من تابع الجولات الأخيرة للقسم الأول من دوري فيفا لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم «من الملعب»، شاهد التطور الواضح في المستوى الفني لبعض الفرق، بالإضافة لارتفاع مستوى الإثارة والحماس في أغلب المباريات، وهو ما كنا نفتقده في أغلب الجولات والمواسم السابقة، ولا أقول إننا وصلنا للمرحلة المطلوبة من ناحية المستوى والإثارة، ولكن على الأقل الأمور كانت أفضل من السابق، وحتى الحضور الجماهيري في بعض المباريات ارتفع بصورة لافتة، مثل ما شاهدناه من حضور لجمهور المالكية في مباراة الفريق أمام المحرق الأربعاء الماضي، بالإضافة لجمهور المنامة في مباراة الرفاع، والحضور في مباراة المحرق والحد أيضاً، ناهيك عن أن هذه المباراة شهدت إثارة كبيرة وأداءً حتى أفضل مما نشاهده في بعض مباريات دوريات الدول الشقيقة القريبة التي تفوقنا بمراحل من ناحية التنظيم والإعلام والمبالغ التي يتم صرفها على الفرق واللاعبين المحترفين، ولكن مستوى أغلب المباريات فيها لا يليق بالدعم والعمل المبذول هناك.

من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع المستوى الفني والإثارة أيضاً هو وجود الاستمرارية في المباريات، إذ إننا لأول مرة هذا الموسم نلعب أربع جولات متتالية، وهذا الأمر يُعطي اللاعبين والفرق والأجهزة الفنية الفرصة المناسبة للتركيز أكثر في المباريات والتعود بشكل أكبر على أجواء الدوري، بدلاً من التوقفات المستمرة التي تضر كثيراً، فلا المنتخب نشاهده يتطور والذي يتم توقيف المسابقات من أجله، ولا الأندية تستفيد من ذلك بل بالعكس يتراجع المستوى وتبدأ الفرق من جديد بالإعداد!.

ما حصل في هذه الجولات يجب أن يُعطي الاتحاد البحريني لكرة القدم درساً في أن دورينا لم «يمت»، بل هو بحاجة لإنعاش أكثر واهتمام أكثر به، وهو أهم حتى من المنتخب الأول الذي يتم إيقاف الدوري كثيراً من أجله، فلو ارتفع مستوى الدوري سيلقي ذلك بظلاله على المنتخب، ولكن أن نهتم بأعلى الهرم والقاعدة ضعيفة فهذا أمر غير صحيح إطلاقاً، والدوري يجب أن يلقى الاهتمام الأكبر، وأن تتواصل مبارياته بشكل مستمر وإن كانت هنالك توقفات فلا تكون إلا للضرورة القصوى، ويجب أن تتغير النظرة الحالية من المسئولين على الدوري، ولابد أن يعرفوا أن أي تأجيل أو توقيف يُعد من الأمور «الكُبرى» التي لا يجب أن تحصل، وليس فقط برأي مسئول أو بشخطة قلم يتم هذه تأجيل المباراة أو تلك!.