حققت قوات الجيش السوري أمس الاثنين (2 يناير/ كانون الثاني 2017) تقدماً ميدانياً في منطقة وادي بردى، خزان المياه الرئيسي لدمشق، في تصعيد اعتبرته الفصائل المقاتلة خرقاً للهدنة الهشة التي تخلل يومها الرابع مقتل أربعة مدنيين، وفقاً لما ذكرته منظمة حقوقية.
وهددت الفصائل المعارضة الموقعة على اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، بـ «نقض الاتفاق وإشعال الجبهات» كافة في حال عدم وقف العمليات العسكرية في وادي بردى.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الاثنين)، «بقصف جوي ومدفعي لقوات النظام على محاور عدة في منطقة وادي بردى، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله من جهة والفصائل المقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)».
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «قوات النظام ومقاتلين من حزب الله أحرزوا تقدماً في المنطقة وباتوا على أطراف عين الفيجة، نبع المياه الرئيسي في المنطقة ويخوضون مواجهات عنيفة مع الفصائل لتأمين محيطه».
وأضاف أن «هذا التصعيد العسكري يعد خرقاً للهدنة، رغم أن قوات النظام بدأت هجومها قبل أسبوعين بهدف السيطرة على منابع المياه التي تغذي معظم مناطق العاصمة».
ودخلت الهدنة التي أعلنتها روسيا الخميس ووافقت عليها قوات النظام والفصائل المعارضة، يومها الرابع في سورية مع استمرار الهدوء على الجبهات الرئيسية رغم تكرار الخروقات.
وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في ضوء التقارب الأخير بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل إليها في فترات سابقة، لكنها لم تصمد.
ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيسي تنظيم «داعش». كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.
ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة أبرزها محافظة إدلب (شمال غرب).
وبحسب المرصد السوري، ثمة مئات من مقاتلي الجبهة، بين آلالاف من مقاتلي الفصائل، في منطقة وادي بردى الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق.
إلا أن الفصائل المقاتلة تنفي وجود مقاتلين من «جبهة فتح الشام» في المنطقة.
وتعد المنطقة مصدر المياه الرئيسي للعاصمة التي تعاني منذ نحو أسبوعين من انقطاع هذه الخدمة، ما دفع الأمم المتحدة إلى إبداء خشيتها الخميس من «انقطاع إمدادات المياه الرئيسية منذ 22 ديسمبر عن أربعة ملايين نسمة» من سكان دمشق وضواحيها.
في المقابل، نددت تلك الفصائل الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في بيان أمس (الاثنين) بما وصفته بـ «خرق جائر» للاتفاق.
وطالبت الدول الراعية للاتفاق بالتدخل «لحماية المدنيين من قصف النظام (...) وإدخال ورش الصيانة لمؤسسة مياه عين الفيجة»، متعهدة «ضمانة سلامتها».
وفي حال عدم التجاوب، لوحت الفصائل بأنها ستطالب «بنقض الاتفاق وإشعال الجبهات دفاعاً» عن وادي بردى.
محادثات أستانا
ومن شان استمرار وقف إطلاق النار في سورية أن يسهل محادثات سلام تعمل روسيا وتركيا إلى جانب إيران على عقدها الشهر الجاري في أستانا، عاصمة كازاخستان.
وأصدر مجلس الأمن الدولي السبت قراراً بالإجماع يدعم الخطة الروسية التركية لوقف إطلاق النار في سورية والدخول في مفاوضات لحل النزاع، من دون أن يصادق على تفاصيل الخطة.
العدد 5232 - الإثنين 02 يناير 2017م الموافق 04 ربيع الثاني 1438هـ