العدد 5224 - الأحد 25 ديسمبر 2016م الموافق 25 ربيع الاول 1438هـ

دور المدير والقائد في التواصل (1 من 2)

صالح حسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قدرة القادة والمديرين على التواصل مع أعضاء فرقهم بطريقة مفتوحة وشفافة وواضحة، يزيد من مستوى الإنتاج والأداء على مستوى أي عمل تجاري أو حتى أي عمل غير تجاري. نعم، إن الاتصال أو التواصل أمر مهم وضروري في جميع مناحي الحياة وبين كل الناس، ومع ذلك، فإن أهميته تتضاعف ضمن سياق الإدارة؛ لأن التعاملات اليومية تكون أكثر كثافة وتعقيداً. إن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من مواهب ومهارات التواصل لإنجاز الأمور في الأوقات المحدّدة.

إن قدرة القائد على التواصل بوضوح مع فريقه يساعده كثيراً في بناء فريق متماسك وفعّال. إن توصيل المعلومات والبيانات على نحو فعّال هو فن لا يجيده كثير من الناس. إن اكتساب مهارات التواصل الجيّد يحتاج إلى الكثير من التدريب وسنوات من الخبرة، وفي اللحظة التي تظن أنك أتقنت مهارات الاتصال كاملة، تكون قد حكمت على نفسك بالفشل. بغض النظر عن رأيك في المستوى العالي لمهاراتك في الاتصال والتواصل، ثق بأن هناك دائماً الكثير مما يجب عليك تعلمه أو عمله لتحسين وصقل تلك المهارات.

إن إبلاغ أي معلومات وبيانات لا تعكس الحقائق ستتسبب بلا شك، في قيام أعضاء الفريق بالعمل على أساسها بطريقة غير سليمة، وهو ما يقود بالتالي إلى تحقيق نتائج بعيدة عن تلك المستهدفه. إن القرارات الجيّدة لا تكون جيّدة إلا إذا كانت مبنيّة على حقائق واضحة.

إن الجانب الأهم في التواصل هو المشاركة أو إشراك الآخرين. لضمان أن يتم تنفيذ أي خطة بأكبر قدر من الكفاءة، من الضروري أن تتم مشاركة أعضاء الفريق في فهم مضمون الخطة والغرض منها والجدول الزمني لها ودور كل عضو في الفريق فيها. إن عدم إشراك أعضاء الفريق أو الموظفين في جميع جوانب العمل المطلوب منهم قد يؤثر سلباً على الفريق بأكمله وعلى الناتج من العمل. يجب أن يكون القائد في وضع يمكنّه من معرفة أعضاء فريقه ومهاراتهم وقدراتهم حتى يتمكّن من الاستفادة من تلك المهارات لتخطيط مشاركتهم في أي مهمة. علاوة على ذلك، يجب أن يكون إشراك أعضاء الفريق أمراً مستمراً؛ لأن ذلك سيحافظ على التواصل في أفضل حالاته، وستكون لدى القائد القدرة على إجراء تغييرات على المهام والخطط عند الضرورة. إن نجاح تنفيذ أي خطة يكون مشكوكا فيه، إذا لم نقم بإشراك أعضاء الفريق في جميع الأوقات، والتحدث إليهم والتأكد من كيفية سير الأمور لضمان تحقيق الأداء الأمثل.

وعلى مر السنين وجدت أن إشراك أعضاء الفريق في كل شيء يتعلق بالعمل أو المهمة المطلوبة، كان يسفر في أغلب الأحيان عن تحقيق نتائج ممتازة. لقد كنت دائماً أحرص على أن أجتمع مع أعضاء فريقي بشكل يومي، ولا يقتصر الأمر بالضرورة على مرة واحدة في اليوم، بل يمكن أن تكون هناك عدة اجتماعات في اليوم الواحد بحسب الحاجة. أنا من الأشخاص الذين لا يستطيعون الجلوس على كرسي لفترة طويلة، وفي الواقع فإن نصف ساعة طويلة جدا بالنسبة لي. وعلى العموم فإن الجلوس طويلا على الكرسي قد يعطي الانطباع بأن عملية التواصل بين المدير وموظفيه قليلة، وأيضا قد يسبب أمراضا للظهر والعظام بصفة عامة، على رأي الأطباء.

وفي الواقع، فإن قيام القائد بالذهاب إلى أعضاء فريقه في مكان عملهم، حتى لو كان لإلقاء التحية عليهم فقط، والتعرّف على ما يفعلونه؛ هو في حد ذاته أداة قوية للتواصل. إن ذلك يسهّل سير الأمور، ويخلق بيئة عمل خالية من التوتر والضغوط، ويساعد بشكل فوري ومباشر بشرح الأمور التي قد يريدون معرفتها، أو توضيح قضايا تتعلق بالمهام الموكلة إليهم. إن معرفة أعضاء الفريق بأن القائد موجود لمساعدتهم، يحفِّزهم ويجعلهم أكثر انفتاحاً للمناقشة، كما إنه يُذهب خوف أعضاء الفريق من التحدّث إلى رئيسهم، ويمكنّهم من إنجاز الكثير من المهام في أقصر وقت ممكن، دون الانتظار لعدة أيام لطرح سؤال ما أو انتظار عقد اجتماع لإثارة أية مسألة. إنه من المهم جداً أن يحيط المدير نفسه بأشخاص متميزين ومتفانين في عملهم. إن القوة الجماعية للموظفين تعطي مكان العمل دفعة قوية من الأفكار الإبداعية، والروح الإيجابية والنظرة المستقبلية الثاقبة. بالطبع، يجب أن يدرك المدير جيداً بأنه لا يمكن في جميع الأوقات الحصول على أفضل الموظفين؛ ولكن حتى أولئك الذين ليسوا جيّدين بما فيه الكفاية يمكنهم أن يقتدوا بالموظفين الجيدين الآخرين، وتعلّم المزيد منهم، كما إنهم سيكونون في بيئة مليئة بالتحديات التي يمكن أن توفّر لهم فرصاً للتعلم، وتحسين مستقبلهم الوظيفي. إن التواصل الإيجابي في محيط أي عمل مفتاح لتحقيق أفضل النتائج.

إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"

العدد 5224 - الأحد 25 ديسمبر 2016م الموافق 25 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:42 ص

      لا يختلف اثنان على ان الموظف إذا عمل في بيئة عملية مريحه و تحت إدارة مدير جيد يكون منتجا و تطغى على نفسه السكينة و الإستقرار،و هذا ما حصل لي با الضبط عندما كان مديرنا الأوربي يعاملنا و كأننا ابنائه،يحنوا علينا احيانا و يقسوا علينا احيانا أخرى إن تمادينا أو قصرنا. ولد النبيه

    • زائر 3 | 1:22 ص

      مقال ممتاز يعكس حقيقة وواقع

    • زائر 2 | 11:38 م

      الآن لدينا مديرة طيبة في التعامل مع الموظفين ولكنها لاتتواصل مع الموظفين بشكل مباشر ولاتعلم ماذا يجري بالضبط وانما تعتمد على عدد محدودمن المسؤولين والذين لايوصلون المعلومات بدقة وكماهي في الواقع وانما يوصلونها بطريقة تحسن سمعة من يريدون من الموظفين على حساب موظفين آخرين

    • زائر 1 | 11:31 م

      مديرنا السابق الموظف دائما متهم لافرق بين الموظف الذي يؤدي واجباته باتقان والموظف الجمبازي العيار ودائما لايرى الا السلبيات لينتقد الموظفين وكان لديه مسؤول أجنبي مغرور وأخلاقه سيئة جدا مع الموظفين لدرجة أن جاء يوم لايتكلم مع أي موظف وساءت علاقتنا به بدرجة كبيرة علما بأن طبيعة العمل في المؤسسة هو عمل جماعي مما سبب أن يكون هذا المسؤول عائقا في سير العمل مما اضطر المدير في النهاية لاقالته

اقرأ ايضاً