في السابق كانت النميمة مقصورة على الأحاديث الجانبية، ومقصورة على الأحاديث في الهاتف، وأيّاً كانت القضية، فإنّ بعض أصحاب القلوب المريضة يفسّرون الحوادث على حسب أهوائهم، وهم يغضّون البصر عن خطورة النميمة ومساوئها وما ذكره القرآن عنها.
اليوم أصبحت النميمة إلكترونية، في مواقع التواصل الاجتماعي، منتشرة ولها صداها الخطر والسيئ على المجتمع، ولا يهم الضرر بالشخوص، ولكن ما يهم الرسالة التي يود أصحاب النميمة إطلاقها، فلا يستفسرون ولا يتجرؤون أن يسألوا، فقط يفسّروا ما يناسب أهواءهم للأسف الشديد.
لأصحاب القلوب المريضة نقول لهم قول الرب سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (الحجرات: 6).
تمعّنوا في هذه الآية جيّداً، واقرأوا قول الله تعالى قبل أن تصيبوا الآخرين بسمومكم، فالنميمة هي نقل الحوادث بكذب ومن غير صورتها الحقيقية، وإن جاءكم فاسق بنبأ لا تستعجلوا، بل اسألوا أصحاب الشأن، هم سينقلون الصورة الحقيقية ولن يزيّفوا الحقائق.
للأسف هذه الآية للمؤمن الحق فقط، وليس لمن يدّعي الإيمان، فالإيمان ليس بالقلب كما قال الإمام حسن البصري، بل هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل، والندم قد لا يكون اليوم وفي اللحظة، بل قد يكون بعد حين، عندما يأخذ رب السماء عدالته، فيصبح النمّام كالعوالق لا أحد يريد أن يصاحبه ولا يجلس معه، لأنّ الجلوس والمصاحبة لا تأتي بخير.
قبل أن يقوم أي أحد باستخدام النميمة الإلكترونية، فليتثبّت الحق من الباطل، حتى لا يصيب أحداً بجهالته وغبائه، فالله من فوق سابع سماء قال في كتابه العظيم: «قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ» (النمل: 27). وهنا أكّد المولى عزّ وجل أهمّية عدم النميمة وعدم أخذ الأمور جزافاً، بل التأكّد والتثبّت من صحّة الخبر قبل ضرب الصالحين والصادقين.
النمّام نمّام، أكان في مجلس أو في مواقع تواصل إلكترونية أو في هاتف أو في غرفته، فهو إن بدأ هذه العادة لا يتركها، إلاّ إذا استغفر وتاب، والتوبة هنا لها شروط 3، أوّلها الندم على الماضي ندماً صادقاً، وثانيها الإقلاع عن الذنوب ورفضها وتركها مستقبلاً طاعة لله وتعظيماً له، وثالثها العزم الصادق بعدم العودة في تلك الذنوب، فهل هناك من قابل لشروط الله؟!
أن تقوم بخطوة لا يرضى الله عنها، وتصيب بها الغير، اعلم بأنّ الله هو خير مدافع عنهم، فاحذر من دعوة المظلوم، واحذر من النميمة التي تصيب بها النّاس من دون حق، واحذر عندما يرفع البريء يده ويدعو الله أن يشغلك في نفسك، فأنت لا تعلم عظمة الخالق، ولا تدري كيف سيحاسبك على كل كلمة قلتها من غير حق.
عندما تصلك نميمة ما في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، تأكّد من أصحاب الشأن قبل أن تتحدّث عنهم، لأنّ الشهرة سهلة وكلمة السوء أسهل، ولكن كلمة الحق والخير شائكة وصعبة. هي نصيحة من القلب إلى أصحاب القلوب المريضة في مواقع التواصل الاجتماعي.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ
صدقتي أصحاب القلوب المريضه أصبحوا كثيرين
الي يضحكنى فى الجرايد الاخرى الصحفيين يكتبون كلام مايمليه مصالحهم وكله كتاباتهم تهديد وسب فى العلماء وعندهم كل واحد يطالب بحقه فهو خائن يريدون الشعب ان يكون عبد لغير الله وهاده مستحيل نحن نعبد الله سبحانه فقط والله ياخد الحق
صباح الخير
أصبحنا مع الأسف الشديد كلبغبغاوات نفتقر إلى المصداقية والعقلانية نميل مع من معه مال والسلطة جعلنا من اختلافنا مع بعضنا البعض إلى بغضاء وعداوات مع أن الاختلاف رحمة بين الناس كلمه الحق والصدق والعدل هيه المركزية فضربنا بها عرض الحائط هادا حال المسلمين اليوم
الله المعين نسأله ان يصلحنا ويصلح الآخرين ويهدينا للحقّ وان يحصنا السنتنا وأقلامنا عن الخوض مع الخائضين.
هو صحيح اننا في زمن صعب اصبحت احوالنا تدعوا للمتابعة لكل جديد لكن كما يقال اختلط الغث بالسمين وعلينا كبشر التأمل والتفكّر والتثبت قبل النقل حتى لا نقع فيما لا يرضي الله
هؤلا يتتاتون على الكذب والوقيعة والنميمة ويحرضون السلطة والداخلية على مواطنين عزل مستضعفون مضطهدين والسبب حقد وطائفية بغيضة قذرة منحطة ..
من سنتين طلعت من جميع القروبات لهذا السبب لا تعجبني المحادثات حتى لو عادية ولكني كنت أعلم أن هناك نفس القروب من خلفي للنميمة و من 5 سنوات او اكثر لا ارد على اي مكالمة هاتفية لان الناس في اخر الزمان زادت صفاتهم القبيحة ..
#الوشايين_أقذر_الناس
الإنسان الغبي الذي يتابع ويصدق هؤلاء المهرجين والمهرجات كونك التقيت بمواطن من بلدك في بلادا ما ومهما كان موقف هذا المواطن على طول أصبحت في نظرهم خائنة ومجوسيه والخ.. !! والغريب هم أنفسهم لم ينطق فيهم بحرف واحد عندما يلتقي مسئولين صهاينه
احسنتي اختي الكريمة وبارك الله في قلمكي الحر
لو اتبع الناس تعاليم الدين الحنيف الذي جاء به محمد ص حيث بعث ليتمم مكارم الأخلاق لما وصلنا إلى مانحن فيه
(أن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونو أحرار في دنياكم )