قال قائد أميركي إن القوات العراقية ستستأنف هجومها ضد تنظيم «داعش» في شرق الموصل في الأيام المقبلة في إطار مرحلة جديدة من العملية المستمرة منذ شهرين تتضمن نشر قوات أميركية أقرب لجبهة القتال في المدينة.
ويشارك في معركة الموصل مئة ألف من الجنود العراقيين وقوات أمن كردية ومقاتلون شيعة وهي أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003. ويبدو من المرجح أن المرحلة التالية من الهجوم ستقوم فيها القوات الأميركية بأكبر دور قتالي منذ تحقيق وعد الرئيس الأميركي، باراك أوباما بالانسحاب من العراق في العام 2011.
وقال اللفتنانت كولونيل ستيوارت جيمس وهو قائد كتيبة مقاتلة تساند قوات الأمن العراقية على الجبهة الجنوبية الشرقية في حديث لـ «رويترز» مساء يوم الأحد «في الوقت الراهن نحن نستعد فعلياً للمرحلة التالية من الهجوم مع بدء التوغل في عمق شرق الموصل».
وأضاف «حالياً نقوم بنشر القوات والعتاد إلى داخل شرق الموصل... سيحدث ذلك خلال الأيام المقبلة».
وسيضع ذلك القوات الأميركية داخل الموصل نفسها وستكون معرضة لخطر أكبر لكن جيمس قال إن مستوى الخطر مازال يصنف على أنه «معتدل».
وقال جيمس الذي كان يتحدث من موقع ناء شرقي الموصل حيث يتمركز مئات من أفراد القوات الأميركية إن وتيرة المرحلة المقبلة على الجانب الشرقي ستعتمد على مقاومة تنظيم «داعش».
وقال «إذا حققنا نجاحاً كبيراً في اليوم الأول واكتسبنا قوة دفع فقد تسير العملية بسرعة كبيرة. لكن إذا حاربت (داعش) بضراوة في اليوم الأول واصطدمنا بعوائق واضطررنا للعودة (والقول) إن هذه لم تكن النقطة الصحيحة للاختراق فقد يتطلب الأمر وقتاً أطول».
وعطل الطقس السيئ مراراً التقدم البري الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الاستطلاع الجوي والضربات الجوية.
من جانب آخر، بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الاثنين (26 ديسمبر/ كانون الأول 2016) مع الزعيم الديني مقتدى الصدر الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد في خطوة لدعم حكومة العبادي تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل، شمال العراق، من الإرهابيين.
ونقل بيان عن مكتب العبادي بعد اللقاء أنه «تم بحث الأوضاع العامة للبلد وسير معركة الموصل والانتصارات المتحققة على عصابات (داعش) الإرهابية» مؤكداً أن «هدفنا هو تحرير الموصل وأهلها من هذه العصابات».
وقال الصدر في مؤتمر صحافي مشترك مع العبادي إن «اللقاء كان مثمراً واتفقنا على ثلاث نقاط، دعم الجيش العراقي لإكمال تحرير الموصل بأسرع وقت ممكن وإتمام الإصلاحات السياسية ودعم الاعتدال في العراق وإنهاء العنف فيه».
وأكد العبادي في المؤتمر أن «عمليات الموصل تسير بشكل سليم وصحيح وضمن الجدول الزمني الذي حددناه وقواتنا البطلة تتحرك بشكل ثابت».
وأضاف «آمل بأن يكون هناك تفاهم سياسي بين الكتل السياسية وأدعو الكتل السياسية إلى التعاون (...) إن قواتنا تقاتل في الجبهات وتضحي بنفسها ونحن ككتل سياسية حري بنا أن نتعاون من أجل إسنادها والحفاظ على الوحدة العراقية».
ولا يزال العبادي يحاول تشكيل حكومة تكنوقراط لتحل محل الوزراء الذين يمثلون الأحزاب لتطبيق إصلاحات مكافحة الفساد التي أقرت العام 2015، لكن تمسك الأحزاب الحاكمة بموقفها يحول دون ذلك.
العدد 5225 - الإثنين 26 ديسمبر 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1438هـ