العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ

تعاون اقتصادي بين روسيا واليابان وسط صعوبة إبرام معاهدة سلام

الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الياباني لدى لقائهما أمس - AFP
الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الياباني لدى لقائهما أمس - AFP

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أن إبرام اتفاق سلام بين بلديهما مازال صعباً؛ بسبب الخلاف على جزر الكوريل، في ختام زيارة رسمية روسية تمحورت حول توثيق التعاون الاقتصادي.

فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 70 عاما مازالت اليابان وروسيا نظرياً في حالة حرب؛ بسبب النزاع على 4 جزر بركانية تعتبر رسمياً جزءاً من منطقة سخالين الروسية وتطالب بها اليابان.

قال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك في طوكيو: «سيكون من السذاجة الاعتقاد انه يمكننا تسوية هذه القضية في ساعة واحدة. لكن من الضروري البحث عن حل ونحتاج إلى عمل حثيث لتعزيز الثقة المتبادلة». كما أقر أن الوضع الراهن الذي وصفه عدة مرات بانه «مفارقة تاريخية» ليس مرضياً مؤكداً على أن «الأهم هو إبرام معاهدة سلام» مع التشديد على المراحل الحساسة التي يجب اجتيازها.

اضاف الرئيس الروسي «يجب وضع حد لهذا السجال التاريخي. فالمصالح الاساسية لروسيا واليابان تستدعي حلا طويل المدى».

بداية النهاية

كذلك عبر بوتين عن «مخاوف» موسكو ازاء العلاقات المميزة بين اليابان وحليفتها المقربة الولايات المتحدة، وعن الاهمية الاستراتيجية لتلك الجزر. وقال: «هناك قضايا تتعلق بالأمن... لدينا قاعدتان بحريتان في فلاديفوستوك تنطلق منهما سفننا إلى المحيط الهادئ» عبر المضيق الذي لا يتجمد شتاء بين جزيرتي كوناشير (كوناشيري باليابانية) وايتوروب (ايتوروفو) من جزر الكوريل الاربع. وتابع «نرغب أن يأخذ محاورونا اليابانيون جميع هذه المخاوف في الاعتبار». اما آبي فأكد من جهته ايضا أن «ابرام اتفاقية سلام ليس أمرا سهلاً» واقترح «مقاربة جديدة» تتمحور حول الجانب الاقتصادي، مع تأكيده أن المحادثات مع بوتين «خطوة مهمة».

وأثناء هذه الزيارة الروسية من يومين اتفق البلدان على تشكيل الية لبحث امكانيات التعاون الاقتصادي على هذه الجزر التي يسميها الروس «الكوريل الجنوبية» واليابانيون «اراضي الشمال».

غير أن المحلل السياسي المتخصص في الشئون الروسية في جامعة تسوكوبا قرب طوكيو ايتسورو ناكامورا راى في النهاية أن «بوتين يغادر محملاً بالذكريات، ولم يقدم أي تنازل اثناء زيارته».

وقال لوكالة «فرانس برس»: «لم يحرز أي تقدم في ملف الاراضي. لن يقدم بوتين أي تنازل إطلاقاً في هذا الملف في فترة تسبق الانتخابات»، لافتا إلى أن القمة الثنائية ربما تشكل «بداية النهاية للمفاوضات». تجري الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس/ آذار 2018 ويتوقع أن يترشح بوتين فيها لولاية رابعة.

ترضية اقتصادية

ووصل فلاديمير بوتين إلى اليابان أمس الأول (الخميس) في أول زيارة له كرئيس منذ 11 عاماً، وعقد مساءً لقاء على انفراد مع رئيس الوزراء في مدينة الأخير ناغوتو في منطقة ياماغوشي (غرب).

في ختام اللقاء أكد بوتين «ناقشنا جوانب محورية للتعاون في اجواء ودية»، مشيداً بمدينة مضيفه اعتبرها «مكانا رائعا» تسوده «أجواء ساحرة»، مؤكداً تذوقه نوعية ممتازة من مشروب الـ «ساكي» المحلي المصنوع من الأرز.

اثمرت القمة عدداً من النتائج الملموسة التي تجيز لرئيس الوزراء الياباني الحفاظ على ماء الوجه، أبرزها اتفاقات على أكثر من 60 مشروعا للتنمية الاقتصادية، على ما أكد شينزو آبي.

ورافق بوتين وفد كبير ضم خصوصاً نائب رئيس الحكومة ايغور شوفالوف ووزير الاقتصاد ماكسيم اورشكين ورؤساء عدد من الشركات الكبرى.

بين الاتفاقات المبرمة تبرز اتفاقات تعاون في نحو 10 قطاعات من التجهيزات الطبية إلى السياحة مرورا بالذكاء الاصطناعي والطاقة واللوجستية، مع شركات يابانية أهمها توشيبا وباناسونيك.

وبعد إلقاء كلمات أمام حشد من رجال الاعمال، رافق آبي مساء بوتين، لاعب الجودو المتمرس، في زيارة إلى معهد كودوكان العريق في طوكيو الذي يشكل مرجعية عالمية لهذه الرياضة اليابانية.

العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً