تفضل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فشمل برعايته الكريمة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في قصر الصخير، هذا اليوم الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، الاحتفال الذي أقيم بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16 - 17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دوله عربيه مسلمه العام 1783 ميلادية، والذكرى الخامسة والأربعين لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى السابعة عشرة لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك لمقاليد الحكم.
فلدى وصول موكب حضرة صاحب الجلالة إلى قصر الصخير، ترافقه كوكبة من الخيالة، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لمقدم جلالته، حيث كان في الاستقبال رئيس الحرس الوطني الفريق الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
وبعد عزف لسلام الملكي، وتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم، تفضل عاهل البلاد بإلقاء الكلمة السامية التالية فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نحتفي اليوم، بذكرى عيدنا الوطني المجيد وقيام الدولة البحرينية الشامخة قبل أكثر من قرنين، بعمقها وجذورها التاريخية الممتدة لعهد الجد المؤسس أحمد الفاتح، لتحافظ منذ ذلك الحين على كيانها المستقل الذي طالما حمل لواء العروبة ورفع رسالة الإسلام، ووقف بصلابة وقوة لحماية سيادته وحفظ امتداده العربي وارتباطه الخليجي ومكانته الدولية.
وتأتي الذكرى السابعة عشرة لتولينا مقاليد حكم البلاد كمناسبة سنوية نجدد عبرها، عهود الولاء والوفاء والالتزام بثوابت الإصلاح والتطوير المستمر لدولتنا بقيمها الداعية للعيش المشترك، وحماية الحقوق والحريات واحترام القانون، كأساس لثبات الدولة واستقرارها.
كما تُشكل احتفالاتنا الوطنية المجيدة فرصة طيبة نتوجه من خلالها بالشكر والتقدير لكافة الفعاليات المدنية والشعبية، التي تتولى مسئولية البناء والتجديد بروح عصرية تنطلق من خصوصيتنا الوطنية وثوابتنا الأصيلة، وهو ما تتميز به البحرين من العهد الأول إلى يومنا هذا.
ولعل ما تتمتع به بلادنا من علاقات استراتيجية متنوعة ومصالح اقتصادية متبادلة مع أشقائها وأصدقائها لهو أبلغ دليل على قدرة البحرين المتجددة بأن تكون جزءاً أصيلاً من منظومة التنمية الشاملة، وهذا يرجع في اعتقادنا إلى تفوق الخبرة البحرينية أينما وجدت، متطلعين بهذا الصدد إلى استمرار مؤسساتنا المدنية في أداء دورها الوطني لخدمة الصالح العام، وقيادة الرأي الهادف، ورفد الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بالرؤى والتطلعات التي تثري وتقوي مسيرة البناء والتطوير.
الحضور الكريم، تعتز مملكة البحرين بانضمامها ومساهمتها الفاعلة في كافة التحالفات العسكرية والأمنية الخليجية والدولية لحماية إقليمنا ومحيطنا العربي والإسلامي من الإرهاب على اختلاف أنواعه، وسيظل هذا الالتزام عنواناً لعلاقتنا القوية مع المجتمع الدولي، ولن نتأخر عن ذلك الالتزام مهما بلغت التضحيات.
داعين الله عز وجل، بمناسبة الذكرى العطرة ليوم الشهيد، بالرحمة والمغفرة لرجال البحرين الأوفياء الذين "قضوا نَحْبَهم، وصدقوا عهدهم،" فداءً لوطنهم وتلبيةً لواجبهم منذ فجر تأسيس الدولة البحرينية المباركة. وستُنير تلك المواقف سماء تاريخنا الوطني الذي سيسجل لهم تضحياتهم الكبيرة بأحرف من نور.
وفي الختام، نعرب عن دوام فخرنا واعتزازنا بما تحققه البحرين من تقدم متسارع نجد شواهده حاضرة في كافة المجالات، وسعداء اليوم بتكريم نخبة جديدة من الكفاءات والخبرات البحرينية الرائدة والمتميزة، متمنين لهم المزيد من التوفيق والسداد في أداء واجبهم الوطني، وللبحرين وأهلها دوام الرفعة والرخاء والاستقرار.
ودمتم جميعاً في حفظ الله سالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكل عام وأنتم بخير
بعد ذلك، تفضل جلالة الملك بتوزيع الأوسمة التقديرية على المكرمين.
ثم ألقى أسامة محمد العريض كلمة نيابة عن المكرمين هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة
رئيس الوزراء الموقر
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة
ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر
أصحاب السمو والمعالي السادة الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
في هذه الساعة المباركة من هذا اليوم المجيد، يوم ذكرى العيد الوطني لمملكة البحرين، وعيد جلوس جلالتكم على عرش هذا الوطن العزيز.
يطيب لنا أن نُهنئ جلالتكم ونُهنئ الوطن بأكمله فإنه اليوم الوطني الذي تجمّع عليه كل أبنائه الذين يفتدون تُرابه.
صاحب الجلالة...
أن اعتزازنا وفخرنا لا حدود له ونحن نتشرف ونتسلم من يدي جلالتكم الكريمتين أوسمة الكفاءة، وأي تقدير أعلى من أن نقف أمام جلالتكم وأنتم تقودون هذا الوطن العزيز وتبنون حضارته الحديثة، فمنذ بداية تحديث الدولة في عهدكم الزاهر وشعب البحرين الأبي يخطو بثبات وثقة وهو يتطلع إلى غدٍ مشرق، وقد استطاع بفضل من الله وجُهد المُخلصين كافة رجالاً ونساءً شيباً وشُباناً من تحقيق ذلك النجاح الكبير في زمن قياسي يدفعنا إلى أن نبني عليه بعزم وثقه ما نُريده معا للبحرين الحبيبة.
إننا يا صاحب الجلالة عشنا مع جلالتكم أياماً جميلة، ونؤمن أن أجمل الأيام هي التي نحن مقبلون عليها، معكم أيضاً يا صاحب الجلالة.
إننا يا سيدي ونحن شريحة تمثل شعب البحرين الوفي لنثمّن ونُقدر تقديراً عالياً اهتمام ورعاية جلالتكم السنوية للمتميزين من أبناء هذا الوطن الذين يمثلون الثروة الحقيقية لبناء المجتمع واستثماراً لقدراتهم بالمشاركة في بناء وتطوير الحياة العامة فيه.
وفي الختام فإننا نرفع إلى مقام جلالتكم السامي أخلص آيات الشكر والثناء والامتنان مقرونة بالتهنئة العطرة والتبريك بهذا اليوم الأغر أعادكم الله على أمثاله سنين عديدة باليمن والبركات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وفي الختام صافح جلالته الحضور الكرام، حيث رفعوا إلى جلالته أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة العيد المجيد والذكرى السابعة عشرة لتسلم جلالته مقاليد الحكم.
هذا، وقد شملت قائمة المكرمين كلاً من: