العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ

الشفة الأرنبية

د. إيمان سامي آل نوح -طب وجراحة الفم والأسنان 

28 ديسمبر 2016

من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً هي الشفة الأرنبية لشبهها بشفة الأرنب. وهي تتمثل في انشقاق في الشفة العليا وسقف الحلق بسبب خلل ناتج عن عدم إلتحام الأجزاء والأنسجة المكونة لهما خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وغالبا ما يتزامن ظهور الشفة الأرنبية مع عيب خلقي آخر وهو شق الحنك بنسبة 50 % وقد يحدث كلاهما على حدة  بنسبة 25 %.

ويظهر هذا الخلل الخلقي  بنسبة مرتفعة عند الشعوب الآسيوية خصوصا وعند الذكور منهم غالبا. ويكون على شكلين أما أحادي أو ثنائي الشق في الشفة العلوية.

السبب الرئيسي لهذا العيب غير معروف بدقة، لكن هناك عوامل تساهم بشكل كبير في الإصابة بهذا الخلل كالعوامل البيئية والوراثية. فالوراثة تزيد من فرصة تكرار ظهور هذا العيب مرة أخرى في حالة وجود مصاب في نفس العائلة كحال كل الأمراض التي تنتقل بالوراثة.

ولفترة الحمل دور أساسي يساهم في تكوين الشفة الأرنبية حيث أن عدم حصول الأم على الغذاء والعناصر الضرورية وخاصة حمض الفوليك يزيد من فرصة ظهور العيب الخلقي. بالإضافة  إلى تناول بعض الأدوية التي تحتوي على كورتيزون أو كالتي تستخدم في علاج السرطان والمضادة للتشنجات أو في حالة تعرض الأم لأمراض مختلفة خلال مراحل نمو الجنين. كما أن هناك علاقة وثيقة بين ظهور هذا الخلل والتدخين وتعاطي الكحول.

وجود الشفة الأرنبية يرافق ظهور مشاكل صحية عديدة كالتهابات الإذن الوسطى والسمع، والنطق والكلام، وصعوبة في الرضاعة، بالإضافة إلى مشاكل الأسنان والتي غالبا ما تكون مفقودة أو صغيرة في الحجم.

يعتمد العلاج على درجة  تعقيد الحالة وعلى الوقت الذي بدأ فيه، ففي حالة الشفة الأرنبية يتم اجراء أول عملية جراحية عندما يكون عمر الطفل 3 أشهر. فيقوم الطبيب ببناء الشكل الطبيعي وتوصيل عضلات الشفة ببعضها ويستمر العلاج بمراحله المختلفة على مدى عدة سنوات. 

فعلاج الشفة الأرنبية يتطلب فريق رعاية ومتابعة كامل من أطباء جراحة وتجميل وأسنان وأخصائي السمع والتخاطب .

العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً