انطلقت صباح اليوم الثلثاء (27 ديسمبر/ كانون الأول 2016) فعاليات جائزة ومؤتمر المؤسسات المانحة الثاني، تحت عنوان (مؤسسات مانحة إسلامية بمعايير استدامة عالمية)، برعاية من رئيس مجلس الشورى، علي بن صالح الصالح، والذي ينظمه الصناديق الانسانية لمنظمة التعاون الاسلامي والمجلس الاسلامي للمؤسسات المانحة، وبحضور نخبة من العاملين في المجالات الانسانية المختلفة.
وفي بداية المؤتمر، ألقى رئيس مجلس الشورى، علي الصالح، كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين من كافة الدول العربية والإسلامية، مؤكدا على ضرورة تحويل المنح التي تقدمها المؤسسات المختلفة الى برامج عمل وتنمية للمؤسسات والجمعيات الخيرية.
وفي تصريح خاص لـ (بنا) قال رئيس مجلس الشورى إن البحرين تتشرف باستضافة هذا المؤتمر للعام الثاني على التوالي، والذي شهد نقلة نوعية واضحة من خلال عدد الحضور والمشاركين والمؤسسات المانحة، إضافة إلى أن المؤتمر شهد هذا العام عدداً أكبر من البرامج والفعاليات وجلسات العمل المتخصصة.
وأضاف الصالح أن هناك أهمية كبيرة لدعم المؤسسات الاجتماعية والخيرية، حيث الحاجة الملحة لها في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم لتقديم المساعدات الإنسانية والخيرية لكل المحتاجين في أي مكان، بعيداً عن التصنيف الجغرافي أو الديني أو الطائفي، ولإتاحة الفرصة لهم لمواصلة عملهم والقيام بدور أساسي في خدمة المجتمعات، متمنيا للمشاركين والحضور النجاح والتوفيق في أعمال المؤتمر، وأن يتوصلوا إلى اتخاذ القرارات والتوصيات المناسبة التي تعكس الأهداف النبيلة التي عقد من اجلها المؤتمر.
وعن المشاركة البحرينية في الأعمال الخيرية الإغاثية حول العالم، قال رئيس مجلس الشورى ان البحرين، وبتوجيهات من العاهل المفدى، كانت دائما سباقة في تقديم الدعم والمساندة لمن يحتاجها، سواء داخل البحرين أو خارجها وهو ما انعكس من خلال المشاريع الكبيرة التي تبنتها مملكة البحرين، سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي في أكثر من منطقة حول العالم، متمنيا أن تكون الإمكانيات أكبر حتى يكون العطاء دائما اكبر.
وفي تصريح خاص لـ (بنا) قال مستشار أمير الكويت ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية والرئيس الفخري للمؤتمر عبدالله المعتوق، إن مملكة البحرين تثبت يوما بعد يوم على الوعي العالي الذي يتمتع به شعبها في مختلف المجالات، خصوصا في الأعمال الخيرية والإنسانية، وهو ما انعكس على عقد مؤتمرين في العمل المجتمعي خلال أقل من شهر على أرض هذه المملكة.
وعن أهمية المؤتمر، قال المعتوق، إن هذه المؤتمرات تأتي لتطبيق الشراكة الفعلية بين مؤسسات العمل الانساني في مجال التنمية المستدامة، حيث يعاني العالم اليوم من عدد كبير من المشاكل والكوارث وعمليات القتل والتشريد والفقر، وبالتالي نسعى إلى وضع خطط وبرامج واضحة المعالم لتوجيه الدعم الذي تتلقاه المؤسسات العاملة في المجالات الاغاثية والانسانية، والبحث في كيفية استدامة هذه المساعدات.
وأشار إلى أن المؤتمر سيشمل على عدد من الورش العملية في كيفية استدامة العمل الخيري للمحتاجين حول العالم، إلى جانب الاستثمار الحقيقي للأموال الممنوحة من مختلف المؤسسات، خصوصا وأن العالم الاسلامي يتميز بوجود عدد من الأبواب التي يمكن من خلالها توفير الدعم المالي للمؤسسات الخيرية مثل الزكاة والدقات والأوقاف.
من جانبه، قال الفائز بجائزة شخصية العام للمنح الذكية طلال أبو غزالة، في تصريح خاص لـ(بنا) إن هذا التكريم هو تعبير عن أن المجتمع يقدر من يقوم بواجبه تجاهه، مضيفا أن مجموعة طلال أبو غزالة لا تقدم منحاً أو مساعدات؛ إنما هو جزء من خدمة المجتمع الذي له الفضل في تقدم المجموعة وتعدد انشطتها، وهو رد لهذا الجميل للمجتمع والدولة.
وأضاف أبو عزالة أن أحد اهم اسباب نجاح المجموعة حول العالم هو محبة المجتمع ودعمه المتواصل والفضل الذي اولاه لنا، وعندما تقوم المؤسسة الخاصة بواجبه نحو المجتمع انما هو استمرار في النجاح والمستقبل، وهو واجب وجزء من عملنا.
وعن فكرة تحويل المنح إلى مشاريع مستدامة، قال أبو غزالة، إن مؤسسة طلال أبو غزاله لا تقدم دعما نقدياً أو منح مباشرة، وانما تدير عدد من برامج بناء القدرات لتجهيز الانسان ليصبح قادرا على الاعتماد على نفسة، مضيفا؛ لنا الشرف في بناء كفاءات مجتمعية ومجتمع منتج قادرة على إعالة نفسه بدل ان يبقى منتظرا المساعدات، حيث تعتمد مؤسسة طلال ابو غزالة على بناء القدرات التقنية والاتصالات، وهو مستقبل الإنسانية والثروة والمعرفة.
وفي نهاية حفل الافتتاح، قام رئيس مجلس الشوري بتكريم الفائزين بجائزة المؤسسات المانحة المتميزة بالدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي لعام 2016، وهم فئة الأفراد الدكتور طلال أبو غزالة من المملكة الاردنية الهاشمية، وفئة جهة مانحو دولية غير حكومية؛ الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية من الكويت، وصندوق وقفية القدس من فلسطين، ومنظمة الدعوة الاسلامية من السودان، وهيئة الاغاثة الانسانية من تركيا، فئة جهة مانحة دولية؛ مكتب تنسيق الشؤون الانسانية من الامارات، وبرنامج التمكين الاقتصادي لفلسطين من السعودية، وصندوق التضامن الاسلامي للتنمية من السعودية، وفئة جهة مانحة خاصة ذات نفع عام؛ المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين من البحرين، ومؤسسة ايادي الخير نحو اسيا من قطر. وفئة جهة مانحة حكومية؛ بيت الزكاة الكويتي من الكويت. فئة جهة مانحة وقفية خاصة؛ اوقاف نورة الملاحي من السعودية، واوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي من السعودية. وفئة جهة مانحة خاصة؛ مؤسسة محمد وعبدالله ابراهيم السبيعي الخيرية من السعودية، ومؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية من السعودية، ومؤسسة عبدالعزيز ومحمد العجيمي وعائلتهما الخيرية من السعودية، ومؤسسة علي بن ابراهيم صالح المجدوعي الخيرية من السعودية، ومؤسسة المخزومي من لبنان.
ويهدف المؤتمر الى تحفيز المؤسسات المانحة في الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي الى دعم الجمعيات الخيرية والمجتمعية للعمل نحو مأسسة انشطتها وخدماتها مبادراتها المجتمعية وفق معايير التنمية المستدامة، إضافة الى تشجيع الشراكات والتشبيك بين المؤسسات المانحة بالدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي والجمعيات الخيرية والمجتمعية والمؤسسات الحكومية لتصميم وادارة مبادرات مجتمعية ذات اثر ايجابي مستدام، وكذلك التعرف على افضل الممارسات في مجال ادارة المؤسسات المانحة عربيا واسلامية وعالميا لتعزيز القدرات التنموية لبنية العمل الخيري والمجتمعي في الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي وفق اسس التنمية المستدامة.
ويشمل المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين على عدد من الجلسات المتخصصة يشارك فيها نخبة من العاملين في المجال الخيري والإغاثي، حيث عقدت الجلسة الاولى تحت عنوان (واقع المنح في العالم الاسلامي، خارطة المؤسسات المانحة بين التوزيع الجغرافي والاثر) شارك فيها؛ الشيخ عبدالله ال ثاني من قطر، والسيد منيب المصري من فلسطين، والسفير هشام يوسف من منظمة التعاون الاسلامية، والاستاذ سعيد حرسي من الأمم المتحدة.
أما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان (اهداف الامم المتحدة في التنمية المستدامة 2030.. دور المانح في تعزيز تطبيقاتها)، وشارك فيها الدكتور وليد الوهيب من السعودية، والسفير عطا المنان بخيت من السودان، والدكتور فهد العليان من السعودية والسيد وقار نجم الدين من تركيا.
والجلسة الثالثة كانت تحت عنوان (التطبيقات العالمية للاستدامة في المؤسسات المانحة.. ادوات لتعزيز افضل الممارسات) وشارك فيها كل من منصور بن فتى، وموس الموسى، وعبدالرحمن العقيل، وعبدالله خالد الزامل ومطلق حمود المطيري.
أما الجلسة الرابعة فكانت تحت عنوان (المنح المؤسسي المستدام الاثر لتمكين المجتمعات المستهدفة.. معايير مهنية وممارسات دولية) وشارك فيها عيسى المناعي من قطر، وسامر الصفح من لبنان، وحسن الشريم من السعودية، وسامي تيسير سلمان من ماليزيا، ومحمد بن حمد الخميس من السعودية.
ويتضمن اليوم الثاني من اعمال المؤتمر على ورشتي عمل متخصصة، الاولى بعنوان (تطبيقات التنمية المستدامة في مجال المنح) والتي سيقدمها علي ال ابراهيم من دولة قطر، وورشة (المعايير المهنية العالمية في اعداد مقترحات المنح) والتي سيقدمها مطلق حمود المطيري من السعودية.