نجحت فلسطين مجدداً، في إعادة الوحدة المفقودة بين البحرينيين. حدث ذلك، بفضل عريضة دشنها ناشطون على خلفية اجتماع تجار بحرينيين، بشخصيات قيل إنهم يهود، قبل 9 أيام.

وطوال يوم أمس الثلثاء (27 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، ظل البحرينيون يتناقلون العريضة الإلكترونية عبر برنامج (واتس أب)، لتحصد، حتى ساعة تحرير الخبر، 465 توقيعاً لشخصيات من مختلف الانتماءات البحرينية، فيما التوقعات تشير إلى حصد آلاف التوقيعات فيما تبقى من أيام.

وضمت الأسماء، شخصيات من المعارضة والموالاة على حد سواء، ومن الطائفتين الكريمتين، شملت نواباً حاليين وسابقين ورؤساء جمعيات سياسية وصحافيين واقتصاديين.

مطلق نداء التوقيع على العريضة، محمد حسن العرادي، تحدث عن الغاية، وحددها بالقول: «إظهار الموقف الصحيح لشعب البحرين الرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني من قبل مكونات وفئات المجتمع البحريني كافة»، ونوه إلى أن «ارهاصات التصدي لحملة الخديعة واختراق المجتمع البحريني، بدأت منذ اليوم الأول لحفلات التطبيع مع الوفد الصهيوني الذي يمثل حركة حباد المتطرفة التي تطالب ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى».

وأضاف العرادي، الذي ترأس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع في وقت سابق، «عقب ذلك، تبلور الموقف بصورة واضحة من خلال التفاعل مع التغريدات التي أطلقناها عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وكافة وسائل التواصل الاجتماعي، حتى تكونت فكرة اطلاق النداء البحريني ضد التطبيع مع العدو الصهيوني»، مشيراً إلى أن الحملة التي تحولت إلى عريضة الكترونية ستستمر حتى (الاول من يناير/ كانون الثاني 2017) ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية.

وتعليقاً على حجم التفاعل، أوضح العرادي «فلسطين وحدت البحرينيين سابقاً ودائماً منذ الاحتلال الغاشم لأرض المقدسات في العام 1948، حين اعلنت دولة الكيان الغاصب للاقصى والقدس الشريف في (14 مايو/ أيار 1948). في ذلك العام انطلقت الفعاليات البحرينية للتضامن مع شعب فلسطين وانشئت لجان الدعم والمساندة، بل والاستعداد للمشاركة في ارسال المتطوعين إلى القتال ضد الصهاينة، ثم جاءت لحظة التطبيق من خلال تطوع عدد من البحرينيين للقتال في صفوف الثورة الفلسطينية، وهكذا سقط العديد من الشهداء البحرينيين من أجل فلسطين من بينهم الشهيد مزاحم الشتر».

وعقَّب «لذلك فإن هوى البحرينيين فلسطينيٌّ بامتياز، وفي كل المحطات كان شعب البحرين متضامناً مع القضية الفلسطينية بالمال والروح والانفس والدماء، واليوم تأتي قضية زيارة الوفد الصهيوني البحرين، التي اعتمدت على الخداع والتزييف، لتوحد البحرينيين من خلال التوقيع على هذا النداء الذي يظهر الموقف البحريني الأصيل وليس كما روجت له وسائل الاعلام الصهيونية بأن البحرين ترحب بالتطبيع، وهذا كذب وافتراء وتزييف لارادة شعب البحرين».

وردّاً على سؤال، نصه «ماذا بعد العريضة»، أجاب: «سنعمل على استثمار هذا الزخم من اجل إذابة الجليد بين مختلف مكونات وفئات الشعب البحريني من اجل مزيد من التراص والتواصل والالتفاف حول كل ما يجمع البحرينيين من قضايا وطنية وعروبية واسلامية، ومن اجل البحث عن مخارج مناسبة للأزمة تعزز الوحدة الوطنية، وتساعد البحرين على استعادة مكانتها وبلسمة جروحها من أجل الانطلاق إلى المستقبل بقوة وثبات».

وأضاف «بموازاة ذلك، نحضِّر لاطلاق نداء خليجي ضد التطبيع مع العدو الصهيوني يكون مفتوحاً لشعب الخليج العربي الأصيل للتعبير عن رفضه كل مؤامرات التطبيع ودسائسه، وسيكون هذا النداء جاهزاً مع (الأول من يناير 2017)، كما نخطط لاطلاق خطوة نوعية للرد على المحطات الصهيونية التي ابتهجت بتحركات الوفد الصهيوني في البحرين، وسنعلن هذا التحرك حال اكتمال ترتيباته التي نقوم بها الآن بالتنسيق مع عدد من الأطراف المعنية» .