دشّنت هيئة البحرين للثقافة والآثار أمس الإثنين (26 ديسمبر/ كانون الأول 2016) خلال مؤتمرٍ صحافيّ عُقدّ بمتحف البحرين الوطني إصدارها المطبوع بعنوان « أعمدة الثقافة « خاتمةً بذلك فعاليات شهر ديسمبر الذي حمل عنوان «أعياد الوطن» والذي احتفلت الهيئة خلاله بأربع عشرة فعالية.
حضر المؤتمر رئيسة الهيئة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من المسئولين بالهيئة وبعضٌ ممن كانت لهم مشاركات ضمن الأعمدة، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وإعلامية وثقافية.
وفي بداية المؤتمر عبّرت الشيخة ميّ عن اعتزازها بإصدار كتاب «أعمدة الثقافة» الذي يحمل بين طياته أحلام الهيئة ورؤاها، حيث صرّحت قائلة : « يضع الكتابُ بين يديّ القارئ استراتيجية هيئة الثقافة ورؤاها المستقبلية، بالإضافة إلى منجزاتها ومشاريعها التي تمت بفضل مبادرة الاستثمار في الثقافة، التي كان أحد ثمارها صرح مسرح البحرين الوطني بدعمٍ كريم من عاهل مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة» . وأضافت «لدينا فريق عمل متفانٍ يقف وراء كل منجزٍ ثقافي، لذا كانت لهم أعمدتهم الخاصة ومن خلالها نتعرّف عن قرب على طبيعة عمل الهيئة بأقسامها واختصاصاتها المتعددة».
وفِي تصريح لوكالة أنباء البحرين أكدت الشيخة مي أن هناك مجموعة من التحديات تواجه مسيرة الثقافة ولكن استمرارية الثقافة بأنشطتها كاملة كتشغيل المسرح الوطني استضافة المعارض وصيف البحرين وجميع فعاليات الثقافة هو أكبر تحدى مارسته الثقافة بعد أن تم فصل السياحة عنها وما يمثله عائد السياحة الذي كان يشغل المتاحف ويستقطب المعارض ويعطي القدرة على التواصل مع الدول الاخرى لاستقطاب معارض أو عروض فنية، متمنيةً أن تتكون من خلال هذا الكتاب رؤية أخرى وتقييم لأهمية الثقافة لأن الثقافة وخاصة في مملكة البحرين بإرثها وحضارتها تعتبر العمود الفقري الذي تستند عليه الدولة وهو الأساس ولا توجد أي دولة في المنطقة لديها هذا الارث الحضاري الغني ولهذا لن تغيب الثقافة.
وأوضحت أن أعمدة الثقافة تؤكد أن حضور مملكة البحرين في المحافل الدولية موجود وكذلك عمرانها المتميز بالاضافة الى أن العديد من المشاريع في المملكة تحظى بتغطيات عالمية مما يعطي العاملين في قطاع الثقافة في مملكة البحرين بأن تكون البحرين في مصاف الدول العالمية وأن الطموحات كبيرة بحجم حب هذا الوطن العزيز.
ونوهت أن الكتاب سيخدم الثقافة بصورة مباشرة سواء من خلال الآثار أو المباني أو الترميم أو الأنشطة أو الاستراتيجية المستقبلية الواضحة حين يتكلم الكتاب عن سبعة في سبعة ما يعني سبعة متاحف قادمة وسبعة مشاريع ثقافية وسبعة معالم لهذا البلد بالاضافة الى سبعة مشاريع لعاصمة الثقافة الاسلامية في العام 2018 وهذه الاستعدادات جميعها لاستقبال سنة ثقافية قادمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
من جانبه، القى مستشار العلاقات الدولية بالهيئة وليد الرفاعي كلمةٌ أشار فيها إلى انتباه هيئة الثقافة لأهمية مفاهيم التعددية وحوار الحضارات والثقافة الدولية، واستثمار هذا التعدد والتنوع الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية التي لطالما آمنت بدور المنظمات الدولية.
كما شاركت مديرة الثقافة والفنون بالهيئة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة بكلمةٍ نوّهت من خلالها إلى قيمة كتاب «أعمدة الثقافة» مشيرةً إلى عزم الهيئة على إطلاق إصداراتٍ متجددة في السنوات المقبلة.
وتحدّث مستشار الترميم بالهيئة علاء الحبشي في كلمته عن تجربة العمل لمدة 10 سنواتٍ في مملكة البحرين، عمل خلالها على العديد من المشاريع، وواجه عدداً من التحديّات فيما يخص مجال التراث البحريني.
وقبل ختام المؤتمر، توقف المستشار الإعلامي إيلي فلوطي عند جودة العمل ودوره في جذب الإعلام العالمي والإقليمي، في إشارة إلى الاهتمام الإعلامي الدولي الذي لفتته إنجازات الثقافة المختلفة مسرح البحرين الوطني، جناح البحرين في إكسبو ميلانو، جائزة الأسد الذهبي وغيرها.
ويسلّط كتاب «أعمدة الثقافة» الضوء على رؤية الهيئة وأهم مشاريعها القادمة، بالإضافة إلى ما تنجزه من مهامٍ ضمن اختصاصاتها وأقسامها المتعددة.
ويعرض الكتاب أيضاً الاستراتيجية المستقبلية للهيئة وهي رؤيةٌ واضحة الملامح تمت دراستها بتأنٍ على نحوٍ يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة، ويتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030ـ بما يسهم في تعزيز دور الثقافة كإحدى القطاعات الحيوية في المملكة، كما يضم كتاب «أعمدة الثقافة» أقساماً متعددة تغطي موضوعاتٍ متنوعة تحت مظلّة الثقافة.
العدد 5225 - الإثنين 26 ديسمبر 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1438هـ