تتابع دول مجلس التعاون الخليجي مشاريع بقيمة نحو 100 مليار دولار لتوسيع مطاراتها، بهدف تلبية النمو السريع في عدد المسافرين جواً، والمتوقع تضاعفه بحلول عام 2035، إضافة إلى توسيع أساطيل شركات الطيران وتحديداً الوطنية ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (20 ديسمبر / كانون الأول 2016).
وأكد خبراء أن الإمارات «تقود هذا النمو الذي يسجله الشرق الأوسط في عدد المسافرين جواً مع زيادة سنوية نسبتها 6.3 في المئة، وفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، فيما يُرجح أن تشهد المنطقة نمواً قوياً نسبته 5 في المئة سنوياً، في ضوء سفر 7.2 مليار شخص جواً عام 2035، ما يعني تقريباً ضعف عدد المسافرين جواً هذه السنة، والبالغ نحو 3.8 مليار مسافر.
وستنتج من هذا النمو القوي استثمارات إضافية في مشاريع توسيع المطارات.
ووردت هذه المعطيات خلال الإعلان عن معرض المطارات، الذي تستضيفه إمارة دبي العام المقبل، وسيتحدث فيه ممثلون عن مطارات المنطقة عن خططهم التوسعية، ويستكشفون أحدث التكنولوجيات، بالترافق مع النسخة الرابعة من معرض السفر وتموين الرحلات في الشرق الأوسط، والنسخة الخامسة من منتدى قادة المطارات العالمية، الذي ينظمه مركز المحيط الهادئ للطيران (كابا).
وتبحث المطارات في أنحاء العالم عن طرق تمكّنها من التعامل بفاعلية مع الأعداد المتزايدة من المسافرين، إضافة إلى تعزيز مرافقها وتطويرها، وسط تقديرات بتضاعف عدد المسافرين. وأشار تقرير لمؤسسة «ديلويت»، إلى ضخّ دول مجلس التعاون الخليجي 100 بليون دولار لتمويل مشاريع توسيع المطارات وبنائها في الدول الست الأعضاء في المجلس».
وتنفذ الإمارات مشروع توسيع مطار آل مكتوم الدولي بقيمة 34 مليار دولار، ويشمل بناء خمسة مدارج وتأمين طاقة استيعابية تصل إلى 160 مليون مسافر سنوياً. ولا يُستبعد أن تتجاوز حركة المسافرين عبر مطار دبي الدولي الذي تفوّق على مطار هيثرو اللندني ليصبح الأكثر ازدحاماً في العالم لجهة المسافرين الدوليين، عتبة 83 مليون مسافر هذه السنة في مقابل 78 مليوناً العام الماضي، في حين يُتوقع أن يستخدمه 90 مليوناً العام المقبل.
وأعلن المطار تلزيم العمل في مشروع توسيع مواقف الطائرات من طراز «آرباص إيه 380» في الكونكورس C من مطار دبي الدولي بهدف دعم هذا النمو، لتمكين المنشأة من استيعاب أسطول شركة «طيران الإمارات» المتنامي من هذه الطائرات النفاثة الضخمة. ويشكل المشروع الذي بدأ العمل به في الربع الثالث من العام الحالي والمتوقع إنجازه نهاية عام 2018، جزءاً من برنامج «مطار دبي الدولي بلاس» الذي أطلقته «مؤسسة مطارات دبي» المشغلة للمطار، والتي تأمل من خلاله بزيادة سعة المطار لتصل إلى 118 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2023، من دون تشييد أي بنى تحتية رئيسة إضافية. ولم تتأثر خطط التوسع بانخفاض أسعار النفط، نظراً إلى سياسة التنويع التي تنتهجها الإمارات وحدت من اعتماد الاقتصاد على النفط.
ومن المنتظر أن يصل مطار أبو ظبي الدولي إلى حاجز 40 مليون مسافر بحلول عام 2017، بفضل مشروع مجمع المطار الرئيس الجديد البالغة قيمته 6.8 مليار دولار.
ويُعتبر مبنى المسافرين البالغة مساحته 700 ألف متر مربع، أحد أهم مشاريع البنى التحتية التي ستُنفّذ في عاصمة الإمارات، وسيمكّن المطار من التعامل في شكل أولي مع 27 مليون مسافر سنوياً، إذ ستُنجز منه 70 في المئة نهاية العام الحالي.
ويشكّل مبنى المسافرين الجديد جزءاً من مخطط أبو ظبي الأشمل لزيادة حركة السياح، كجزء من أهداف استراتيجية رؤية 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد.
ويخطط مطار الشارقة الدولي للتعامل مع 25 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2025، بالتوافق مع توسع قطاع الطيران.
فيما تنفذ إمارة عجمان مشروع مطار عجمان الدولي الجديد بقيمة 2.1 مليار درهم إماراتي (571 مليون دولار)، وهو سيتعامل لدى إنجازه مع مليون مسافر سنوياً.
أما مطار الملك عبدالعزيز الدولي (جدة، المملكة العربية السعودية)، فدخل عملية تطوير ثلاثية المراحل بقيمة 1.5 بليون دولار، بهدف تلبية حاجات ما يزيد عن 30 مليون مسافر. ويُرجح إنجاز المرحلة الأولى من المشروع عام 2017، وهي تتضمن مجمعاً برجياً لمباني المسافرين وبرج مراقبة ومرافق، وطرقاً تفضي إلى المطار. وستنتهي المرحلتان الثانية والثالثة بحلول عام 2035، ما سيمكّن المطار من التعامل مع 85 مليون مسافر سنوياً.
وسيساهم توسيع المطار في مساعدة المملكة على زيادة عدد المسافرين من 28 مليوناً إلى 45 مليوناً بحلول عام 2020، وهو الهدف الذي وضعته الهيئة العامة للطيران المدني في خطتها التشغيلية.
ومنحت الكويت عقداً بقيمة 4.8 مليار دولار لشركة محلية لتوسيع المطار الدولي الوحيد في البلاد. ويشمل العقد تشييد مبنى جديد للمسافرين ومدرج، إضافة إلى 30 بوابة مغادرة لتعزيز قدرة المنشأة على استيعاب 13 مليون مسافر هذه السنة. ومن المقرر أن ترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 25 مليون مسافر بحلول عام 2025.
وتنفّذ البحرين مشروع توسيع بقيمة مليار دولار، لرفع الطاقة الاستيعابية لمطار البحرين الدولي إلى 13.5 مليون مسافر سنوياً.
وقال مدير معرض المطارات دانيال قريشي، أن «توسيع المطارات وتحديثها عملية مستمرة في كل جزء من العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط الذي يُتوقع أن يستقبل ضعف عدد الركاب في غضون عقدين من الزمن مقارنة باليوم».