في ملتقى البحرين الثاني للتميز، الذي عقدته أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة، تحت عنوان "التحول الحكومي"، استعرض مدير إدارة نظم المعلومات بوزارة الخارجية السفير علي جاسم العرادي التجربة الإلكترونية لوزارته في الإجراءات الدبلوماسية والقنصلية من خلال ورقة عمل عنونها بـ "الخدمات من التقليدي إلى الذكي".
انطلق العرادي في ورقته بطرح جملة من التساؤلات على سبيل العصف الذهني مع المشاركين في الملتقى ولاستنباط مستوى ما تحظى به أنشطة الوزارة وخدماتها من متابعة وتفاعل، ومن أبرز تساؤلاته ما ركز على ما إذا كان هناك دبلوماسية جديدة تختلف عن الدبلوماسية التقليدية، وكيف للإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي أن تؤثر في ممارسة العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية. منطلقاً في هذا السياق للتعريف بالدبلوماسية التقليدية من جهة والرقمية من جهة أخرى، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الرقمية تكمل عمل الدبلوماسية التقليدية من خلال التمكين بالتكنولوجيا وشبكات القرن الواحد والعشرين، كما تسهم في إضافة أنماط جديدة على الدبلوماسية لتشمل تبادلية التعامل المتمثلة في تعامل الحكومة مع الناس وتعامل الناس مع الحكومة.
وكمدخل لموضوع الدبلوماسية الرقمية سلط العرادي الضوء على جملة من الإحصائيات ذات العلاقة بمفهوم انتشار الإنترنت، مشيراً إلى أن 50 في المئة من سكان الكرة الأرضية يستخدم الإنترنت بواقع 3.5 مليار مستخدم خلال 30 عاماً في الفترة (1975 - 2015). وأنه من المتوقع في 2020 أن يفوق عدد مستخدمي الإنترنت على الهواتف الذكية عدد مستخدميه على الكمبيوتر، كما وقف العرادي على ظهور تقنيات جديدة مثل الحوسبة السحابية وما يرافقها من تحديات، مبيناً أن المجتمعات أصبحت مجتمعات معلوماتية ومعرفية تقوم على توفر المعلومة في أي وقت وحول أي مكان، وهو ما دعاه للانطلاق إلى موضوع أكثر تحديداً وارتباطاً بعمل وزارته من خلال الحديث عن تأثير الإنترنت على الدبلوماسية.
أوضح العرادي جملة من تأثيرات الإنترنت على العمل الدبلوماسي من خلال إيجاد أبعاداً جديداً للمواضيع الدبلوماسية التقليدية، والمتمثلة في مفهوم حرية التعبير وحقوق الإنسان ومواضيع الأمن الدولي، والملكية الفكرية وحقوق النشر، وسياسات الاتصالات الدولية، وحرية الوصول للإنترنت، وأردف أن العمل الدبلوماسي استخدم الأدوات الجديدة كالبريد الإلكتروني والتواصل الفوري ومحركات البحث وقواعد المعلومات والمؤتمرات المرئية والتواصل عن بعد، وكان قد أورد في هذا السياق مجموعة من الأمثلة العملية من داخل العمل الدبلوماسي جاء من بينها الإجراءات القنصلية والتأشيرات الإلكترونية، وخدمات البعثات الدبلوماسية، والتي رافقها كذلك ظهور تطبيقات وبرامج وزارات الخارجية على الهواتف الذكية.
واستعرض العرادي عدة تطبيقات عملية للخدمات الذكية التي تقدمها وزارة الخارجية البحرينية لجمهورها، وذلك من خلال عرض الموقع الإلكتروني للوزارة وما يحويه من بيانات وتقسيمات، متوقفاً عند أنظمة إدارة الملفات والوثائق والأرشفة الإلكترونية، والإجراءات القنصلية والتصديقات، والابوستيل والابوستيل الإلكتروني، والتأشيرة الإلكترونية، فضلاً عن الوقوف على قنوات تقديم خدمات وزارة الخارجية والمتمثلة في الموقع الإلكتروني الرسمي وتطبيقات الهواتف الذكية وحسابات الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن الشراكة مع مقدمي خدمات الاتصالات نحو (فيفا) و(زين) و(بتلكو)، ومركز اتصال للوزارة يعمل على مدار الساعة.