عضو ومستشار المنظمة الدولية لأطباء العائلة مستشار منظمة الصحة العالمية اقليم شرق البحر الابيض المتوسط
استكمالاً لموضوع مرض السكر في العدد السابق وخطورته فسوف نتطرق هنا لعوامل الاصابة والأضرار الاقتصادية والاجتماعية له.
فالمرض يؤدى لتكلفة اجتماعية واقتصادية وبشرية جمة على العالم وخصوصاً بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا النامية وهو ما يمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً على الدول وعلى المرضى المصابين حيث أن المصاب يكلف 2 إلى 3 مرات أكثر في الرعاية الصحية ومتوسط النفقات الطبية بين مرضى السكري المشخصين أعلى بـ 2.3 مرة في النفقات بالمقارنة مع خلو المريض من داء السكري.
عالمياً يكلف المرض 673 مليار دولار أي 12 % من النفقات الصحية العالمية وفى الولايات المتحدة الامريكية تقد تكلفته بمبلغ 245 مليار دولار منها 176 مليار دولار تكاليف طبية مباشرة للمرض و 69 مليار دولار بسبب انخفاض إنتاجية المصابين. وتكلفة المريض. وفي السعودية تقدر كلفته بـ 682 دولار ما يمثل 21 % من إجمالي نفقات الرعاية الصحية على الشخص الواحد فى العام.
تقف عوامل متعددة تساعد في الإصابة بالمرض وهى وراثية وعرقية واجتماعية وحياتية، فالتقارير أوضحت العلاقة المباشرة بين الاصابة بالسكر وعرق الشعوب فوجدت إحدى الدراسات التى قارنت بين العرب والقوقازيين أن العرب هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وكذلك فإن الوراثة وزواج الأقارب وخصوصاً إذا وجد فرد أو أكثر في العائلة مصاب بالسكر يزيد من خطر الإصابة به وظهوره في سن مبكرة.
الإصابة بداء السكري من النوع الثاني قد تحدث بشكل رئيسي بسبب نمط الحياة التي يعيشها الإنسان فالحياة الخاملة وعدم ممارسة الأنشطة وقلة الرياضة وزيادة الوزن والسمنة والانغماس في الأغذية والمشروبات غير الصحية تزيد من خطر الإصابة به وتزداد احتمالات الإصابة مع التقدم فى العمر وخصوصاً بعد سن الأربعين.
وحيث أن الوقاية خير من العلاج فقد تبين أن 90 ٪ من المرضى من النوع الثاني يمكنهم تجنبه عن طريق الوقاية بتغيير نمط المعيشة وبتناول الأغذية الصحية الغنية بالألياف والابتعاد عن السكر والحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المصنعة وكذلك عن الضغوط النفسية وممارسة الرياضة وزيادة النشاط العضلي والذهني. وأثبتت دراسة يابانية أجريت حول تأثير ساعات العمل الطويلة على الإصابة بالسكري عدم وجود علاقة بين العمل الطويل واحتمالات الإصابة بالمرض بل أن هناك اتجاه لانخفاض نسبة حدوث المرض مع زيادة ساعات العمل.
الدراسات جارية على قدم وساق لاكتشاف لقاح خاص يشفي أو يقي الناس من داء السكر النوع الأول الذي يصيب الأطفال والبالغين بسبب خلل في البنكرياس والناتج عن اضطراب الجهاز المناعي عندهم فتقوم أجهزة مناعة الجسم التى عادةً ما تحمي ضد العدوى والمرض بمهاجمة خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الأنسولين المنظم لمستويات السكر في الدم.
العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ