قال قائد عسكري كبير أمس الجمعة (23 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إن القوات الأميركية التي تساعد القوات العراقية على استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تقوم بعملية اندماج مكثف مع القوات العراقية، في تحرك قد يسرع وتيرة الحملة المستمرة منذ شهرين والتي تباطأت بعد تقدم سريع في البداية. وانتشر أكثر من 5 آلاف جندي أميركي في العراق في إطار تحالف دولي يقدم المشورة للقوات المحلية في محاولة استعادة السيطرة على ثلث البلاد الذي سيطر عليه المتشددون في 2014. كان مستشارو التحالف يتركزون في البداية في المقرات رفيعة المستوى في بغداد، لكنهم انتشروا على مدى العامين المنصرمين إلى عدة مواقع للبقاء بالقرب من القوات المتقدمة. والآن ومع توغل القوات العراقية، التي تسيطر على نحو ربع الموصل آخر معقل كبير لتنظيم «داعش» في العراق، في المدينة الشمالية وفي ظل هجمات مضادة شرسة أدت إلى تباطؤ التقدم، فإن القوات الأمبركية تعزز مشاركتها.
وقال الكولونيل بالجيش الأميركي بريت جي. سيلفيا: «نقوم بتعزيز اندماجنا معهم... نوسع ذلك ليشمل المزيد من التشكيلات العراقية المتقدمة... بعض التشكيلات التي لم نتشارك معها في الماضي نشترك معها الآن».
وخلال مقابلة نادرة في القسم الأميركي من قاعدة للجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في مخمور على بعد 75 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل لم يجب قائد الكتيبة المقاتلة على سؤال بشأن إن كان جنوده يعملون بالفعل داخل الموصل.
لكن سيلفيا الذي يقود قوة من 1700 جندي وصفها بأنها «العمود الفقري» لقوات التحالف البرية قال لـ «رويترز»، إن مستوى الاندماج يشبه فرق عمليات خاصة صغيرة تندمج مع قوات محلية أكبر حجماً للمساعدة في تعزيز قدراتها.
ووصف سيلفيا التغيرات بأنها «تطور طبيعي» للمهمة الأميركية الأصغر بكثير مقارنة مع الاحتلال الأميركي الذي استمر 9 أعوام وأعقب الغزو الذي أطاح بصدام حسين عندما تم نشر ما يصل إلى 170 ألف جندي.
من جانبه، استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل بلاده في شئون العراق.
وعن إقليم كردستان العراق، قال بوتين في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الجمعة (23 ديسمبر/ كانون الأول 2016): «افترض أنه يتعين اتباع القانون الدولي بشأن قضية إقليم كردستان العراق، وروسيا ليس لديها النية للتدخل في الشئون العراقية». وأضاف بوتين أن التشكيلات الكردية أثبتت فعاليتها العالية في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
إلى ذلك، ألقت القوة الجوية العراقية في سماء الموصل، أمس الأول (الخميس)، 4 ملايين رسالة «تعاطف ودعم» لسكان المدينة التي لاتزال خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في شمال العراق، بحسب ما أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال التحالف في بيان: «إن رسائل التعاطف والدعم لسكان الموصل كتبها عراقيون من كل أنحاء البلاد».
وهذه المبادرة جاءت نتيجة حملة «رسائل إلى الموصل» أطلقها المعهد الدولي لصحافة الحرب والسلم في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وهو اليوم الذي بدأت فيه القوات العراقية هجومها لاستعادة السيطرة على آخر أكبر معاقل المتطرفين في العراق.
والأربعة ملايين رسالة نتجت عن 2160 ملاحظة كتبت بخط اليد بعد بداية الهجوم، الذي أدى إلى نزوح نحو 100 ألف شخص من الموصل حتى الآن.
وتقدر المنظمات الإنسانية أن ينزح أكثر من مليون شخص هرباً من المعارك.
وكانت الحكومة العراقية حضت المدنيين داخل المدينة على ملازمة بيوتهم قدر الإمكان.
وعلى صعيد متصل، قتل 21 داعشياً بضربات دقيقة لطيران الجيش العراقي، في المحور الغربي لتحرير الموصل.
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي، تلقت وكالة أنباء الإعلام العراقي (واع) نسخة منه أن «طيران الجيش وجه ضربة جوية لإرهابيي «داعش» في منطقة تل الزلط، ضمن المحور الغربي للعمليات». وأشار البيان إلى أن «الضربة أدت إلى قتل 8 دواعش، وتدمير وكر يأوي أكثر من 13 إرهابياً، وقتل وجرح من فيه وتدمير عجلة وقتل من فيها».
العدد 5222 - الجمعة 23 ديسمبر 2016م الموافق 23 ربيع الاول 1438هـ