بزغ نور الخير مع انطلاق العهد الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فكانت البداية في 14 يوليو/ تموز 2001 عندما تأسست لجنة كفالة الأيتام، هذه الوردة الصغيرة التي أزهرت حباً وعطاءً نتيجة اهتمام جلالته بها، فأثمرت عن بستانٍ مليءٍ بزهور الخير التي تتفتح وتنثر عبيرها على الجميع، وهذا ما حدث في عام 2007 عندما انتقلت لجنة كفالة الأيتام من لجنة صغيرة، إلى مؤسسة رائدة في العمل الخيري والإنساني داخل وخارج البحرين، فأثمر العطاء في المؤسسة الخيرية الملكية لتتوج مسيرة مملكة البحرين في صورتها الإنسانية الحانية .
وطوال 15 عاماً، حققت المؤسسة الخيرية الملكية العديد من الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، إذ تعمل المؤسسة بقيادة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات جلالة الملك في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين لتترجم توجيهات جلالته في برامج تطبق على أرض الواقع تزيد من قيم التكاتف والتضامن الاجتماعي في المجتمع البحريني.
وحرصت المؤسسة منذ البداية على الاهتمام بالأسر المكفولة ورعايتها ومساندتها عبر الرعايات المعيشية والتعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، فكفلت حوالي 23 ألفاً يتيماً وأرملة، وابتعث ما يقارب 1250 طالباً وطالبة، وقدمت الرعاية الصحية لحوالي 6250 حالة، كما عملت المؤسسة عبر قسم المساعدات الإنسانية إلى تقديم 27600 مساعدة للمواطنين البحرينيين تنوعت بين مساعدات علاج وزواج ومعيشية وطوارئ، وذلك ضمن عملها في توفير الرعاية الكريمة والمستقرة لجميع البحرينيين.
ولم يقتصر دورها على البحرين بل تخطت الحدود لتنساب الإنسانية إلى مختلف دول العالم التي تمر بكوارث طبيعية وحروب، فتمد يدها لهم وتهتم بالإنسان، فأرسلت 2000 طناً من الشحنات الإغاثية التي تحتوي على مواد طبية وغذائية وبطانيات وخيام وغيرها من المواد الإغاثية التي هم بحاجة لها، ونظراً لاهتمام جلالة الملك المفدى وتوجيهاته بأن تكون البحرين سباقة في مد يد العون وتقديم المساعدة، عملت المؤسسة على إقامة المشاريع التنموية التي تعيد بناء الأرض والإنسان فتم إقامة 36 مشروعاً تنموياً في مختلف الدول المتضررة والمنكوبة.
وتبقى المؤسسة الخيرية الملكية عهد عطاء و بصمة إنجاز وضعت في صفحات من العز والمجد، لتضيء الوطن بإشراقة أمل تشهد لها الإنسانية بالبر والعطاء.