اتفقت تركيا وروسيا على خطة لوقف لإطلاق النار في كل أنحاء سورية تدخل حيز التنفيذ منتصف ليل أمس كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية أمس الأربعاء (28 ديسمبر/ كانون الأول 2016) فيما تكثف أنقرة وموسكو تعاونهما للتوصل إلى حل للنزاع السوري.
وتهدف الخطة إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه البلدان في وقت سابق هذا الشهر وأتاح عمليات إجلاء من حلب، ليشمل كل أنحاء البلاد إلا أنها تستثني، مثل اتفاقات الهدنة السابقة، «المجموعات الإرهابية».
لكن في خطاب ألقاه في أنقرة بعد نشر التقرير، لم يأت الرئيس رجب طيب أردوغان على ذكر الخطة فيما قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف إنه لا يمكنه التعليق على مسألة لا يملك «معلومات كافية حولها».
وقال مصدر من فصائل المعارضة رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس» في بيروت إن التفاصيل لم تعرض بعد رسمياً على فصائل المعارضة ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
ولم يصدر تأكيد رسمي بعد على الخطة من موسكو أو أنقرة.
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» إن تركيا وروسيا تعملان لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار عند منتصف الليل، وأن الخطة في حال نجاحها ستشكل أساساً لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في أستانا في كازاخستان.
ولم يتضح أين ومتى تم الاتفاق على هذه الخطة لكن جرت محادثات خلال الأسابيع الماضية في أنقرة بين تركيا وروسيا وممثلين عن المعارضة السورية.
وذكرت قناة «الجزيرة» القطرية أن لقاءً جديداً سيعقد اليوم (الخميس) في أنقرة، وهذه المرة بين ممثلين عسكريين عن فصائل المعارضة وروسيا.
التوجه إلى أستانا؟
تقف أنقرة وموسكو على طرفي نقيض في النزاع السوري إذ طالبت تركيا مراراً برحيل الرئيس السوري بشار الأسد في حين تقدم روسيا وإيران الدعم له.
لكن البلدين يتعاونان منذ أشهر بشأن سورية لا سيما إثر تطبيع العلاقات بينهما بعد أزمة نجمت عن إسقاط تركيا طائرة روسية السنة الماضية.
ولزمت تركيا الصمت إثر استعادة القوات الحكومية السورية كامل مدينة حلب وإخراج الفصائل المسلحة والمعارضة منها.
ولم يتم تحديد موعد بعد لمحادثات أستانا لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا قالت إن اللقاء لا يزال في مرحلة التخطيط.
وشددت على أن المحادثات لن تكون بديلاً لعملية السلام التي تجرى مفاوضاتها عادة في جنيف من أجل حل النزاع السوري.
لكن التدخل المباشر الروسي والتركي يأتي فيما عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل متزايد عن نفاد صبره من دور الولايات المتحدة في سورية.
وشن أردوغان الثلثاء أحد أشد هجماته على الولايات المتحدة والسياسة الغربية في سورية قائلاً إنها تقطع وعوداً بدون تنفيذها.
واتهم الغرب ليس فقط بدعم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي اللذين يحظيان بدعم الولايات المتحدة على الأرض في سورية، لكن أيضاً تنظيم «داعش».
وأضاف أردوغان إن «قوات التحالف الدولي ويا للأسف لا تلتزم بوعودها (...) سواء فعلوا ذلك أو لم يفعلوا، سنواصل هذا المسار بطريقة حاسمة. لا تراجع عن المسار الذي وضعناه».
ميدانياً، في سورية قتل 22 مدنياً على الأقل في غارات جوية نفذتها طائرات حربية مجهولة على قرية يسيطر عليها تنظيم «داعش» في شرق البلاد كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الأربعاء).
العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ