العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ

بالفيديو والصور... المخرجة اللبنانية صوفي بطرس للـ "الوسط": على اللبنانيين والسوريين تجاوز اخطاء الماضي

عرضت فيلهما الروائي الطويل الأول "محبس" في "دبي السينمائي"

لا تجد المخرجة اللبنانية صوفي بطرس وسيلة أفضل من الرومانسية والكوميديا لتناول القضية الحساسة، التي تطرحها في فيلمها الروائي الطويل الأول "محبس"، والتي تشير إلى كونها قضية تهم شريحة لا بأس بها من اللبنانيين. 

صوفي بطرس، التي قدمت العرض العالمي الأول لفيلمها "محبس" في الدورة الثالثة عشر لمهرجان دبي السينمائي الدولي (7-14 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، فضلت الكوميديا والرومانسية لتعالج قضية الحساسية التي يحملها بعض اللبنانيين تجاه السوريين، وهي التي تعود إلى الثمانينات من القرن الماضي وإلى سنوات الحرب الأهلية في لبنان، التي خلفت جروحا وآثارا لم تندمل رغم مرور عقود على انتهاء تلك الحرب. 

"الوسط التقت المخرجة اللبنانية صوفي بطرس، على هامش مشاركتها في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وحاورتها حول فيلمها "محبس" وكيف يمكن لفيلم سينمائي أن يساهم في معالجة قضايا بالغة الحساسية كهذه القضية.

 

 

بداية، وفي إجابتها عن سؤال عما يمكن لهذا الفيلم أن يقدم لقضية قديمة، تعود جذورها لما قبل عشرين عاماً. هل يمكن لفيلم قد يصل للجمهور المستهدف وقد لا يصل، أن يحدث أي تغيير أو أن يكون له أثر ولو بسيط على هذه المشكلة؟

الفن لا يعالج، لكنه يطرح المشاكل ويسلط الضوء عليها، تماما كما فعلنا في هذا الفيلم حيث سلطنا الضوء على قضية الحساسية مع السوريين، وهي مشكلة قديمة، لا يسعى الفيلم لمعالجتها، لكن إذا كان طرحنا للموضوع سيداوي ولو نسبة بسيطة جداً من هذا المرض وهو العنصرية فسنكون عملنا خطوة للأمام. لكن العلاج والوصول الى نتيجة لا يمكن أن يتم من خلال فيلم واحد، الفيلم هو خطوة صغيرة إلى الأمام فقط، وتسليط للضوء على أمر قد لا يتجرأ كثيرون للحديث عنه".

في فيلم "محبس" تتلقى تيريز (تقوم بدورها الفنانة اللبنانية جوليا قصار) صدمة كبيرة من ابنتها الوحيدة (سيرينا الشامي) حين تعرف أن الشاب الذي وقعت الفتاة في حبه لسنوات وتعتزم الزواج به... سوري.

مخرجة الفيلم بطرس أكدت أنه من الخطأ تجنب تقديم رسائل حساسة أو تناول موضوعات مثيرة للجدل في الأعمال الفنية، بل يجب مواجهة تلك الأمور "في الفيلم أقول إن شقيق تيريز توفي بقذيفة سورية خلال الحرب، وهذا واقع، هناك كثيرون توفوا بهذه الطريقة".

الفيلم الذي تدور أحداثه في قرية جبلية لبنانية، يتعرض لقضية الكراهية التي يختزنها بعض اللبنانيون للسوريين، عبر قصة تيريز، المرأة اللبنانية القروية، التي تفقد شقيقها الوحيد في الثمانينات من القرن الماضي جراء سقوط قذيفة سورية. تظل تيريز حاملة للوعة فقد هذا الأخ لسنوات، ويظل حضوره قويا في حياتها وذلك عبر صوره المعلقة على حائط منزلها والتي تتبادل معها أحاديث وحكايات يومية لا تنتهي بمرور السنوات. وبقدر ما تذكرها هذه الصور على الدوام بشقيقها المقتول، فإنها تجعل عاطفة الكره التي تحملها تجاه السوريين ثابتة وقوية.

وبطرس تؤكد "أنا أواجه هذه الحقيقة في الفيلم لأنها حدثت فعلا لأنني أريد أن أصل إلى نقطة أنه يجب أن نتجاوز الماضي لأن الاختلافات الموجودة بين الوطنين أصغر بكثير من التشابات". ثم تقول "في نهاية الفيلم، جعلت العائلتين، اللبنانية والسورية، تحبان بعضهما، تتقبلان بعضهما وتتعاليان على الماضي واخطاءه. تيريز التي تمثل شريحة لا بأس بها من الشعب اللبناني قبلت بهذا الشاب السوري الذي وجدت فيه الكثير من الجوانب الايجابية هو وأهله وتعالت على جرحها وتقبلته ليكون زوج ابنتها".

بطرس التي كتبت سيناريو الفيلم بالاشتراك مع ناديا عليوات، اختارت أن تعالج هذه القضية البالغة الحساسية بطريقة رومانسية كوميدية، لأنها ترغب في أن تتجنب أن تكوت صدامية في تناولها لهذه المشكلة، أشارت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للفيلم خلال فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، أنها أرادت أن يستوعب الجمهور الفكرة الدراماتيكية التي تطرحها عبر الفيلم وهي فكرة العنصرية، عبر طريقة خفيفة. كما أكدت بأنها أرادت أن تقرب الفكرة للمشاهدين، ورغبت في أن تقول كل شيء وان تتحدث عن هذا الأمر بطريقة يقبلها الجميع، لم تشئ أن تصدم المشاهدين بل عمدت إلى استخدام أسلوب تقديم رسائل سلبية لكن بشكل ايجابي.

 

 

وفي ردها على سؤال للوسط حول ما إذا كانت تؤمن بقدرة السينما والأفلام بشكل عام على إحداث التغيير والتأثير في آراء الناس وتغيير قناعاتهم حول أي شأن، قالت: 

"الأفلام مثل أي فن آخر، تأثيرها يتفاوت من مكان لآخر، كما يتوقف ذلك على مدى اطلاع الناس على أنواع الفنون المختلفة وتقديرهم لها"، ثم أضافت "الفن لا يسعى لعمل تغيير جذري لكنه يقدم رسائل صغيرة هنا وهناك تغير شيئا من تفكير الناس وتجعلهم يطرحون الأسئلة. هذا هو دور الفن، وإن لم يقم به، يصبح عقيما لا قيمة له".

تيريز بطلة فيلم بطرس هي المرأة التي تقود الأحداث، إن سلبا وإن إيجاباً، وهي التي تقود التغيير، للأسوأ ثم للأفضل. وبطرس في اجابتها على سؤال الوسط حول ثيمة تمكين المرأة والقيادة النسائية للتغيير، وحول حضور المرأة القوي في فيلمها، في مقابل الحضور المحايد او السلبي للرجل، وعما إذا كان انعكاس لواقع لبناني تنقله في فيلمها، أم طموح واستشراف للمستقبل، قالت: 

"لا أشعر أنني مؤهلة لعمل قياسات لدرجات نقاط القوة والضعف والتمكن وغير ذلك ولكن أحببت أن أبني شخصية تيريز وهي الشخصية الأساسية، أردتها قوية وتستطيع أن تتخذ قرارات وتقود الأحداث في الفيلم. هذه المرأة التي خسرت شقيقها ولا تزال متعلقة به ولذا تكره السوريين، هي من يجب أن تأخذ بالقصة إلى الأمام، وتبلور هذا الأمر بشكل أكبر حين قررت أن تترك زوجها بعد خيانته لها".

 

 

وتضيف "تيريز تحاول أن تجد نقطة التقاء مع ابنتها لأنها تريد أن تراها سعيدة وتجمعها مع حبيبها السوري، لكنها لا تتقبل خيانة زوجها وتفضل تركه وترفض العيش مع فكرة الخيانة. أن تتخذ امرأة في الخمسينات من عمرها هذا القرار، فهو قرار قوي ولا يترجم على أرض الواقع بكثرة، ربما لا يحدث هذا الأمر كثيرا في مجتمعنا الشرقي والعربي لكننا أحبننا أن تكون تيريز ما نطمح للمرأة العربية أن تكون عليه، ولذلك اشتغلنا على الاستثناء وهي تيريز لأننا نريد أن ننقل صورة امرأة غير اعتيادية، امرأة أنضج وأوعى من أي شخص عادي".

يشار إلى أن صوفي بطرس، وهي شقيقة الفنانة جولي بطرس، حاصلة على شهادة في الإخراج التلفزيوني والسينمائي من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وقد عملت في إخراج العديد من الفيديوهات الغنائية لمطربين عرب بارزين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:17 ص

      لو ما الصور مستحيل كنت أفتح هذا الموضوع... لا تصدقون إني راح أقرأ الموضوع.
      و الله النسوان مصدقين روحهم، قاموا يبون يعلمونا كيف ندير دولنا، هزلت و رب الكعبة ... إذا المجتمع الأمريكي أبو 250 سنة علمانية رفض أن يولي أمره لامرأة تبونا نحن المسلمين الشرقيين نسمع كلامكم .. يالا مناك.

    • زائر 3 | 1:04 ص

      لا حبيبي أنا مو متخلف، أنا رجل و شايف نسوان في كامل زينتهن بملابس سهرة ويش تبيني أسوي؟ و ثانيا الموضوع مستحيل أقراه، هذا القاصر أقرأ كلام نسوان .. كل العباقرة و المخترعين و المكتشفين و المحاربين و الأبطال و الذين خلدهم التاريخ هم من الرجال، و صعود المرأة في أي مجتمع هو من أعراض الإنهيار الوشيط لأي مجتمع. كليشيهات الغرب هذي ما تمشي عندي. للأمانة ليس كل النسوة أغبياء فهناك منهن الذكيات و لكن ذلك قليل.

    • زائر 4 زائر 3 | 2:08 ص

      صحيح كلامك أخي، المرأة هي مجرد هوامش في كتاب الرجل.

    • زائر 1 | 11:29 م

      في لبنان عادي يلبسون تنانير فوق الركبة، هذه معلومة جديدة بالنسبة لي.

    • زائر 2 زائر 1 | 12:45 ص

      تركت الموضوع والتقرير الجميل وركزت على لباس النساء .ما هذا التخلف؟

شاهد أيضا