مياه الأمطار تعتبر المصدر المعول عليه بشكل رئيسي في العديد من دول العالم في الشرب والاستخدامات الزراعية تحديداً، وخصوصاً تلك الدول التي تعاني شح مصادر المياه البديلة كالأنهار، ولذلك لجأت دول كثيرة منها الإمارات والسعودية والأردن وغيرها من دول الخليج والمنطقة إلى إنشاء مشروعات ببناء سدود وأحواض لجمع مياه الأمطار لاستخدامات الزراعة ودعم الطبقات الجوفية.
وبحرينياً، أجمعت وزارات وهيئات معنية بقطاع المياه والأرصاد الجوية والطاقة وشئون الزراعة ومصادر المياه، على عدم وجود مشروع حالياً، أو آخر يخطط له في سبيل الاستفادة من مياه الأمطار في مملكة البحرين كما في دول خليجية وعربية مجاورة مثل الإمارات والأردن والسعودية.
وأكدت هذه المؤسسات على «عدم وجود أي جدوى اقتصادية وقيمة استراتيجية لتنفيذ مشروع لحصاد مياه الأمطار بحرينياً»، وقد أرجعت كل مؤسسة من جانبها الأمر إلى أسباب «فنية وعلمية رأت أنها مقنعة لعدم تبني مشروع في هذا السبيل».
واتفقت هذه الجهات على أن كمية الأمطار التي تهطل على مملكة البحرين تعتبر موسمية محدودة، وبنسبة لا تتجاوز الـ 75 ملم على أكثر تقدير، وينحصر هطول الأمطار في أيام محدودة من موسم الشتاء، وهي متذبذبة وغير ثابتة بحيث تكون في بعض المواسم شديدة الهطول وفي أخرى محسورة للغاية. بالإضافة إلى أن الطبيعة الجغرافية لمملكة البحرين لا تساعد بشكل أو بآخر في توجيه كميات الأمطار التي تهطل إلى مواقع محددة كما تعمل الجبال والوديان في توجيه السيول إلى سدود معينة. وبالتالي صعوبة جمع المياه التي تهطل وحاجتها إلى مضخات بكلف عالية قد تكون بلا جدوى اقتصادية.
وكالة الزراعة والثروة البحرية لديها بذرة مشروع على هذا الصعيد فقط، إذ أفاد مستشارها محمد فوده أن هناك توجهاً لتنفيذ مشروع يُعنى بحقن مياه الصرف الصحي المعالجة في الأرض لحماية المخزون الجوفي، إلا أن هذا المشروع مازال قيد الدراسة والتفكير باعتبار أنه بحاجة إلى خبراء ودراسات موسعة. فيما أكد أنه لا جدوى اقتصادية واستراتيجية من مشروع يعنى بالاستفادة من مياه الأمطار.
وتُصرِّف مملكة البحرين كامل كميات مياه الأمطار نحو البحر أو بعض الساحات المفتوحة بشكل عشوائي، فوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني توفر في مختلف المناطق شبكات لتصريف مياه الأمطار، وتكون هذه الشبكات منفصلة تماماً على شبكات مياه المجاري (الصرف الصحي) الموجه إلى محطات المعالجة، وذلك لتفادي الضغط على شبكة المجاري وعدم حاجة مياه الأمطار إلى المعالجة أصلاً، ما يدفع بالوزارة إلى تحويل مياه الأمطار عبر شبكات تصريفها إما إلى البحر أو لبعض الساحات المفتوحة والمناطق المنخفضة التي تسمح بتجمع المياه فيها لتغذية الطبقات الجوفية. علماً أن بعض المواطنين والمقيمين يعمدون إلى فتح أغطية قنوات مياه الصرف الصحي المتوافرة في بعض الشوارع لتصريف مياه الأمطار، وهو أمر تمنعه الوزارة وتحث على عدم اللجوء إليه لما تترتب عليه في العادة من مشكلات فنية أولها الضغط على المضخات، وكذلك ارتداد المياه إلى داخل المباني على هيئة فيضان داخلي.
فقدان أوجه المقارنة
«الوسط» سعت من خلال مادتها الموسعة حول الاستفادة من مياه الأمطار، أو ما يعرف بحصاد الأمطار، وكان مقرراً أن تجري مقارنة من حيث الاستفادة مع دول خليجية وعربي مثل الإمارات العربية المتحدة، لكن هذه المقارنة تعذّرت لعدم وجود النسبة والتناسب من حيث أوجه عدة أولها الجغرافيا والمساحة وغيرها. وعليه، بنيت هيكلية المادة على استعراض وجهات نظر كافة الجهات الرسمية ذات العلاقة فيما يتعلق بمدى وجود فكرة مشروع لحصاد مياه الأمطار، وكذلك الأسباب التي جعلت من هذا المشروع مستبعداً محلياً.
وفي مقارنة بسيطة، لجأت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من 6 أعوام إلى عملية الاستمطار، وذلك بعد أن تجاوزت مراحل متقدمة من مشروع آخر مصاحب هو للاستفادة من مياه الأمطار في المشروعات الزراعية والتنموية وتدعيم طبقات المياه الجوفية من خلال إنشاء أكثر من 130 إلى 150 سداً في مختلف الإمارات في الدولة.
وتعمد الإمارات اليوم إلى مراحل متقدمة من عمليات تحسين حالة الطقس والاستفادة من الموارد الطبيعية الموجودة لدعم طاقتها من المياه وتوفير الطاقة من النفط والغاز، فهي تستخدم الآن طائرات تقوم بعمليات التلقيح لزيادة قطرات المياه داخل السحب الركامية بواسطة استخدام أملاح كلورايد الصوديم، وكلوريد الكالسيوم وكلوريد البوتاسيوم. وباختصار، بفعل العملية الفيزيائية أو الديناميكية للهواء داخل السحابة، تتصادم ملايين القطيرات فتلتحم لتشكل قطرة كبيرة لا يمكن للهواء الصاعد حملها فتسقط على شكل أمطار على سطح الأرض ومن ثم إلى باطنها لتكوّن المياه الجوفية.
وتقوم دولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء عشرات السدود والأحواض، فضلاً عن إعداد خزانات ضخمة كمنشآت مائية لتجميع مياه الأمطار في مواسم هطولها كالسدود والمجاري المائية والحواجز في أماكن السيول الناتجة عن مياه الأمطار، وتجميعها للاستفادة منها في الري، ومنع تدفقها وخسرانها دون أي فائدة تذكر، ويوجد في الإمارات اليوم أكثر من 130 سداً في هذا الشأن، وهي توفر أكثر من 300 مليون جالون مياه في هطول بيوم واحد في حال سجلت معدلات هطوله مرتفعة».
العدد 5216 - السبت 17 ديسمبر 2016م الموافق 17 ربيع الاول 1438هـ
انا لا بيت
لا مكان الاسكان ضلموني .