كان يوم الثلثاء الماضي (13/12/2016)، يوماً سيئاً جداً، على كثرة الأيام السيئة السوداء في هذه الحقبة التاريخية، كشف عن المزيد من السقوط والانحدار والسقوط العربي.
ففي صباح ذلك اليوم، وبينما كان الجيش السوري على وشك أن يعلن تحرير شرق مدينة حلب من قبضة الجماعات المسلحة، ظلّ الوضع على ما هو عليه حتى المساء، بينما ظلت تتسرب أخبارٌ عن اتفاق بإخراج المسلحين وعناصر مخابرات أجنبية من المدينة، عبر ممرات آمنة. ومع غروب الشمس تبيّن أن الحكومة السورية ليس لها علمٌ بالموضوع، وبدت كما لو أنها لم تأخذ علماً ولم تطلب منها استشارة!
ومع نشرات المساء الرئيسية، كان واضحاً أن هناك طبخةً يشترك الروس والأتراك في تحضير هذه الترتيبات الخاصة. وبدا السوريون يلمّحون بأن أي اتفاق ينبغي أن يكون بالتنسيق معهم، وكان ذلك اعترافاً ضمنياً بأنهم لا يتحكّمون في أكثر خيوط «لعبة الأمم» الكبرى الجارية على أرضهم. لقد غدا هذا النظام القوي لاعباً ضعيفاً على أراضيه، التي تتصارع عليها مختلف القوى الإقليمية والدولية.
في اليوم نفسه، كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يعلن إعادة النظر في كامل خطة تحرير الموصل، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش». وهو أمرٌ أثار استغراب الكثير من المراقبين، فحكومة العبادي إنّما جاءت بعد سقوط الموصل ومحافظات أخرى، بشكل مريع وسريع بيد التنظيم الإرهابي. ووقف العراقيون مع حكومة العبادي ومنحوها كامل التفويض، من أجل تحقيق هدف واحد: التخلص من هذا العار الذي لحق بالعراق.
الحكومة العراقية أخذت وقتها في التحضير لهذه المعركة المصيرية التي سيتوقف عليها وجه وتوجّه العراق في المستقبل، وسجّلت نجاحات جيدة في تحرير المناطق الأخرى بأدنى كلفة بشرية، رغم ما واجهته من تهويلات إعلامية، حتى وصلت إلى مشارف الموصل، وبعد أسابيع من القتال يعود العبادي ليعلن إعادة النظر في الخطة برمتها، بينما لم يتم تحرير أكثر من ثلث الموصل بعد ثلاثة أشهر من انطلاق عملية تحريرها.
في سورية، التي يحكمها نظام دكتاتوري حزبي، لم يعد القرار بيد الحكومة نفسها، وإنّما بيد الروس. فهم الذين سيحدّدون مصير سورية، وهم لم يرسلوا مقاتلاتهم وبوارجهم للقتال من أجل عيون الرئيس بشار الأسد، وإنّما من أجل مصالحهم العليا وتعزيز موقعهم الاستراتيجي في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
في العراق، الذي يحكمه نظام ديمقراطي منتخب، تتوزع صلاحياته بين القوى الرئيسية، وتقوده النخب السياسية الثلاث، الشيعية والسنية والكردية، لا تجد حكومته نفسها أحسن حظاً من الحكومة السورية، فهي ليست اللاعب الرئيسي على الأرض، وإنّما تكاد تكون اللاعب الأضعف أيضاً، فالقرار مازال بيد الأميركان، فهم الذين يتحكّمون بالسلاح، ويتدخلون في إدارة المعركة وتفاصيلها وضبط إيقاعها، وفرض أجندتهم ورغباتهم العليا، وما على الحكومة العراقية إلا الاستجابة والتكيّف مع هذا الواقع المذل، مثلما تفعل نظيرتها السورية.
الأميركيون خاضوا عشرات الحروب المباشرة وبالوكالة، وهم ليسوا جمعية خيرية أيضاً، وإن كانوا يدّعون زوراً بأنهم يدعمون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. لكنهم في الموضوع العراقي كانوا صادقين، وكانوا يتكلّمون بصوت مرتفع، وقد أعلنوا عن مخططهم للسيطرة على العراق قبل غزوه، لما يمتلكه من مخزون هائل للنفط. وأعلنوا حينها، عن نيتهم إقامة 50 قاعدة عسكرية على امتداد العراق، تضمن سيطرتهم 50 عاماً.
لا يحق لعربيٍّ أن يشمت لهذا الواقع المهين، فالداء عام، والوباء شامل، وليس هناك بلدٌ عربي أحسن من آخر، وهذه إحدى علامات سقوط وتفكّك النظام الرسمي العربي برمته.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5223 - السبت 24 ديسمبر 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1438هـ
حسبي الله ونعم الوكيل (جعفر الخابوري
ظهر فى هاده الزمان اناس جهلة لايفهمون بالاسلام وغررو الشباب لتفجير انفسهم لقتل الابرياء ويقولون لهم ستدخلون الجنه مع رسول الله \\ص\\ وفى اناس لاينتبهون الى اولادهم ماذا يفعلون وفجاه يسمعون خبرهم فى دول اخرى يحاربون الابرياء ويسفكون الدماء ايها الناس انتبهو الى اولادكم اين يذهبون وعلموهم انه الاسلام مودة ورحمه وليس قتل الابرياء وعلموهم حب الناس من جميع الاجناس ولازم يفهمون عيسى بدينه وموسى بدينه
الدول اعلربية في هذا ازلمن لا تملك قرارها
بعد ان ترك العرب والمسلمين سوريا والعراق ليحاربوا الارهاب واكثر من ذلك فقد كان للعرب يد في مد الارهاب بالمال والسلاح, فانه من غير المنطقي والعقلاني ان نسال عن حجم هذه الحكومات داخل اراضيها, فهل ترك العرب الى سوريا والعراق خيارات اخرى, فتارة نلوم التدخل الايراني او الروسي في الوقت الذي لوا تدخلهم لذهبت الامور الى ما هو اسوأ.. فلا نسال ماذا فعلوا ولنسال ماذا فعلنا نحن...
الدول الكبرى تراكض مصالحها وتحارب من أجلها هذا معروف لكن ماذا عن الدول العربية التي سخّرت اموالها لتدمير البلاد العربية واحدة تلو الأخرى؟
ما هو الهدف من تفتيت الدول العربية وجعلها ضعيفة ولقمة سائغة لكلّ طامع؟
ماذا صنعنا نحن العرب الذين كنّا نملك الثروات والأموال الطائلة؟
من حرب الى حرب ومن تدمير الى تدمير وتشرذم حتى اصبحت الجامعة العربية مسخرة واضحوكة / ترى من الذي تخدمه هذه المشاريع الهدّامة ؟
ونسيت يا سيد الآية الكريمة ومشاركة العرب ومن يدّعون انفسهم قادة للاسلام واي اسلام؟ قال تعالى (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين)
نسيت الدول التي رهنت مدخّرات شعوبها وثرواتها وشجّعت زهرات شبابها لإحراقهم في محارق الحروب الدامية لكي تتخلص منهم.
نسيت شيوخ الحروب والفتاوى الجاهزة والمعلّبة لما يسمّى بالجهاد: يدفعون الشباب للموت بينما ابناءهم في الغرب يدرسون ويتخرجون ويتمتعون بأفضل الحياة
قويييييية....
وجوه متشابها