقات مع الصهاينة، سواء اكانت هذه العلاقات رسمية او غير رسمية، في مختلف المجالات، نحن نقول ان التطبيع جريمة، لأن وجود الكيان الغاصب الصهيوني هو جريمة في حق الانسانية، وعندما نطبع مع هذا الكيان فهو جريمة في حقنا، هذا الكيان الذي قام بجميع الجرائم وأبشعها، وقام بتفتيت المجتمعات بمختلف الاساليب المنحطة».

وشدد «نحن نقاوم التطبيع لعدة اسباب؛ منها انتصارا الى فلسطين، فكل انسان من حقه الدفاع عن ارضه ووطنه، وهذا الكيان اعتدى على الشعب الفلسطيني، وأقام دولته على سرقة الاراضي، هذا الكيان يرى كل الشعوب عبيدا لسلطته، وهو يتغلغل في جميع المناطق».

وتابع «ولأن التطبيع هو الموت الاختياري للامة لعربية والاستسلام واعلان اليأس والهزيمة، كما ان التطبيع خروج عن الانسانية، لأنك لا تستطيع ان تطبع مع كيان خارج عن الانسانية، وهو عدو خطير على كياننا، ومن الخيانة ان نتخذ عدوا لامتنا صديقا، فلا العقل ولا المنطق يقبل بذلك».

وأكمل «رأيتم كيف كانت وسائل الاعلام الصهيونية فرحت وهللت لهذا الوفد الصهيوني، ونحن نقول ان هذه الزيارة خطيئة لا يتحمل وزرها الشعب البحريني، والموقف الموحد للشعب البحريني افشل هذه الزيارة، وقد استطعنا ان ننتصر على ما قام به هذا الوفد، فالتطبيع لا مكان له في البحرين، والبحرينيون لا يقبلون بهكذا اعمال».

وواصل «الشعب استطاع ان يتجاوز هذه الطعنة الغادرة، وقد لاحظنا ردود الفعل من اطياف المجتمع المختلفة، وهذا ينم على ان فلسطين توحد الامة، حيث وقف الجميع رأيا واحدا ضد هكذا زيارات، ونحن نقدر ونثمن للشعب البحريني ما قام به، وندعو لأن يكون الشعب البحريني موحدا ومستمرا في توحيد كلمته رافضا للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب».

وختم عاشور «الزيارة انتهت، والآن نسأل ماذا بعد هذه الزيارة، وكيف سيتعامل الشعب البحريني مع اي محاولة ثانية مشابهة مستقبلا، نحن ندعو المجتمع البحريني للتعامل بجدية لرفض اي محاولة ثانية لاختراقنا، لأن الموقف من التطبيع موقف ثابت وقوي، ويجب ان نعمل على ايقاف اي تعد على الشعب البحريني».

ومن جانبه، قال الامين العام لجمعية الوحدوي حسن المرزوق: «في العادة هناك اجراءات تقوم بها الجهات الرسمية عند طلب زيارة وفد ما الى البحرين، فتصريح الدخول يحتاج الى دعوة من احدى المؤسسات سواء في المجتمع المدني او من الجهات الرسمية، وما نريد قوله ان الجهات الرسمية عليها مسئولية اكبر في السماح بدخول هذا الوفد، في الوقت الذي يتم منع وفود عربية من دخول البحرين لعدة اسباب».

وتابع المرزوق «اين هو دور مجلس النواب عما جرى في الزيارة لهذا الوفد؟ البرلمان عليه مسئولية في طلب جلسة عاجلة للتحقيق فيما حدث، واما نحن فنعلن رفضنا التطبيع مع الكيان الصهيوني».

فيما قال الامين العام لجمعية المنبر التقدمي خليل يوسف: «الحسنة الوحيدة لزيارة هذا الوفد هو الرفض الشعبي القاطع لما جرى، كما ان موقف الشعب البحريني لا ينفصل عن موقف الشعوب العربية الرافض لكل محاولات التطبيع، بيانات الجمعيات السياسية، وموقف غرفة تجارة وصناعة البحرين ووعي الشعب البحريني كلها، كلها علامات ايجابية تم التأكيد عليها في دعم الشعب الفلسطيني».

وأضاف يوسف «هذه الزيارة وحدت البحرينيين على كلمة واحدة، ونحن في هذا الوقت نحتاج الى ان نتوحد على القضايا الوطنية، ونحن نشكر كل المنظمات التي رفضت هذا النوع من التطبيع».

وفي مداخلته، ذكر الناشط الحقوقي منذر الخور أن «هذه الزيارة كانت استفزازا الى المشاعر الوطنية لدى الشعب البحريني المعروف بمناصرته الشعب الفلسطيني».