النقاش الدائر حول «فندق روفاييل» في منطقة السنابس بين الاهالي واصحاب الاستثمار يدور حول قضايا مهمة مرتبطة بمصالح مشروعة للمواطنين. فمن جانب هناك تخوف من قبل الاهالي بأن افتتاح فندق بهذا الحجم سيؤدي إلى تحويل منطقتهم إلى مركز لحانات الخمر والمراقص وبقية الامور التي يسمع عنها الناس وتدور في فنادق اخرى. وهذا - مع الاسف - اعطى سمعة سيئة لأي مشروع استثماري من هذا النوع.
اصحاب الاستثمار يطرحون وجهة نظر اخرى ويقولون إن الفندق يقع في منطقة استثمارية وانه واقع بالقرب من مركز المعارض، وفي كل بلد توجد تسهيلات متعددة امام مراكز المعارض، وان الفندق يختلف عن كل الفنادق الاخرى. فهو مجموعة من الشقق المخصصة للعوائل اساسا، ولا يوجد مرقص أو ناد ليلي، لأن اصحاب الاستثمار يسعون إلى تطبيق الضوابط الجديدة الساعية إلى تشجيع «السياحة العائلية». ويقول اصحاب الاستثمار إن الفندق استطاع جلب اموال اجنبية تستثمر بهذا الحجم إلى البحرين، وان هذه الاموال بإمكانها الذهاب إلى بلد آخر غير البحرين، وان الفندق سيحتوي على مطعمين راقيين، احدهما مطعم هندي بريطاني، والآخر لبناني فرنسي، وان الشقق (215 شقة) ستفتح بعد شهر رمضان ضمن المواصفات الجديدة للسياحة العائلية.
والغاية من طرح وجهتي نظر الطرفين هي تعزيز حال الحوار الديمقراطي، فلا بد ان يتعرف كل طرف على وجهة نظر الآخر لكي نتمكن من اصلاح الاوضاع بصورة افضل.
التجمعات حق مشروع لكل المواطنين، ولكن ايضا هناك وسائل اخرى لطرح وجهة النظر.
وبعد اعتصام الاهالي السبت الماضي، بالامكان الانتقال إلى إسلوب آخر في التفاهم. إذ يمكن تكوين لجنة أهلية مكونة من الصندوق الخيري ومركز الشباب والمآتم الرئيسية، ويمكن لهذه اللجنة الالتقاء بأصحاب الاستثمار للاطلاع على التفاصيل، وبالتالي طرح وجهات النظر عن المشروع.
كبحرينيين علينا ان نحسن استخدام الحرية المتاحة لنا في التعبير عن رأينا، ويمكن الاستفادة من وسائل متنوعة لإيصال وجهة النظر، تكون احداها الاعتصام. فالاعتصام اداة فعالة، ولكن استخدامه بصورة مستمرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وهذا ما حصل في بلدان اخرى. فالنقابات العمالية في لندن اضربت كثيرا عند موانئ لندن التي كانت الاكبر والاهم لعقود من الزمن. ولكن اصرارهم على الاضراب المستمر ادى إلى انتقال الشركات الكبرى إلى هولندا، وبذلك اصبح ميناء «روتردام» اهم من موانئ شرق لندن. وبعد خمسين سنة من انتهاء موانئ لندن، تسعى الحكومة البريطانية إلى تحويل تلك المنطقة إلى منطقة سياحية تشاهد فيها بقايا الموانئ الشهيرة.
علينا المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وعلى بيئة مجتمعنا وعلينا ايضا ان نبحث عن افضل الطرق لضبط الاستثمارات بحيث تخدم الجوانب الاقتصادية من دون الاضرار بالجوانب الاجتماعية.
اننا مدعوون جميعا للحوار والتفاهم، وافضل حوار هو الذي يتم بين الاطراف المعنية مباشرة، وفي هذه الحالة فإن المعنيين مباشرة هم اهل السنابس واصحاب الاستثمار. ولذلك فإننا ندعوهم للاجتماع مع بعضهم البعض بأسرع ما يمكن لكي نوازن الامور، ولا نكون عرضة للاشاعات والتصعيد غير المدروس
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 38 - الأحد 13 أكتوبر 2002م الموافق 06 شعبان 1423هـ