تستعد وزارة الري والموارد المائية بمصر، وسلطات محافظة أسوان، للاحتفال بمرور عام على افتتاح متحف النيل، الذى أقيم على مقربة من خزان أسوان والسد العالي، لاستحضار صورٍ من قدسية النهر الخالد، وربط أم الدنيا بمحيطها الإفريقي بوجه عام ودول حوض النيل بوجه خاص.
وقال المهندس هشام فرغلى، المدير العام للمتحف، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب . أ ) اليوم الثلاثاء إن الاحتفالات التي ستقام يومي 10 ، و11 من شهر كانون ثان/ يناير المقبل، سوف تتضمن فعاليات فنية وفكرية وثقافية، يشارك فيها ممثلون لمختلف البلدان التي يمر بها النهر الخالد.
وأشار إلى أن الاحتفالات ستتضمن طرح إقامة عدد من المشروعات الجديدة المكملة للمتحف، على المستثمرين ورجال الأعمال المصريين والأفارقة والعرب والأجانب، وذلك لإقامتها بنظام "بي أو تي" ، حيث ستقام المشروعات الجديدة على مساحة 140 ألف متر مربع، وتتضمن تمثيلا للحياة البرية في أفريقيا، و تمثيلا للثروات المعدنية بالقارة السمراء، ومنطقة خدمية متكاملة بينها فندق ومسرح ، ومدينة للألعاب المائية ومدينة رياضية أوليمبية، ومركز دولي للمؤتمرات يكون قبلة لبلدان القارة ودول حوض النيل.
ولفت فرغلي إلى إقامة أجنحة خاصة لعرض مقتنيات تراثية وتاريخية من كافة بلدان حوض النيل، بداخل المتحف ، ليتمكن الزائر من الاطلاع على تاريخ كل بلد يمر به مجرى النهر الخالد، حيث تم بالفعل افتتاح ثلاثة أجنحة تعرض لمقتنيات تاريخية من كل من السودان وجنوب السودان وأوغندا.
وأوضح أنه تم توجيه الدعوة لبقية بلدان دول حوض النيل، لتزويد المتحف ببعض مقتنياتها التراثية والتاريخية، لعرضها بجناح خاص سوف يقام لكل دولة، وذلك بهدف تمكين الزائر من الاطلاع على امتداد حضارة النيل، والتأكيد على أن جميع بلدان حوض النيل، تجمعها حضارة واحدة، وتمثل شعبا واحدا، وتحمل قيما واحدة، هي الحب والتسامح والسلام.
وكشف المدير العام لمتحف النيل، عن أن زوار المتحف من شعوب افريقيا وبلدان حوض النيل، يقبلون بشغف وحب على المتحف، كونهم يسعدون فيه برؤية أعلام بلادهم، وهى ترفرف فوق واجهة المتحف، بجانب مشاهدة كافة أوجه الحياة ببلدانهم على شاشات عرض أقيمت لتمكين الزائر من الاطلاع على كل مناحي الحياة بتلك البلدان التي يروى المتحف تاريخها عبر العصور المختلفة، ، موضحا أن عدد زوار المتحف منذ افتتاحه في شهر كانون ثان/ يناير الماضي، وحتى نهاية شهر تشرين أول/ أكتوبر بلغوا 230 ألف زائر من مختلف الجنسيات الإفريقية والعربية والأجنبية، بجانب المصريين.
ويتألف المتحف الذى افتتح في مطلع العام الجاري ، وتكلف 82 مليون جنيه ، واستغرق إنشاؤه 12 عاما ، من ثلاثة طوابق ويمتد على مساحة 146 ألف متر ، ويضم لوحات ومقتنيات وقطع أثرية تحكي تاريخ ورحلة جريان نهر النيل من منابعه حتى مصبه في البحر المتوسط ، كما يضم المتحف مئات الصور والمعروضات التي تحكى تاريخ النيل والمشروعات المصرية التي أقيمت عليه، ويوضح المتحف لزائريه تطور أعمال الري وأدواته فى مصر الحديثة منذ عصر محمد على.
وقد تم إنشاء مبنى المتحف على الطراز النوبي ، ويضم مبنى المتحف قاعات للعرض والمؤتمرات ومكتبة تعرض لكل ما كتب عن نهر النيل الخالد .
ويعرض المتحف خرائط وتصميمات إنشاءات وزارة الري بدء من مشروع القناطر الخيرية ، وحتى المحطة العملاقة للري بمنطقة توشكي ،مروراً بمشروع السد العالي، كما يعرض المتحف وثائق بناء السد العالي والأدوات التي استخدمت في بنائه ، وموادا فيلمية وصورا تاريخية تجسد مراحل بنائه، ولوحة تذكارية من الرخام.
ويضم المتحف 61 لوحة فنية مهمة توضح أبرز ما تناوله كبار الفنانين المصريين لرحلة نهر النيل في مصر، بجانب قطعة أثرية، تتعلق جميعها بتاريخ نهر النيل.