العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ

إجلاء آلاف الأشخاص من حلب... ومجلس الأمن يصوت بالإجماع على إرسال مراقبين

سوريون فروا من الفوعة وكفريا -REUTERS
سوريون فروا من الفوعة وكفريا -REUTERS

خرج آلالاف من السكان أمس الاثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول 2016) من آخر جيب يقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، تزامناً مع تصويت مجلس الأمن بالإجماع على نشر مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء والاطمئنان إلى مصير العالقين في المدينة.

وتأتي عمليات إجلاء المحاصرين من حلب بموجب اتفاق روسي تركي إيراني، بعد سيطرة قوات الجيش السوري على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

وانتظر مئات الأشخاص وبينهم عدد كبير من الأطفال منذ ساعات الصباح في العراء وسط برد قارس، لكي يحين دورهم للمغادرة على متن عشرات الحافلات التي توجهت إلى شرق حلب لنقل السكان والمقاتلين.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي لوكالة «فرانس برس» إن «نحو سبعة آلاف شخص نقلوا الاثنين من شرق حلب إلى الريف الغربي على متن مئة حافلة».

وكان تم إجلاء نحو 8500 شخص الخميس من حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يقدر أن نحو سبعة آلاف شخص على الأقل لا يزالون محاصرين داخل حلب.

وبحسب صدقي، تستعد 40 حافلة أخرى في شرق حلب لنقل المزيد من السكان المحاصرين بشكل محكم منذ يوليو/ تموز وسط ظروف إنسانية مأسوية للغاية.

وأكدت صدقي استمرار العمليات طيلة يوم الاثنين «ومهما تطلبت من وقت، لإجلاء الآلاف الذين لا يزالون ينتظرون إخراجهم».

ووصف رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الاجلاء، أحمد الدبيس، الحالة المريعة لنحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من الأحياء الشرقية للمدينة ووصلوا إلى ريف حلب الغربي بعدما أمضوا ليلتهم على متن الحافلات. وقال إن منقذين وعاملين إنسانيين عملوا على توزيع الحصص الغذائية وعبوات المياه عليهم.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس (الاثنين) إجلاء 47 طفلاً كانوا عالقين داخل دار للأيتام في شرق حلب، مشيرة إلى أن بعضاً منهم في حالات حرجة بسبب الجفاف وإصابتهم بجروح.

وأفادت في بيان أن «العديد من الأطفال الضعفاء بينهم أيتام آخرون وأطفال منفصلون عن عائلاتهم ما زالوا في شرق حلب ويحتاجون إلى حماية فورية».

وتم الاثنين إجلاء الطفلة بانة العابد (سبع سنوات) التي أصبحت نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما وثقت بتغريداتها يوميات الحرب في ظل الحصار.

وتشكل الدفعة التي خرجت أمس، الدفعة الأولى بعد تعليق عمليات الإجلاء الجمعة بسبب خلاف بشأن عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للحكومة السورية والمحاصرتين في محافظة إدلب (شمال غرب).

وتمكن 500 شخص أمس من مغادرة البلدتين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والصليب الأحمر.

ويتضمن اتفاق الإجلاء أيضاً وفق ما أبلغ قيادي معارض «فرانس برس»، إجلاء 1500 شخص من مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من الجيش السوري في ريف دمشق من دون أن تتم أي خطوات عملية بهذا الشأن.

«تصويت بالاجماع»

وعند انتهاء عمليات الإجلاء من حلب، يفترض أن تعلن الحكومة السورية استعادة مدينة حلب بالكامل، محققة بذلك أكبر نصر لها منذ بدء النزاع السوري في العام 2011.

في نيويورك، صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس (الاثنين) على مشروع قرار فرنسي ينص على نشر سريع لمراقبين تابعين للأمم المتحدة في حلب للإشراف على عمليات الإجلاء والاطمئنان إلى مصير المدنيين الذين لا يزالون عالقين فيها.

ونال مشروع القرار دعم روسيا أيضاً، ما يشكل أول موقف موحد بين القوى الكبرى بشأن الملف السوري منذ أشهر.

ويطلب القرار من الأمم المتحدة القيام بـ «مراقبة مناسبة وحيادية ومباشرة لعمليات الإجلاء من شرق حلب وأحياء أخرى في المدينة».

ومن المقرر أن يرفع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون تقريراً إلى مجلس الأمن في غضون خمسة أيام بشأن ما إذا كانت الحكومة السورية قد اتاحت دخول المراقبين، بعد أن كانت أعاقت بشكل متكرر دخول مساعدات دولية.

ويعقد وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا اليوم (الثلثاء) اجتماعاً في موسكو لبحث الوضع في سورية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية السبت.

وأعلنت روسيا أمس (الاثنين) أن وزراء دفاع البلدان الثلاثة قد يجتمعون أيضاً اليوم (الثلثاء) في موسكو.

العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً