لا يعلم دينيس فو العامل بميناء سنغافورة لماذا يثير أقرانه على الساحل الغربي للولايات المتحدة كل هذه الضجة. فلم تعد سنغافورة تستخدم أي تعاملات ورقية فيما يعتمد ثاني أكبر ميناء للحاويات في العالم على رافعات يتحكم فيها الكمبيوتر لتحميل وتفريغ السفن ويستخدم شاشات الكميبوتر لمعرفة المكان الذي تذهب إليه البضائع.
يقول فو وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 3 2 عاما «تماما مثل القهوة لم يعد هناك حاجة لتدخل الناس نظرا لوجود ماكينة تصنع القهوة الآن. سأتعلم هذه التكنولوجيا الجديدة إذا اتيحت لي الفرصة». وأدى النزاع في الموانيء الأمريكية الذي دخل أسبوعه الثاني لإغلاق 29 ميناء من كاليفورنيا إلى واشنطن تتعامل مع سلع قيمتها 300 مليار دولار سنويا معظمها يشحن من والى آسيا.
ولب ألازمة هو التكنولوجيا الجديدة. إذ يريد مديرو الموانئ استخدام أدوات جديدة لرفع الكفاءة إلا أن نقابات العمال تقول أن عمليات التحديث ستؤدي إلى الاستغناء عن عمال. وقال وسيط اتحادي أن المفاوضات توقفت في سان فرانسيسكو بغير التوصل إلى اتفاق وليس هناك جدول زمني لاستئنافها.
وفيما تنتظر نحو 200 سفينة قبالة الساحل وتتراكم البضائع على جانبي المحيط الهادي يصيب العطب المواد الغذائية وتصرخ المصانع الأمريكية طلبا لقطع الغيار. ويواجه تجار التجزئة الأميركيون والمنتجون في آسيا وضعا مزعجا مع استمرار الإضراب. وتحول بعض منتجي الملابس ولعب الأطفال والحلي والالكترونيات للشحن الجوي المكلف حتى يمكنهم ضمان وصول منتجاتهم للمتاجر الأمريكية في الوقت المناسب. إلا أن المساحة محدودة ويقول مديرو الشحن أن الأسعار ارتفعت بما يصل إلى 30 في الأسبوع الماضي مما يضع الشركات في موقف صعب قبل أكثر فترات العام رواجا في عطلة عيد الميلاد.
ومما يزيد من تعقيد الأمور توقف بعض شركات الشحن في هونج كونج وتايوان عن قبول طلبات شحن إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة. وقالت كوريا الجنوبية التي تعتمد بشدة على صادرات أشباه الموصلات والسيارات أن عدد السفن التي تنتظر قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة زاد أكثر من ثلاث مرات إلى 25 سفينة.
وقال (كيه. كيه. روه) المسئول بوزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية لرويترز «قد تزداد الأعباء المالية إذا طلب مشترون أميركيون تحويل الشحنات لموانيء أخرى في حالة استمرار الإضراب فترة طويلة». وتقول تويوتا موتور كورب أن امتداد النزاع لفترة طويلة قد يؤثر على مصانعها التسعة في أميركا الشمالية. واجبر نقص قطع الغيار أكبر شركة يابانية لصناعة السيارات على وقف خطوط التجميع في مصنعها في إطار مشروع مشترك مع جنرال موتورز في فيرمونت بكاليفورنيا. وستعاني الشركات إذا استمر الإضراب طويلا إلا أن الآراء تختلف بشأن تأثيره على الاقتصاديات الآسيوية التي تعتمد على الصادرات.
وفي الأسبوع الماضي قالت مؤسسة مورجان ستانلي أن المنطقة قد تقع في براثن كساد إذا استمر الإضراب أكثر من شهر إلا أن ستاندرد شارترد وايه. بي. أن امرو كانا أقل تشاؤما. وقالت مؤسسة ستاندرد شارترد في تقريرها //تأتي هذه الشكوك الإضافية في وقت سيئ ولكن لا نعتقد أن هذا التوقف سيكون له تأثير سلبي على النمو على المدى الطويل. «وأضافت أن الحلول قصيرة الأجل تشمل الشحن عبر قناة بنما إلى خليج المكسيك أو إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة وشحن بعض السلع مثل الالكترونيات عن طريق الجو»
العدد 34 - الأربعاء 09 أكتوبر 2002م الموافق 02 شعبان 1423هـ