دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما إلى نشر "مراقبين محايدين" في حلب متهما أمس الجمعة (16 ديسمبر / كانون الأول 2016) النظام السوري وحلفاءه بشن "هجوم وحشي" على المدينة حيث تم تعليق عملية اجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة.
وقال اوباما في مؤتمره الصحافي بمناسبة نهاية العام ان "العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والايراني على مدينة حلب"، معتبرا ان "ايديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع".
وأضاف اوباما الذي تنتهي ولايته في 20 كانون الثاني/يناير "تحولت احياء بكاملها الى ركام. لا نزال نتلقى اشارات عن اعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل انواع الانتهاكات. ان مسؤولية هذه الاعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الاسد وحليفتاه روسيا وايران".
واعتبر ان الرئيس "الاسد لا يمكنه ان يكسب شرعيته على وقع المجازر"، داعيا الى نشر "مراقبين محايدين" في حلب للاشراف على جهود اجلاء المدنيين الذين لا يزالون محاصرين.
من جهتها، قدمت فرنسا الجمعة مشروع قرار في هذا المعنى الى مجلس الامن الدولي.
واعلنت السفيرة الاميركية لدى المنظمة الاممية انه قد يتم التصويت عليه نهاية الاسبوع.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعتبر الجمعة ان "حلب باتت مرادفا للجحيم" داعيا على غرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى استئناف عمليات الاجلاء.
وبدأت عملية الاجلاء الخميس على ان تستمر اياما عدة يمكن بعدها للنظام السوري اعلان استعادة المدينة باكملها وتسجيل اكبر انتصار منذ اندلاع النزاع في 2011.
لكن الجيش السوري اتهم المقاتلين بخرق الاتفاق الذي رعته تركيا وروسيا واتاح خروجهم من المدينة مع عائلاتهم بعد معارك ضارية.
وقال مصدر عسكري ان العملية "لم تنته، بل علقت (...) المسلحون خرقوا مضمون الاتفاق".
وعزا المصدر تعليق العملية الى "اطلاق نار، ومحاولة اخذ مخطوفين (معهم من حلب الشرقية) ومحاولة تهريب اسلحة متوسطة في حقائب".
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا اليزابيث هوف "طلب من موظفي الصليب الاحمر والهلال الاحمر ومن منظمة الصحة العالمية (وهي الجهات المشرفة على عمليات الاجلاء) مغادرة الموقع"، من دون تلقي تفسير لذلك.
وكان الجيش الروسي اعلن في وقت سابق انتهاء عمليات اجلاء المقاتلين وعائلاتهم، وان الجيش السوري يقوم بتصفية "اخر الجيوب المقاومة" في حلب.
ومنذ الخميس، تم اجلاء نحو 8500 شخص بينهم 3 الاف مقاتل نحو اراض تسيطر عليها فصائل المعارضة وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقالت وسائل الاعلام السورية ان العدد بلغ نحو 8 الاف.
واكد احمد الدبيس الذي يقود وحدة اطباء ومتطوعين ينسقون اجلاء الجرحى ان 250 جريحا على الاقل اخرجوا من المدينة وان بعضهم نقل الى تركيا.
وعزا مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن تعليق عملية الاجلاء الى عرقلة بعض الفصائل المقاتلة اخراج الجرحى من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما في محافظة ادلب المجاورة.
وكان اخراج الجرحى احد شروط الاتفاق حول حلب.