ولدت الموهبة أمام أعينهم وبين ايديهم فاعتبروها كنزا ثمينا لا يقدر بثمن، فبحثوا بكل نشاط وعزم عن السبل التي تحافظ على هذه الحرفة، رغم قلة الموارد التي تنعش استمرارها كي تكون أنفاسها حاضرة بين أعين الناس، وكذلك من أجل رسم صورة إبداعية أخرى قل من يرعاها ويحتضنها في زماننا الحاضر.
الحرفي جعفر يعقوب مع مجموعة من رفقائه كسروا حاجز اليأس، وبدأوا الخطوة الأولى بكل ثقة، مستعينين باليقين الذي في داخلهم بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وبالموارد المتاحة بين ايديهم من أخشاب وغيرها من الأدوات التي تنمي هذه الحرفة وإن كانت متواضعة وبسيطة. وفي لقاء جمع «الوسط» مع عدد من الحرفيين في مجال الأعمال الخشبية في منطقة المعامير، بيَّن يعقوب أن «هذه الموهبة كانت مكنونة منذ زمن بعيد داخل العقل، وكنت انتظر الفرصة المناسبة للبدء فيها، ولكن كانت هناك صعوبات وعراقيل كثيرة تمنعني وتمنع الكثير من اصحاب المواهب والحرف من الانطلاقة بصورة سليمة وعلى قاعدة ثابتة».
وتابع يعقوب «مثل هذه الأعمال اليدوية الصغيرة والدقيقة تحتاج الى مورد مالي؛ من أجل شراء بعض الادوات التي تساعد على صناعتها بجودة عالية».
وأضاف يعقوب «إننا كحرفيين وأصحاب مواهب لا نستطيع شراء هذه الادوات، وخصوصا أن البعض منا لحد الآن لم يحصل على فرصة عمل تناسبه، ولكن شغفنا للمحافظة على هذه الموهبة جعلنا نستعين ببعض الادوات والآلات عن طريق الاستعارة، من أجل أن نحافظ على هذه الموهبة التي بين ايدينا من الضياع والموت».
وفي رده على سؤال الـ«الوسط» عن نوعية الأعمال الخشبية التي يقوم بها يعقوب ورفاقه قال: «نحن كحرفيين لدينا القدرة على عمل اي نوع وأي شكل من الأشكال التي يمكن صناعتها باستخدام الأخشاب كألعاب الأطفال بمختلف أنواعها والصناديق بمختلف احجامها. كما أننا نقوم بعمل أنواع محددة من الهدايا، وذلك باستخدام نوع خاص من الأخشاب التي تعطي الحرفة منظرا جذابا، وهذا الأمر يكون بحسب طلب البعض كمجسم الساعة الخشبية أو برواز صور».
وعن الدعم المطلوب لتنمية وتطوير هذه الحرف من قبل المعنيين سواء دخل المحيط المجتمعي كالجمعية الخيرية أو النادي الرياضي قال يعقوب: «إننا نقدر الجهود المبذولة في رعاية المواهب البحرينية، ولكن تبقى الجهود المبذولة بعيدة عن البحث واكتشاف المواهب المركونة هنا وهناك».
وتابع «نطمح بدعم مؤسسات القرية كجمعية المعامير الخيرية ونادي المعامير الثقافي الرياضي كونهم أقرب المؤسسات إلينا، كما نأمل من صحيفة الوسط أن توصل عبر منبرها الإعلامية الصورة المتحلية عن الأبداع الذي يصنع بأيدي وطنية إلى محافظ العاصمة والجهات المختصة بدعم المواهب الشبابية». وختم يعقوب حديثة لـ»الوسط» بالقول إن استمرار هذه الموهبة وهذه الحرفة مرهون بعدة عوامل أولها التشجيع والدعم المعنوي على الاستمرار وتقديم ما هو أفضل والعمل سريعا على احتضان هذه الطاقات الشبابية المبدعة في إنشاء مراكز أو زوايا يستطيع الحرفي العمل فيها وابراز وتمكين كل ما يمتلك من ابداع ومواهب مخزونه بداخله.
العدد 5219 - الثلثاء 20 ديسمبر 2016م الموافق 20 ربيع الاول 1438هـ
معاميري مبدع
عظيم
اعمال فنية جد رائعة لكم كل التوفيق ...
ما شاء الله
\nأعمالهم جداً جداً جداً روعة ومبتكرة
\nالله يعطيهم العافية
الله يبارك فيهم ويوفقهم
ما عنده انستقرام
@hatb_bh