وجهت بكين أمس الاثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أول تحذير واضح من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة غداة تصريحات للرئيس المنتخب دونالد ترامب هدد فيها بتغيير مسار 40 عاماً من العلاقات الصينية-الأميركية متطرقاً إلى احتمال استئناف علاقات رسمية مع تايوان.
وأعربت الحكومة الصينية عن «قلقها البالغ» من تصريحات ترامب عن إمكانية تراجع واشنطن عن دعم سياسة الصين الواحدة إذا لم تقدم بكين تنازلات بشأن التجارة وقضايا أخرى.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة «فوكس» الأميركية أمس الأول (الأحد)، قال الرئيس الاميركي المنتخب رداً على سؤال عن المحادثة الهاتفية مع رئيسة تايوان تساي إينغ-وين «لا أعلم لماذا علينا أن نتقيد بسياسة الصين الواحدة إلا في حال أبرمنا اتفاقاً مع الصين يتعلق بقضايا أخرى، بينها التجارة».
لكن بكين وجهت تحذيراً أول أمس (الاثنين) باسم الدفاع «عن مبدأ الصين الواحدة» الذي هدد ترامب بعدم الاعتراف به بعد الآن.
وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جينغ شانغ من أنه في حال تراجع واشنطن عن التزامها بمبدأ الصين الواحدة، فإن «النمو الصحي والمطرد للعلاقات الصينية الأميركية بالإضافة إلى التعاون الثنائي في مجالات كبرى سيصبح غير وارد».
وكان ترامب خرق في اتصال مع رئيسة تايوان قبل عشرة أيام، أحد مبادئ الدبلوماسية الأميركية منذ أربعين عاماً. فمنذ 1979 ولتجنب إغضاب الصين، لا يجري أي رئيس أميركي يمارس مهامه أو منتخب اتصالاً مباشراً برئيس تايواني بينما تدافع واشنطن عن مبدأ «الصين الواحدة».
ودافع ترامب في المقابلة عن نفسه قائلاً إنه كان من المهين عدم الرد على اتصال تساي التي كانت تريد تهنئته بفوزه في الانتخابات. وقال متسائلاً «كان اتصالاً لطيفاً وقصيراً. باسم ماذا يمكن لأمة أخرى أن تقول إنه يجب ألا أرد على الاتصال؟».
وذكر جينغ بأن «مسألة تايوان تمس بسيادة ووحدة أراضي الصين. وهي مرتبطة بالمصالح الجوهرية للصين»، مؤكداً أن «احترام مبدأ الصين الواحدة هو أساس تطور العلاقات الصينية-الأميركية».
وعكست الصحف الصينية موقف الصين وحذرت أيضاً من المساس بمبدأ الصين الواحدة.
وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية أن «سياسة الصين الواحدة لا يمكن المساومة عليها»، واصفة ترامب بأنه «جاهل في الدبلوماسية تماماً كطفل».
وحذّر المقال من أنه إذا دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم «لقوى معادية للولايات المتحدة». وتساءلت الصحيفة «ما الذي يمنعنا من دعم (تلك القوى) في شكل علني، أو بيعها أسلحة سراً؟».
لكن جهات أخرى تدعو إلى توخي الحذر مثل وو شينبو المتخصص في العلاقات الصينية-الأميركية في جامعة فودان في شنغهاي الذي يرى في تصريحات ترامب «تقنية تفاوض».
وأضاف الخبير «هو يعلم أن مسألة تايوان حساسة جداً» بالنسبة للصين قائلاً «إنه يلعب هذه الورقة على أمل الحصول على تنازلات من الصين حول المسائل التجارية التي تثير قلقه».
واعتبر الخبير أنه يجب على الصين ألا تقلق جداً أو أن ترد بشكل عنيف قائلاً «يجب انتظار توليه مهامه (في 20 يناير/ كانون الثاني) ومعرفة ما سيقوم به بشكل ملموس».
وإلى جانب مسألة تايوان، جدد ترامب أيضاً انتقاداته المعتادة لبكين متهماً إياها بخفض قيمة عملتها من أجل دعم صادراتها وبناء «حصن هائل في بحر الصين الجنوبي» أو حتى عدم القيام بشيء لوقف طموحات كوريا الشمالية النووية.
العدد 5211 - الإثنين 12 ديسمبر 2016م الموافق 12 ربيع الاول 1438هـ