العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ

القطان: التصدي لمن يشيع الفوضى ويثير الفتن ويسعى للفساد والخراب واجب علينا تجاه البحرين

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

شدد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، على ضرورة التصدي لمن يريد إشاعة الفوضى وإثارة الفتن والسعي للخراب والفساد، معتبراً أن ذلك واجب تجاه البحرين.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، تحدث القطان عن حب الأوطان، والواجبات الملقاة تجاه الفرد على وطنه، وقال: «من حق بلادنا البحرين علينا أن نكون لتحقيق مصالحها سعاة، ولدرء المفاسد عنها دعاة، ولأمنها ورخائها واستقرارها حماة، ولوحدة صفوفها وشرائحها وطوائفها رعاة».

وأكد أن «من حقها علينا أن نسعى لرفعة شأنها في شتى الميادين، وأن نتعاون في مواصلة بناء صرحها الشامخ بإخلاص وهمة عالية، ومن حقها علينا أن نتحلى بأفضل الأخلاق وأحسنها في داخلها وفي خارجها، حتى نعكس صورة جميلة عن هذا الوطن الحبيب الطيب في أذهان من نلتقي بهم في داخله وخارجه، ومن حق هذه البلاد علينا أن نتصدى لكل من يسعى في إفسادها، أو إفساد أهلها، أو يتآمر عليها، أو يشيع فيها الفوضى، من أولئك الذين يسعون في الأرض فساداً وخراباً ودماراً».

وأشار إلى أن «علينا أن نتصدى لكل من يريد شق الصفوف، وإثارة الفتن، والإخلال بالأمن والاستقرار، بكل ما أوتينا من قوة البنان أو البيان، وأن ندافع عنها، ونذود عن حماها بالغالي والنفيس، بالكلمة والفعل في كل ميدان وفي كل مكان، وهذه هي الأمانة العظيمة التي يجب علينا أن نؤديها بإخلاص».

وأفاد بأن «مملكتنا الغالية البحرين تعيش في هذه الأيام، مناسبات عزيزة غاليةٌ على نفوسنا، ألا وهي احتفالاتها بذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، ككيان عربي إسلامي، العام 1783، والذكرى الخامسة والأربعين لانضمامها في الأمم المتحدة، دولة كاملة العضوية، والذكرى السابعة عشرة لتسلم جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد، والذكرى الثانية ليوم الشهيد، وهي أيام عزيزة يتأكد فيها الولاء للوطن، عملاً وإخلاصاً، وجدّاً وبناءً، ودفاعاً وتفانياً... وتجدّد فيها البيعة والولاء للقيادة الرشيدة نصحاً وطاعةً، وتعاوناً ومؤازرة».

ورأى أن «التذكير في مثل هذه المناسبات، بتجديد عقد البيعة، وعهد الولاء لوليّ الأمر وللوطن وقيادته، أمانة في عنق كل مخلصٍ غيورٍ على أرضه، التي جعل الشرع الحنيف الدفاع عنها شهادةً في سبيله».

وأضاف أن «قيمنا الإسلامية وتعاليمنا القرآنية، تحثّنا على العمل بإخلاصٍ لتحقيق أمن الوطن واستقراره ورخائه وتقدمه ورقيه، فإنّ خدمة البلاد والعباد نوعٌ من أنواع العبادة العامة، التي يتقرّب بها المسلم إلى ربه ومولاه»، مؤكداً أننا «اليوم أحوج ما نكون إلى أن نتسامح ونتصالح ونتصافح ونتناصح، ونفتح صفحة جديدة ملؤها الحب والوفاء والإخلاص للجميع، ونضع أيدينا في يد كل مخلصٍ غيورٍ على هذا الوطن، ونلتف جميعاً حول قيادته الرشيدة، لنقطع الطريق أمام كل حاقدٍ أو طامعٍ أو معتدٍ، ونقف سداً منيعاً وصفاً واحداً قوياً أمام تحديات الداخل والخارج».

ودعا القطان الجميع - كلاً من واقع مسئوليته - إلى «الدفع باتجاه التنمية والتطوير والتحضر، والحفاظ على أمن البلد واستقراره، وعدم الوقوف حجر عثرة أمام هذا المشروع الإصلاحي الكبير الذي أرساه جلالة الملك حفظه الله، والذي توافقت وأجمعت عليه كافة الأطياف، ونخص بالذكر رجال الدعوة وعلماء الدين والخطباء والوعاظ والأئمة والسياسيين والمثقفين والمفكرين ونواب الشعب والقائمين على الجمعيات والمؤسسات والباحثين».

وأردف «ندعوهم جميعاً إلى القيام بواجباتهم تجاه الوطن والمجتمع ومواصلة النصح والإرشاد والإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل على ترشيد الخطاب الديني، ونبذ الطائفية والإرهاب والعنف، وتحكيم الشرع والعقل، وتصحيح الفكر المنحرف لدى بعض الفئات الطائفية المتعصبة، التي يسوقها الحماس المندفع من شباب الوطن إلى طريق مسدود ليست في صالح أحد، وهي ليست من الدين في شيء، ولا هي في صالح الوطن ولا المواطن، حيث إنّ مهمة علماء الدين في تصحيح مسار دعاة العنف والإرهاب والتخريب يرتكز على ضرورة تحقيق قاعدة اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي، وتأكيد مبدأ الاحترام المتبادل بين الحاكم والمحكوم وما دعا إليه الدين الحنيف من طاعة ولاة الأمر في المعروف، وصولاً إلى مجتمع تسوده روح المحبة والإخاء وينعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والوحدة».

وانطلق القطان في خطبته للحديث عن حب الأوطان والانتماء لها. وبيّن أن «المحبة للأوطان، والانتماء للأمة والبلدان، أمر غريزي، وطبيعة طبع الله النفوس عليها، وحين يولد الإنسان في أرض وينشأ فيها فيشرب ماءها، ويتنفس هواءها، ويحيا بين أهلها، فإن فطرته تربطه بها فيحبها ويواليها، ويكفي لجرح مشاعر إنسان أن تشير إلى أنه لا وطن ولا مأوى له».

ولفت إلى أن «البشر يألفون أرضهم على ما بها حتى ولو كان قبراً موحشاً، وحب الأوطان غريزةٌ مستوطنةٌ في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا المفهوم الطبيعي أمرٌ غير مستغرب، وهذه السعادة به، وتلك الكآبة لفراقه، وهذا الولاء له، مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض، ولا يجوز أن تكون مفهوماً مشوهّاً يعارض به الولاء للدين؛ فالإسلام لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم... فقد بقي بلال بن رباح حبشيّاً، وصهيب بن سنان روميًّاً، وسلمان بن روزبه فارسيّاً، ولم يتضارب ذلك مع انتمائهم العظيم للإسلام».

وتابع «عندما يفكر الإنسان في طبيعته، سيجد أن له محبةً وولاءً وانتماءً لأسرته وعشيرته وقبيلته وأهل قريته، كما يحس بانتمائه الكبير للأمة المسلمة باتساعها وتلون أعراقها ولسانها. إنه لا تعارض بين هذه الانتماءات، ولا مساومة عليها، بل هي دوائر يحوي بعضها بعضاً، ولا ينبغي أن يحمل المحب لوطنه، إلى أن يسوء ظنه، أو يند فهمه، عن المقاصد الشرعية في هذه القضية المهمة، فلا يحملها على عصبية للتراب والطين، على حساب العقيدة والدين، ولا يحملها لوازم لا تلزم، من نظرة عصبية أو طائفية، وشعارات جاهلية، وغمط لإخوة العقيدة الإسلامية العالمية، التي تتسامى عن الحدود الجغرافية، والنظرات الإقليمية معاذ الله، فلا تنافي بين هذا وذاك».

وتساءل: «هل المسجد الأقصى يقصى ويستقصى؟ وهل تنسى فلسطيننا الصامدة، وقدسنا المقدسة، وبلاد أخرى كبلاد الشام واليمن واراكان وغيرها، التي يعاني أهلها من الظلم والطغيان والاستبداد، حاشا وكلا».

وخلص إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، إلى أن «من حق هذه البلاد علينا، أن نقدر هذه الخيرات والمكتسبات والمنجزات والإصلاحات التي تحققت خصوصاً في هذا العهد الزاهر عهد جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله، ونسعى للمحافظة عليها، والحرص على زيادتها، والسعي لمزيد من الإصلاح فيها، وشكر الله عليها».

العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:01 ص

      نتفق مع فضيلة الشيخ فكل من يمارس الفساد والعنف والفتنة والكراهية يجب محاسبته وعدد كبير منهم تم وصفهم بدقة في تقرير بسيوني وتقارير ديوان الرقابة المالية.

    • زائر 7 | 2:41 ص

      اضم ضوتي الى صوت الشيخ بوقف الخمور والبارات وشركات الخمور في البلد ووقف الاضهاد الطائفي واعطاء الناس حقوقها والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومحاسبة كل مجرم ..

    • زائر 6 | 12:32 ص

      نضم صوتنا مع الشيخ لا .... .اختطاف الناس من بيوتهم واعمالهم وتعذيبهم وقتلهم لا لسب الناس من صوامع المساجدوعبر وسائل الاعلام المسموعه والمرئيه واتهامهم بالخيانه لا لسرقة الاسواق نهارا جهارا لا والف لا .............نريد بلد امن مستقر

    • زائر 5 | 12:28 ص

      اتفق مع سماحة الشيخ يجب التصدي للمفسدين المسيئين للوطن ولصوص المال العام وممارسي التمييز الطائفي وغيرهم ممن يخربون النسيج الوطني

    • زائر 2 | 10:09 م

      اليوم أحوج ما نكون إلى أن نتسامح ونتصالح ونتصافح ونتناصح، ونفتح صفحة جديدة ملؤها الحب والوفاء والإخلاص للجميع، ونضع أيدينا في يد كل مخلصٍ غيورٍ على هذا الوطن.
      لا نرى تطبيقا فعليا لما ذكر أعلاه إذ نرى المخلصين للناس و الوطن المواجهين بالكلمة الحقة يحاسبون على أنهم محرضين و يبعدون عن الناس و يقنن لإخراجهم من مواقع القرار فلا يحق لرجل الدين الإشتغال بالسياسة (أليس في ما ذكرته يا شيخ بعض السياسة).
      كيف نرى وطنا مستقرا و محاكمات لرموز و عقائد نصف مكونات هذا الوطن؟
      السعي لرضا الناس يجلب استقرار

    • زائر 1 | 8:53 م

      *

      أليس حق علينا أيضا أن نحاسب الفاسدين والمفسدين واللصوص الذين يسرقون الوطن في عز النهار ؟! أليس حق علينا أن نسلك القوانين ونتمسك بالعهود والمواثيق التي وقعناها مع المنظمات الدولية عندما نريد القبض على أحد "..." ، ونترك العنتريات كالاختفاء القسري والتعذيب وغيره.

اقرأ ايضاً