أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس السبت (24 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، أن هناك أطرافاً، لم يسمِّها تسعى لإقامة دولة جديدة، شمالي سورية، مشدّداً أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق، طبقاً لما ذكرته وكالة «الاناضول» التركية للأنباء.
وفي كلمة له، خلال مؤتمر مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، في مدينة إسطنبول غرب البلاد، أشار أردوغان إلى أن تركيا تطرح منذ البداية إقامة منطقة آمنة خالية من الإرهاب شمالي سورية.
وشدّد على أن «كلاًّ من المدن التركية غازي عنتاب، وكليس، وشانلي أورفا معرضة للخطر، إذا لم تتحقق تلك المنطقة، مضيفاً: «ما الذي يريدونه؟ يريدون إقامة دولة جديدة شمالي سورية. ليعلم الجميع أننا لن نسمح بذلك».
وبشأن مقتل عدد من الجنود الأتراك خلال عملية «درع الفرات»، قال أردوغان: «بالتأكيد قلوبنا تتألم لأجل شهدائنا، ولكن يجب علينا أن نعلم أن هذه الأراضي تحتاج إلى شهداء لتكون وطنا لنا».
وتطرّق الرئيس التركي إلى أزمة اللاجئين السوريين، واحتضان بلاده لنحو 3 ملايين لاجئ، مؤكّدا أن «تركيا أنفقت نحو 20 مليار دولار لأجل اللاجئين. هذا المبلغ ليس بسيطا. أين الغرب؟ أين ذلك الغرب الغني؟».
وأشار أردوغان إلى أن الدول الغربية تصرخ لأجل حيوان صغير، وتدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، مؤكداً أن 6 آلاف شخص تقريباً لقوا حتفهم في البحر المتوسط خلال العام 2016 إلا أن تلك الدول لم تكترث لذلك.
وأوضح أردوغان: «الاتحاد الأوروبي وعد تركيا بتقديم 3 مليارات يورو (لإنفاقها على اللاجئين السوريين) اعتبارا من (الأول من يوليو/ تموز)، وما قدمه حتى الآن هو 677 مليون يورو، فأين المليارات الثلاثة التي تعهد بها؟».
ولفت الرئيس التركي إلى المؤامرات التي تسعى للنيل من اقتصاد بلاده خلال الآونة الأخيرة، داعيا شعبه والمستثمرين إلى التعاون مع الدولة وقيادتها لإفشال تلك المؤامرات.
واعتبر أردوغان، الشركات ورجال الأعمال الذين يؤجلون استثماراتهم ومشاريعهم في هذه المرحلة الحساسة، أنهم يقفون إلى جانب الأطراف التي تهاجم الاقتصاد التركي وتسعى للنيل منه.
وأردف قائلا: «لقد أجرينا تعديلا على نظام الحسابات الوطنية بما يتوافق مع نظام الحسابات الأوروبية، وعليه فقد ارتفع الناتج القومي الإجمالي من 800 مليار دولار إلى 949 مليار دولار».
وقال أردوغان إن نصيب الفرد من الدخل القومي التركي ارتفع أيضًا وفق النظام الجديد من 10 آلاف و800 دولار الى 12 ألفا و500 دولار.
وفي الداخل السوري شهدت منطقة عين الفيجة شمال غربي العاصمة السورية دمشق مساء أمس معارك عنيفة بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة.
وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية والصواريخ «مواقع المسلحين المتطرفين في قرية بسيمة وبلدة عين الفيجة بالتزامن مع تقدم الجيش في جرود بسيمة، كما تم تدمير المشفى الميداني والمركز الإعلامي ومستودعي ذخيرة إضافة إلى قتل عشرة مسلحين بالحد الأدنى».
وكشف المصدر أن «أسلحة حديثة وصلت إلى الجيش السوري للبدء بالمرحلة الثانية من العملية العسكرية في منطقة وادي بردى».
من ناحية أخرى، نفت مصادر بالمعارضة ما يتردد من قبل وسائل إعلام حكومية عن تلويث المعارضة لمياه نبع عين الفيجة وقالت إن ذلك «عار عن الصحة»، وأضافت أن أهالي وادي بردى لا يتعمدون أبدا قطع مياه النبع عنهم «إلا أن قوات النظام والميليشيات المساندة لها قصفت النبع جوا وبرا بكافة أنواع الأسلحة... ما أدى إلى دمار كبير بالنبع وخروجه عن الخدمة وتعطل المضخات واختلاط المياه بالمازوت والكلور».
وأضافت أن استمرار انقطاع الكهرباء عن كامل قرى وادي بردى وعن منشأة النبع يؤدي أيضا إلى انقطاع مياه النبع عن دمشق وريفها فضلا عن تعطل المضخات.
العدد 5223 - السبت 24 ديسمبر 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1438هـ