العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ

لماذا يتبسم بن لادن هذه الأيام؟

روبرت فيسك comments [at] alwasatnews.com

عندما تنظر إلى صورة الناقلة الفرنسية (ليمبرج) على الساحل اليمني، فإنك تتذكر آخر خطبة لأسامة بن لادن ألقاها قبل ان يختفي في افغانستان في ديسمبر/كانون الأول الماضي. فقد قال ان الاقتصاد الاميركي سيتم تدميره.

قال لي صديق فلسطيني قبل اسبوعين: «لو ان بن لادن يتجه إلى ناقلات النفط، فإن الاميركان سيضطرون لحماية كل ناقلة حول الخليج بمدمرة. وعليك ان تفكر كيف تصاعد سعر النفط، يوم الاثنين الماضي، بينما كان العالم يستمع إلى تقرير قبطان الناقلة الفرنسية وهو يقول ان قاربا محملا بالمتفجرات ارتطم بالناقلة التي تزن 300 ألف طن. وتعتبر من اضخم الناقلات النفطية واستطاع ذلك الارتطام أن يكسر جزءا من جدار المدمرة».

قبل عامين شاهدنا المدمرة الاميركية (كول) وهي تكاد تغرق بعد ان صدمها انتحاريون اودوا بحياة سبعة عشر بحارا اميركيا.

وفي هذا العام اعتقل رجال تابعون إلى المغرب وقيل انهم كانوا يخططون لاغراق مدمرة اميركية او بريطانية عند مضيق جبل طارق. والآن لدينا الناقلة الفرنسية (ليمبرج).

وكانت اسواق النفط تدرس اعلان رئيس وزراء اليمن عبدالقادر باجمال الذي قال ان الانفجار كان من داخل الباخرة وليس له علاقة بالارهاب.

ولربما اعتقد كبار تجار النفط بأن حديث رئيس الوزراء اليمني صحيح على رغم انهم رددوا هذا الكلام بالنسبة إلى المدمرة (كول).

هذا وقالت الحكومة الفرنسية انها لا تنفي احتمال تعرض الباخرة للهجوم.

قبطان الباخرة قال إن ارتطام قارب او سفينة بالناقلة لا يمكن ان يحدث مثل الشرخ الذي رأيناه.

وقال: «إن قوة الارتطام احدثت ثقبا في الناقلة قطره 8 أمتار وفي مكان لا يتسرب إليه الغاز».

وقد نفى وجود اي تسرب للغاز لأن الناقلة تحتوي على أجهزة ترصد التسرب الغازي ولو حدث مثل ذلك لكان طاقم الناقلة انتبه إلى ذلك.

وقال ايضا ان الانفجار حدث على سطح الماء. وهذا ينفي اي وجود لانفجار بسبب الغاز.

وفي البحرين اشارت مصادر الاسطول الاميركي الخامس إلى أن القوات الاميركية تدرس حماية ناقلات الخليج. وهذا يذكرنا بالحرب العراقية - الايرانية بين 1980 - 1988 عندما اضطرت المدمرات الاميركية إلى مصاحبة الناقلات المتجهة إلى الكويت لحمايتها من أي هجوم ايراني، غير ان المدمرات البريطانية ارتطمت بالألغام.

وهذا يعني أن المدمرات البريطانية قد تتعرض للمخاطر نفسها فيما لو اضطرت إلى مسايرة السفن التي تمشي ببطء شديد.

وعليه فإن اي اعتداء آخر على ناقلة مماثلة فإن البحرية الاميركية ستعود إلى ما كانت تقوم به، وستكون معرضة ايضا لهجمات انتحارية مماثلة للمدمرة (كول).

وهذا يعني ان سعر النفط سيتصاعد مما يعطي واشنطن مزيدا من الاعذار لغزو العراق لخفض اسعار النفط من خلال السيطرة على آبار النفط العراقية.

وفي الوقت ذاته فإن أسامة بن لادن ومساعده المصري أيمن الزهراوي يعيشان في افغانستان ويخططان لمزيد من الهجمات، وهذا ما اكدته مكالمة هاتفية التقطت حديثا من قبل المخابرات الافغانية والاميركية.

وأينما كان بن لادن هذه الأيام ظاهرا على السطح أم مختبئا تحت الأرض فإنه يتبسم بالتأكيد

العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً