بين أحياء مدينة حمد التي تخطى عدد سكانها حاجز المئة ألف نسمة، جالت «الوسط».
جولة رفيقها العضو البلدي طه الجنيد، أما غايتها فالوقوف على معاناة الأهالي مع تصريف مياه التغسيل القادمة من بيوت سكان الحي أنفسهم، مصحوباَ ذلك بقول الجنيد إن المجلس البلدي خاطب وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، بشأن المشكلة المستمرة منذ سنوات، لتتمنع هذه الأخيرة عن الحل تحت ذريعة الحاجة المسبقة لأعمال هيئة الكهرباء والماء.
ويطالب الأهالي، وزارة الأشغال، بعمل نقاط لتجميع المياه وتصريفها، وبما يحول دون تجمعها وتحولها لمستنقعات، كما هي عليه الآن.
وبصورة مباشرة، كانت المعاينة تشير إلى فشل شبكة تصريف المياه في استيعاب الناتج عن أعمال التغسيل في البيوت وبجوارها، وهي الأعمال التي تحصلت على انتقاد من قبل الأهالي وإشارتهم إلى مسئولية أصحاب البيوت أنفسهم، وتأثيراتها التي تسببت في تخريب الطرقات وامتدت لتطال علاقات الجيران.
البداية من الدوار السابع، مجمع 1208، هناك كان المواطن محمد حمد عبيد يتحدث عن قدره مع وقوع بيته في نقطة النهاية حيث تتجمع المياه من كل حدب وصوب، لتنتهي عند بيته.
يقول: «المشكلة ليست بالجديدة، إذ تمتد لـ 15سنة، وبسببها أضحى المكان مرتعا للحشرات، وبيئة ضارة لأطفالنا، حيث يلعبون وسط الحشائش والمياه الآسنة»، ووجه نداءه ناحية وزارة الأشغال، مطالبا إياها بوضع حد للمعاناة المستمرة.
ومن حي لآخر، تنقلت الجولة لترصد تأثيرات المشكلة، فيما كان الجنيد يعلق «في كل حي من أحياء مدينة حمد، يوجد 100 بيت، صممت طرقاتها الداخلية بشكل انسيابي وذلك لتصريف المياه، غير أن ما يحصل هو تجمع المياه في نقطة النهاية، والتي تكون من نصيب عدد من الأهالي، وعلى هذا النحو هو الوضع في كل مدينة حمد».
وأضاف «طوال السنوات العشر الفائتة كنا نتابع الموضوع، من بينها السنتان اللتان أمثل فيها المنطقة منذ العام 2014، وللأسف فقد وصلنا لطريق مسدود حتى بعد الاستعانة بمسئولي وزارة الأشغال، والذين تذرعوا بالحاجة المسبقة لقيام هيئة الكهرباء والماء بالحفر؛ نظرا لوجود تمديدات كهربائية».
وتابع «توجيهات ديننا الحنيف لا تجيز هدر المياه بهذه الطريقة، والتي تسببت في إلحاق الضرر بالطرقات، والتي ذاب أسفلتها جراء استمرار بقاء المستنقعات»، مشددا على الحاجة لتوعية الأهالي، وهو ما تتحمل مسئوليته الجهات الرسمية المعنية.
أما المواطن فاروق عبدالله فقال: «بشكل يومي هي معاناتنا مع المشكلة حيث تسبب تجمع المياه على مدى سنوات بحفريات وسط الشوارع، فيما كانت المياه تمتد إلى حدود بيوتنا، ونتيجة لذلك سيتكاثر البعوض والحشرات الضارة»، محملا الأهالي جزءا كبيرا من المسئولية، تحديدا فيما يتعلق بتصرف مياه التغسيل للخارج.
وفي الانتقال للدوار 18، كانت رائحة «الزفر» تملأ الحي، فيما كان المواطن محمد جواد المعماري يقول وهو يشير لمستنقع ماء محاذ لبيته: «هذا المستنقع عبارة عن ماء الربيان، والخارج من بيت أحد الجيران»، مضيفا «ليلتها لم نهنأ بالنوم حيث الرائحة تقتحم بيوتنا»، مقترحا على وزارة الأشغال حفر قنوات على طرفي الشارع، بما يسمح للمياه بالحركة والانتهاء عند إحدى نقاط تجمع المياه الرئيسية.
العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ