قال الباحث المختص في الشأن البيئي، شبر الوداعي، إن «كميات مياه الأمطار التي تهطل على البحرين لا تشكل قيمة إستراتيجية في التأثير على واقع المخزون المائي محلياً»، مضيفاً «لا نرى جدوى اقتصادية في بناء مشروعات الاستفادة من مياه الأمطار».

وأفاد الباحث الوداعي لـ «الوسط» بأن «المؤشرات الإحصائية لمستوى كميات الأمطار في مملكة البحرين تشير إلى مستوى متدن في كميات الأمطار التي تهطل طوال العام. ووفق تقديرات المختصين في الشئون المائية فإن هذه الكمية لا تشكل قيمة إستراتيجية في التأثير على واقع المخزون المائي في المملكة يمكن الأخذ بها واعتبارها مصدر في زيادة مستوى المخزون المائي. لذلك من الناحية الاقتصادية لا نرى أن هناك جدوى في بناء مشروعات الاستفادة من الأمطار التي تهطل على البحرين إذا ما أخذنا في الاعتبار الكلفة المالية التي تتطلبه هذه المشروعات».

وبين الوداعي أن «السدود من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المهمة التي تتبناها الدول لتخزين مياه الأمطار، بيد أن ذلك يمكن أن يؤكد جدواه الاقتصادية والاجتماعية في دعم المشروعات الزراعية. وفي صد حالات الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تسببها الأمطار في البلدان المعروفة بكثرة نزول الأمطار فيها مثل السعودية والإمارات وعمان التي عملت على بناء السدود لتخزين مياه الأمطار والاستفادة منها في المشاريع الزراعية. وفيما يخص البحرين، بينت الأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي سببتها كمية الأمطار البسيطة التي شهدتها البحرين في الأيام الأخيرة مدى الحاجة إلى بناء شبكة لتصريف مياه الأمطار، والحاجة أيضاً إلى بناء وعي اجتماعي في كيفية التعامل واستغلال الشبكة وكذلك وضع المعايير والاشتراطات الفنية والقانونية للحد من الاستغلال غير الرشيد لشبكة تصريف الأمطار لصون استدامتها».

ورأى الباحث الوداعي أنه «من الطبيعي أن تكون الأمطار عنصراً مهماً في تغذية وزيادة مخزون المياه الجوفية، وتشير تقديرات الدراسات المختصة إلى أنه يتراوح معدل الهطول المطري في المنطقة ما بين 1 و100 ملم سنوياً، وتعتبر المصدر الرئيسي للتغذية الطبيعية للعديد من الأحواض المائية الجوفية بالمنطقة، بيد أن القراءات البيانية لمستوى هطول الأمطار لا يمكن أن تشكل حلاً للأزمة المائية في المنطقة، وتشير الدراسات المختصة الى أن الخبراء يرجحون ضرورة العمل على بناء سياسات مؤسسة للإدارة السليمة للموارد المائية بما يجسد أهداف التنمية المستدامة ويعزز استدامة الموارد المائية، وذلك ما يجرى بحثه بتوسع في تقرير توقعات البيئة للمنطقة العربية البيئة من أجل التنمية ورفاه الإنسان الصادر عن جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربي والأوروبي ( سداري) العام 2010».