قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إن محاولات موسكو للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية توقفت بمجرد أن وجّه تحذيراً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر/ أيلول.
وأبلغ أوباما مؤتمراً صحافياً في البيت الأبيض أنه تحدث إلى بوتين بشأن مخاوف الولايات المتحدة أثناء قمة مجموعة العشرين في الصين في سبتمبر وطالبه بإنهائها وحذره من عواقب إذا استمرت تلك المحاولات.
وقال أوباما إنه أجرى محادثات مماثلة في السابق مع الزعيم الصيني شي جينبينغ بشأن هجمات إلكترونية على شركات أميركية.
وجاءت تصريحات أوباما بعد أن اتهم البيت الابيض أمس الأول (الخميس) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتورط في عمليات القرصنة المعلوماتية التي طالت الانتخابات الرئاسية ودفعت أوباما إلى الاعلان عن رد انتقامي، بينما رفضت موسكو هذه الاتهامات واصفة إياها بـ «وقحة إلى أبعد حد».
ومن جهته، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس أن اتهامات البيت الابيض «وقحة إلى أبعد حد».
وقال بيسكوف فيما يتعلق باتهام موسكو بالمسئولية في هذه الاختراقات: «في هذه المرحلة بات على (الأميركيين) إمّا التوقف عن التطرق إلى هذا الموضوع أو تقديم أدلة. وإلا فهذا يفوق الوقاحة»، وذلك في حديث إلى الصحافيين على هامش زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طوكيو.
والامر الأكيد هو ان الولايات المتحدة لن تقف بلا رد، كما قال أوباما في مقابلة مع اذاعة «إن بي آر» ستبث في وقت لاحق ونشرت مقاطع منها مساء أمس الأول. وقال أوباما: «من الواضح أنه عندما تحاول حكومة أجنبية، اي حكومة، التأثير على نزاهة انتخاباتنا فإنه علينا الرد». وأضاف «نحن سنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما»، مؤكداً ان «بعضاً منه (الرد) سيكون واضحاً وعلنياً. والبعض الآخر قد لا يكون كذلك».
ولم يذكر أوباما اسم بوتين في هذه المقابلة. لكن أحد أقرب مستشاريه بن رودس أورده أمس الأول في حديث مع شبكة «إم إس إن بي سي».
من جهة ثانية، حمّل أوباما أمس النظام السوري وحليفتيه روسيا وإيران مسئولية «الهجوم الوحشي» على مدينة حلب.
وقال أوباما إن «العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني على مدينة حلب»، معتبراً أن «أيديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع».
وأضاف أوباما الذي تنتهي ولايته في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل «تحوّلت أحياء بكاملها إلى ركام. لا نزال نتلقى إشارات عن إعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل أنواع الانتهاكات. إن مسئولية هذه الأعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران».
واعتبر أن الرئيس السوري بشار «الأسد لا يمكنه أن يكسب شرعيته على وقع المجازر»، داعياً إلى نشر «مراقبين محايدين» في حلب للإشراف على جهود إجلاء المدنيين الذين لا يزالون محاصرين في شطرها الشرقي.
وأقر الرئيس الأميركي بأنه يشعر بشيء من المسئولية حيال الوضع المأسوي في سورية، لكنه أبدى اقتناعه بأنه اتخذ القرارات السليمة نظراً للظروف. وقال: «لا يمكنني التأكيد أننا نجحنا (في سورية) وهذا أمر يصح أيضاً مع مشاكل أخرى في العالم... لكنني مازلت أعتقد أنه كان النهج السليم بالنظر إلى ما كنا نستطيع القيام به في شكل واقعي».
وعلق الجيش السوري أمس عملية إجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من شرق مدينة حلب التي دمرتها المعارك معلناً أن السبب هو «عدم احترام المسلحين لشروط» الاتفاق الهادف إلى إخراج آلاف السكان العالقين في ظروف مأسوية.
العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ