يستعد طاقم مسرحية «الحاوية» المأخوذ من نص «حاويات بلا وطن» للكاتب العربي الراحل قاسم مطرود بعد معالجتها مونودرامياً وذلك بقيادة الفنان عضو مسرح الريف المخرج جاسم طلاق من خلال تدريباتهم بمدرسة سبأ الابتدائية للبنات استعداداً لعرضها في ديسمبر/كانون الأول 2016.
ويقول طلاق في معرض تناوله العمل: «نحن نسعى بكل جهد من خلال تدريباتنا لتقديم عمل مسرحي فني تتمثل فيه المقومات والعناصر الفنية المسرحية التي من خلالها يتفاعل المشاهد مع الحدث، حيث نسعى أنا وكل أفراد طاقم العمل من ممثلين وفنانين ومنتجين لتجسيد الصورة الحركية لمضمون النص المسرحي الذي تم اعداده بحسب خطة توافقية الأهداف والمسعى، الذي نريد تحقيقه».
وأضاف مُسلِّطاً الضوء على مضمون المسرحية «عن مضمون المسرحية نحن التزمنا بالفكرة الأساسية للنص لنخلق منها نصاً وحدثاً مونودراميا آخر فقد قمت بتكوين هذا النص من جديد من خلال معالجته واكتفيت بشخصيتين رئيسيتين تقومان بدور تلك الأسرة التي تعيش في الاغتراب لاجئين في حاوية حتى يفقد الرجل امرأته وتبدأ انفعالات الرجل على وجهه لفقد زوجته فيبقى وحيداً مع تلك الحاوية بسبب وحدته وحزنه على زوجته. ذلك ما يرصده مؤلف المسرحية للواقع الاجتماعي في إنسانيته وتاريخه المعاش. كما أنني سأقوم ومن خلال أدواتي الإخراجية للعمل بوضع اللمسات الفنية التي تُعنى بالجمالية العامة للعمل مثل الديكور والمؤثرات الصوتية والسينوغرافيا لأن ذلك ما تعودت عليه من خلال تجاربي الفنية التي خضتها مع مسرح الريف الذي بدوره يدعمني دائماً».
أما الوجه الفني الصاعد والوحيد في العمل، الممثلة خديجة حبيل فحدّثتنا عن دورها قائلة: «أنا سعيدة لكوني العنصر النسائي الوحيد في العمل إلى جانب زميلي الفنان صادق عبدالرضا والمخرج جاسم طلاق، ولكوني أول مرة أخوض تجربة التمثيل إلا أنني أشعر بالحماس في تواصلي مع فن المسرح وهذه التجربة جميلة تساعدني في صقل موهبتي، ذلك يشجّعني بلا شك من أجل تقديم الأفضل».
وأضافت «دوري في العمل يتحدَّد في تلك البنت المتمردة التي تريد الابتعاد عن المكان الذي يحتويها ألا وهي الحاوية أو الملجأ الذي تعيش فيه وذلك ما يجعلها في توتر دائم جراء فقد زوجها ليقع اللوم على الرجل باعتباره الشخصية التي كانت تتأمل البقاء معه. أتمنى من خلال تجربتي هذه أن أتمكن من إيصال الفكرة للمشاهد وأن يكون راضياً عمّا سنقدمه في هذا العمل».
أما الفنان صادق عبدالرضا ومن خلال تجربته الفنية المتواصلة مع المسرح وبالاشتراك مع المخرج جاسم طلاق، فقال: «أنا متفائل وإن شاء الله سنقدم عملاً يُرضي الجمهور؛ حيث إننا طاقم عمل مسرحية الحاوية لايزال يعمل جاهداً في تطوير فكرة المسرحية فنياً ومن مختلف الجوانب وذلك ما يشجعنا على تقديم الأفضل، الذي نتحدى فيه أنفسنا». ولدى سؤالنا عبدالرضا عن طبيعة دوره قال: «أتقمص هنا دور الرجل المغترب الذي عانى الكثير من الويلات والمصائب جراء تشرده من بلد إلى آخر ليلتقي حينها مع تلك المرأة حيث يتقاسمان المعاناة في غربتهما».
أما مساعد المخرج الفنان علي يحيى فكان حاضراً يتأمل كل ما يدور من حركة أثناء تلك التدريبات لرصدها وترسيخها في ذهنه لما يهدف إليه من تطوير نفسه في الجانب الفني للإخراج المسرحي ولكونه يخوض هذه التجربة للمرة الأولى إلى جانب زميله الفنان المخرج جاسم طلاق.
الفنان على يحيى قدّم الكثير من الأعمال الفنية المسرحية على داخل البحرين وخارجها في التمثيل، كما حصد الكثير من الجوائز والشهادات وكانت الجائز الاخيرة التي حصل عليها في مهرجان جائزة خالد المسرحي هذا العام 2016 وهي جائزة أفضل ممثل في المهرجان عن مسرحية «الزبون الصعب» لنادي توبلي من إخراج جاسم طلاق مناصفة مع الممثل صادق عبدالرضا.
كان للإنتاج دور كبير في عملية المتابعة من قبل المنتجين الفنان حسن عبدالله والفنان أحمد ربيع عضوي المسرح لتواجدهما ومتابعتهما المستمرة لاحتياجات ومتطلبات العمل وتذليل الصعوبات كافة؛ حيث إنهما ومن خلال تجاربهما في أعمال فنية مسرحية كانا يتطلعان دائماً لتقديم الأفضل من أجل رقي العمل المسرحي خدمة لمسرح الريف وأداء رسالته الفنية والثقافية في مملكة البحرين.