د.شيماء محمد العصفور-مجموعة دعم ومساندة مرضى الذئبة الحمراء - دولة الكويت
28 ديسمبر 2016
نظرية الملاعق للأمراض المزمنة مثل الذئبة الحمراء استنتجتها كريستين ميسراندو Christine Miserandino وهي احدى مرضى الذئبة الحمراء. فكيف توصلت إليها؟
تقول كرستين :
في يوم من الأيام كنت بصحبة صديقاتي للعشاء وكالعادة يجب أن أكل قبل تناول الأدوية. فجأة بدأت صديقتي المقربة بالتحديق فيَّ وسألتني: كيف يكون شعورك وأنتِ مصابة بالذئبة؟ بكل صدق فاجأتني بسؤالها، لأنها المقربة مني وقد صاحبتني في أيامي الصعبة وشاهدتني وأنا أمشي على عكاز من الألم إلى مروري بانتكاسات أنهكتني وشهدت مواعيدي ودخولي للمستشفى.
فبدأتُ أشرح لها عن الأدوية والألم ولكن لم تعجبها إجاباتي فهي تريد معرفة شعوري العاطفي وليس شعوري الجسدي. جربتُ البحث عن إجابة تشرح مشاعري لأناس أصحاء، فحاولت الحصول على المساعدة بالنظر إلى الطاولات والبحث حولي. في تلك اللحظة وُلِدَتْ نظرية الملاعق.
فرحت أجمع جميع الملاعق من الطاولات الأخرى وشرحت لها بأن الفرق بين المرضى والأصحاء، بأن الأصحاء لديهم خيارات لا منتهية ومفتوحة ولا يحتاجون إلى التفكير باتخاذ القرارت.
«معظم الأصحاء يبدأون يومهم بكمية غير محدودة من الملاعق (التي ترمز للطاقة) للقيام بكل ما يشتهون ولا داعي للقلق على الآثار المترتبة على أفعالهم». ناولتها الملاعق وطلبت منها عدهم، ورحت أذّكر صديقتي بأن الأنسان المريض خياراته محدودة، وكذلك عدد الملاعق محدود ويجب أن يستخدمهم بحكمة، بعكس الإنسان الطبيعي. فقلت لها كيف تقضين يومكِ من لحظة استيقاظكِ حتى خلودكِ للنوم .وأن كل شيء سوف تفعلينه سوف يكلفك ملعقة. وأيضا إذا انتهى مخزونك من الملاعق ليومك هذا، فسوف تستخدمين ملاعق الغد. فراحت تسرد وأنا آخذ الملاعق التي بين يديها واحدة تلو أخرى حتى نفدت وهي مستمرة في سرد نشاطاتها اليومي.
هنا فهمتُ أخيراً ماهو الشعور الحقيقي بأن أكون مريضة بالذئبة. وكيف عليّ أن أفكر جيداً قبل استخدام ملاعقي (طاقتي) وأن لا أبددها بأشياء لا تنفعني أو قد تتعبني وتزيد من محنتي .فتمر أيام استيقظ فيها ولا أملك في رصيدي أي ملعقة (طاقة) لا لكسل أو تصنع التعب، ولكن هذه آثار الذئبة المتقلبة.
ملاعق الطعام (التي عبرت عنها بأنها وحدات لقياس طاقة الجسم) ساعدت كريستين في تعريف صديقتها بمحدودية الطاقة التي يتحصل عليها مريض الذئبة الحمراء والتي يستهلكها في عمله اليومي – وإن كان بسيطاً – ولذا فهم يجتهدون في إدارة مخزون الطاقة لديهم وإلا حكموا على نفسهم بالمعاناة الجسدية والتعب واحتمال الانتكاسة المرضية.
* الأفضل أخذ اليوم بيومه ولا نحمل أجسادنا فوق طاقتها.
العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ