يشكل موضوع المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات محور خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
فبالإضافة إلى مقاصد الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة حول "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات"، نجد هذا الموضوع مكرراً في مجمل أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
معاً لنستحثّ الخطى لدفع القضية إلى الأمام!
من خلال الاعتراف بأهمية هذا الموضوع، سيوفّر الحدث الرفيع المستوى بعنوان "لنستحثّ الخطى معاً لتمكين المرأة الريفية من القضاء على الجوع والفقر" المقرر تنظيمه في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2016 في مقرّ منظمة الأغذية والزراعة في روما- إيطاليا، منصة تفاعلية لمناقشة الأسباب الهيكلية لانعدام المساواة بين الجنسين في المناطق الريفية وتبعاته وللتعرف على أبرز التحديات والثغرات والفرص والاجراءات التعاونية الكفيلة بإطلاق الطاقات الكامنة لدى المرأة والفتاة الريفية للقضاء على الجوع والفقر، وفق بيان صحافي للمنظمة اليوم الجمعة (16 ديسمبر / كانون الأول 2016).
فضلاً عن ذلك، سيسلّط هذا الحدث الضوء على ما يجب القيام به بشكل مختلف ويسعى إلى تعزيز الشراكات بين الأعضاء، وهيئات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين، وكلّها عناصر أساسية لتحقيق المساواة بين الجنسين في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
يقام هذا الحدث بتنظيم مشترك من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والرئاسة السلوفاكية لمجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، بالتعاون الوثيق مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
قراءة للماضي ونظرة إلى المستقبل
ينعقد الحدث الرفيع المستوى بعد ستين يوماً تقريباً من اليوم الدولي للمرأة الريفية الذي يُحتفل به في 15 تشرين الاول/ أكتوبر. وفي السياق الأوسع للحفاظ على الزخم العالمي للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات خلال فترة 2016-2017 وما بعدها، يتطلع الحدث أيضاً إلى اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار/ مارس 2017 الذي سيقوم بدوره بالاستفادة من النتائج التي ستتحقق خلال الحدث الرفيع المستوى. وأخيراً، من المقرر أن تقوم منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية معاً في الأسبوع الذي سيلي يوم المرأة العالمي برفع النواتج والنتائج التي ستصدر عن الحدث الرفيع المستوى إلى اللجنة المعنية بوضع المرأة في الأمم المتحدة في نيويورك.
دور المرأة الريفية في القضاء على الجوع والفقر
يتمحور الحدث حول الدور الأساسي للمرأة الريفية وإسهامها في تعزيز الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في الريف عن طريق التنمية الزراعية والريفية. ويرتبط موضوع المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الريفية ارتباطاً وثيقاً بتعزيز النظم الغذائية لمكافحة الجوع وسوء التغذية، ولتحقيق مكاسب حقيقية للسكان ولسبل المعيشة في الريف بوجه عام.
ثمة مجموعة واسعة من الأدلة التي تشير إلى أن نصف معدّل الحدّ من الجوع المسجّل بين عامي 1970 و1995 يعزى إلى التحسن في الوضع الاجتماعي للمرأة، حيث أدّى التقدم المحرز في وصول المرأة إلى التعليم وحده إلى تحسّن الأمن الغذائي بنسبة 43 بالمائة - وهي نسبة تضاهي المكاسب المحققة من خلال زيادة توفر المواد الغذائية (26 بالمائة) والتقدم على مستوى الصحة (19 بالمائة) معاً.
لوحظ أن المرأة تقوم بإنفاق حصة أكبر مما ينفقه الرجل من الدخل الإضافي الذي قد يتوفّر لها على تأمين الغذاء والصحة والملبس والتعليم لأطفالها. وبالتالي، فإن تعزيز قدرات المرأة الريفية وتمكينها ينعكسان على شكل تحسن في مستوى الرفاه عموماً لدى الأطفال والأسر والمجتمعات، وهذا بدوره يسهم في بناء رأس المال البشري للأجيال القادمة وفي النمو الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل.
نتيجةً لذلك، فإن تمكين النساء والفتيات الريفيات لا يُعتبر حاجة أساسية للتنمية الزراعية وحدها، بل أيضاً من أبرز مقوّمات التقدم الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة بشكل عام.