«كل عام وأنتم بخير»، عبارة نرددها مع بداية كل سنة جديدة، متمنين أن تكون أعوامنا القادمة خيراً من سابقاتها. نكتب أحلامنا بكثير من الأمل وشيء من القلق الذي يكون مصدره الجهل بالقادم، ومتى ما آمنا بأن القادم سيكون أجمل وأكثر بهاءً، تطمئن أرواحنا ويفارقنا القلق أو يزورنا بشكل أخف وطأة.
في كل سنة نصادف أرواحاً تشاركنا أعوامنا القادمة، ولا غرابة أن نقول لبعضها: «كان عامي بك أجمل» أو «سيكون عامي هذا أبهى بوجودك». أرواح تضيف لنا الكثير من السعادة والمحبة والراحة. تشاركنا أفراحنا فتضيف إليها لمسة عذوبة، وتشاركنا أحزاننا فتخففها وربما تمحوها.
وقد تفارقنا أرواحٌ في بعض أعوامنا، لتبقى ذكراها تداعب وجداننا مع كل محطة كانت حاضرة فيها معنا. أرواح أضافت لنا وعلمتنا وسعدنا بوجودها، لكنها لم تعد موجودة بعد اليوم في حياتنا لسبب ما، قد يكون وفاة أو هجرة أو غير هذا وذاك.
وفي كل عام تفارقنا أحلام وآمال، بعضها يغدو واقعاً وحقيقة، في حين ندرك أن بعضها كان مجرد وهم غير قابل للتجسيد واقعاً، فنستبدلها بأخرى ندرك أنها ستكون أجمل حين نحققها بكل إصرار وعزيمة.
وفي كل عام نضيف لأحلامنا حزمة جديدة، تختلف باختلاف رؤانا وأهدافنا ومكانتنا في الحياة، ومدى قدرتنا على إحداث التغيير في أنفسنا ومن حولنا.
أحلام وطموحات وأرواح وأشياء، تتغير بتغير الأعوام وتقادم الزمن. وفي كل عام نتمنى أن تكون في مجملها أجمل وأكثر سعادة وهدوءاً.
ولأننا نحلم بالأجمل دائماً، صرنا غالباً ما نتمنى أن يكون العالم من حولنا أجمل وأبهى وأكثر سلاماً، عوضاً عما نعيشه من احتراب ودمار طال بلداناً كثيرة مازالت تعاني عاماً بعد عام من آثاره.
ولأننا ندرك أن ما يحدث في العالم اليوم، ينعكس علينا وعلى حيواتنا، صرنا نسعى إلى خلق المبادرات والأعمال التي تسهم في رسم خارطة بشرية للتسامح والمحبة ولو بشكل خجول نتمنى أن يكون أكثر حضوراً وفاعلية في السنوات القادمة.
نتمنى أن يكون عامنا هذا عام محبة وسلام، وأن تكون سنتنا هذه وما ستعقبها من سنين خيراً من كل ما سبق، على الأصعدة الشخصية والصعيد العام، حينها ربما سيخبو القلق الذي مازال يكبر بداخلنا ونحن نجد العالم ينهار تمزقاً وموتاً ودماراً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5231 - الأحد 01 يناير 2017م الموافق 03 ربيع الثاني 1438هـ