أسفرت انتخابات الدورة 19 لجمعية الإصلاح، عن اختيار عبداللطيف الشيخ، رئيساً لها للسنتين المقبلتين 2017 - 2018.
وخلال انعقاد الجمعية العمومية الاستثنائية للجمعية، مساء أمس الأربعاء (28 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، أكد الشيخ لـ «الوسط»، تجاوز الجمعية وبنجاح اختبار رحيل مؤسسها وزعيمها الروحي الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، الذي وافاه الأجل في أغسطس/ آب 2015، مدللاً على ذلك بالتقرير الأدبي وما احتواه من إنجازات.
بجانب ذلك، تحدث الشيخ عن جملة خطط ومشاريع ورؤى الجمعية للسنوات المقبلة، تصدرها «الانفتاح على شريحة أوسع من البحرينيين، وممارسة دور وسطي ومكافح للتطرف انطلاقاً من منتدى الوسطية للشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، والذي تحول لمؤسسة تعمل تحت مظلة الجمعية ويهدف لنشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف انطلاقاً من أفكار الراحل الشيخ عيسى»، مشيراً إلى عزم المنتدى ع إقامة مؤتمر لمناقشة الوسطية في البحرين في الفترة المقبلة وطباعة الدراسات المتخصصة في عنوان «الوسطية».
ومنذ الساعة 7 مساءً بدأ نحو 200 عضو من (الإصلاحيين والإصلاحيات) من أصل (1272) عضواً، التوافد على مقر الجمعية في المحرق، لانتخاب 12 عضواً لمجلس الإدارة الجديد، وذلك من بين 13 مترشحاً هم: عبداللطيف الشيخ، هاشم المدني، محمد عبدالله جميل، عبدالرحمن أحمد الموسى، عبدالعزيز المير، محمد عبدالواحد الكوهجي، خالد بوجيري، رائد الجودر، خالد بوقحوص، جاسم بوهيال، محمد سيف الأنصاري، زاهر محمد سعيد، وعبدالله علي عبدالله.
عبداللطيف الشيخ: لا تقوقع
في وقفة مع «الوسط»، اختار الرئيس المنتخب لجمعية الإصلاح عبداللطيف الشيخ، التعليق على سؤال بشأن دلالات غياب منافس له على الترشح لمنصب الرئاسة، بالقول: «هم من يسألون عن ذلك»، في إشارة منه لأعضاء الجمعية.
وفي شرح مختصر لدور الجمعية، قال: «تمتلك الجمعية تاريخاً يمتد لـ 75 عاماً، ومنذ انطلاقها على يد مؤسسها الراحل الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، أخذت على عاتقها العمل الدعوي والخيري سواء محلياً أو حتى على مستوى العالم الإسلامي، والمؤسسون بدأوا ونحن من بعدهم نكمل».
وأضاف أن «لدينا جملة أهداف واستراتيجيات نعمل على تحقيقها من خلال قطاعات مختلفة، تشمل القطاع الطلابي أكبر قطاعات الجمعية، وهو مظلة تضم مؤسسات تعنى برعاية الطلبة في مرحلة ما قبل المدرسة حتى مرحلة الثانوية، ومؤسسات أخرى تعنى بالجانب التربوي التأهيلي كفتيان المعالي وفتيات المعالي، وبالإضافة لذلك هناك القطاع الشبابي الذي يعنى بالطلبة في مرحلة ما بعد الثانوية حتى المرحلة الجامعية وهنا أيضاً مؤسسات تنشط من بينها مؤسسة منتدى الجامعيين وبيت الإبداع»، منوهاً في الإطار ذاته باهتمام القطاع الطلابي بالمواهب الشبابية في مجالات المسرح والأناشيد.
وتابع «بجانب كل ذلك، لدينا قطاع التواصل وهو قطاع مستحدث ونعمل على تطويره في السنتين المقبلتين، باعتباره ذراع الجمعية للانفتاح على مختلف الشرائح».
وفيما إذا كان حديثه هذا مؤشراً لحالة انغلاق تعيشها الجمعية، رد الشيخ بأن «التواصل موجود لكننا أيضاً نسعى لتعميق ذلك عبر الانفتاح على الشرائح كافة من خلال المجالس ومؤسسات المجتمع المدني وأولياء أمور الطلبة»، مضيفاً «أجزم أن الجمعية ومنذ تأسيسها لم تتقوقع على ذاتها، وتدلل على ذلك مواقفها المشهودة محلياً وإسلامياً، من بين ذلك المواقف الخاصة بالقضية الفلسطينية، و «الإصلاح» من أوائل الجمعيات التي اعتنت بهذه القضية المركزية وذلك عبر تقديم الإغاثات والمساعدات».
طه الشيخ: نساعد 8 آلاف
أسرة سنوياً
من جهته، قال الرئيس التنفيذي للأعمال الخيرية طه الشيخ، وهو يوضح المشهد الخيري للجمعية: «إن جمعية الإصلاح من أقوى الجمعيات الخيرية على مستوى المنطقة، تأسست العام 1941، ومرت بمراحل من نادي الإصلاح إلى جمعية الإصلاح، ومنذ العام 1980 كانت الجمعية تنتقل من مرحلة العمل الخيري التقليدي إلى مرحلة العمل المؤسساتي الاحترافي، بعض من مؤشرات ذلك خضوعنا لدورات في العمل الخيري والإنساني».
وتفصيلاً لبعض عطاءات الجمعية، قال: «يبلغ عدد الأسر المستفيدة سنوياً من عطاءات الجمعية من 6 إلى 7 آلاف أسرة، ولدينا 800 أسرة مكفولة بشكل شهري ثابت، وذلك عبر تقديم المساعدات النقدية والإيجارات والمواد الغذائية، وبجانب ذلك لدينا المساعدات المنزلية والطارئة والعلاجية وتلك المقدمة للطلبة الجامعيين والمقبلين على الزواج».
وتعليقاً على واقع الجمعية بعد رحيل زعيمها الروحي الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، قال: «ترك هذا الرحيل أثراً كبيراً على أعضاء الجمعية بل على شريحة كبيرة على مستوى البلد، نظير عطاءاته وشعبيته، وهو القدوة والمربي الذي أظهر حتى آخر سنوات عمره وعلى رغم مرضه، حرصه على حضور اجتماعات الجمعية ليخلق لنا بذلك تحدياً للالتزام في مواصلة حمل الأمانة». وأضاف «ترك الشيخ عيسى من خلفه إرثاً وشريحة من المفكرين والأكاديميين ليحملوا الراية من بعده، فغالبية أعضاء الجمعية هم من حملة الشهادات الأكاديمية، لذا لا خوف ونحن متفائلون بالمستقبل، فالراحل بذر بذرة وما هو موجود ثمارها، حتى يمكننا القول إن الجمعية أضحت مؤسسة لا تتأثر برحيل الشخوص».
هاشم المدني: هذه طموحاتنا
أما عضو مجلس إدارة جمعية الإصلاح هاشم المدني، فتحدث لـ «الوسط»، عن واقع الجمعية وطموحاتها فقال: «جمعية الإصلاح بأعضائها ومجلس إدارتها تعيش ما يعيشه المواطن البحريني، والطموح هو بلوغ مجتمع يتسم الإصلاح والخير ويبتعد عن الفساد، انطلاقاً من رسالتنا (إن أريد الإصلاح ما استطعت)»، لافتاً إلى سعي الجمعية خلال الفترة المقبلة للوصول لأكبر شريحة من المجتمع البحريني بكل طوائفه.
كما نوه المدني بحرص الجمعية على عدم الانغلاق على نفسها، وعقب «نحن من المجتمع، ونريد الانفتاح على هذا المجتمع، ومن أهدافنا الاستراتيجية التواصل مع الجميع ولدينا أدوات ذلك من بينها البرامج الموجهة للبذور والفتيات والشباب».
وأضاف «كمهندس مدني وكمسئول عن الفروع، أسعى لتطوير فروع الجمعية على المستويين الاجتماعي والشبابي، وتطويرها عبر إخراجها من النمط التقليدي وعبر بناء مختلف المرافق المؤهلة لاحتضان الفئة الشبابية وفئة الفتيات».
العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ
جمعية رائدة في الوسطية والديمقراطية والتجديد.. وفيها رجال وسطيون وديمقراطيون ومجددون جداً!!