موضوع الازمة العراقية حاليا، هو موضوع الساعة على الساحة الدولية وقد يحمل ابعادا خطيرة لو درس الوضع من ناحية تأثيرها على الوضع الداخلي في كل بلد خليجي.

فالسيناريو الاميركي لن يتوقف عند توجيه ضربة عسكرية ضد العراق بل سيتعدى ذلك لطرق باب دول عربية أخرى، وهي إشارة ذكرها عدد من المسئولين العرب في اكثر من محفل.

وتقف اليوم الانظمة العربية عاجزة عن حل اي قضية عربية، والعراق هو آخر تلك القضايا التي ستبقى من دون حل يذكر، على رغم مساع عربية متواضعة تسعى - على حد قولها - الى حل الازمة العراقية من خلال لجان ووفود التي هي في الواقع لا تفيد بأي شيء نظرا إلى ان واشنطن عازمة كما هو واضح على اللجوء الى خيار الحرب.

لقد تنامي قلق الادارة الاميركية المفتعل من ناحية الاجراءات الامنية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول وهو ما يدعو إلى القول ان واشنطن ستستمر في خطتها الامبريالية بتقسيم العراق ودول المنطقة تحت حجة الارهاب.

كما ان الخطة الاميركية ستطبق باسلوب مغاير عما كان يكتب في كتب التاريخ عن تجارب دول امبريالية اخرى.

وهي من شأنها ان تزعزع الاستقرار والاصلاحات السياسية والاقتصادية التي شهدتها بعض دول المنطقة في الخليج في السنوات الاخيرة.

لذا فلابد من التنويه ان واشنطن كانت تعد قصة الإطاحة بالنظام العراقي منذ زمن، وقد مهّدت لذلك عبر الحرب النفسية التي أفرزتها حرب الخليج الثانية كنتيجة للغزو العراقي للكويت في العام 1990.

وها هي الآن تختلق الاعذار وتتصيد المبررات على العراق سعيا منها الى تطبيق خطتها الامبريالية الجديدة في المنطقة وهي اساليب ستنجلي عندما يتوغل النفوذ الاميركي بصورة توسعية اكبر في منطقتي الخليج وآسيا الوسطى المتخمة بحقول النفط.

ان الغاية الاميركية تكمن في تطبيق سياستها الامبريالية الجديدة عبر تقسيم المنطقة وليس كما تدعي في محاربة الارهاب فقط