قال الأمين العام القادم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سيتولى مهام منصبه في الأول من يناير/ كانون الثاني 2017، إن على الأمم المتحدة أن تعترف بنقائصها، وأن تصلح من طرق عملها، طبقاً لما أفاد به موقع "الامم المتحدة" اليوم الإثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2016).
وأوضح أن النزاعات، التي أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا من أي وقت مضى، تتسبب في انتهاكات مروعة للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان.
وفي كلمته في مراسم أداء اليمين، تحدث غوتيريش عن إجبار الناس على الفرار من ديارهم على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود، وتطرق أيضا إلى التقدم التكنولوجي الهائل ونمو الاقتصاد العالمي.
وأوضح "بيد أن العولمة والتقدم التكنولوجي قد ساهما أيضا في تنامي أوجه انعدام المساواة. وتُرك الكثيرون يلهثون خلف الركب في أماكن منها البلدان النامية التي اختفت فيها الملايين من فرص العمل القديمة في الوقت الذي تتعذر فيه على الكثيرين الاستفادة من الفرص الجديدة. وارتفعت معدلات البطالة في صفوف الشباب ارتفاعا هائلا. كذلك أدت العولمة إلى توسيع نطاق الجريمة المنظمة والاتجار".
وذكر غوتيريش أن كل ذلك أدى إلى ازدياد الهوة اتساعا بين الناس والمؤسسات السياسية، مشيرا إلى القلاقل والاضطرابات الاجتماعية ونشوب النزاعات والعنف في بعض البلدان.
وقال "يميل الناخبون الآن إلى رفض الأوضاع القائمة، ورفض أي اقتراحات تطرحها الحكومات للاقتراع. فقد تلاشت ثقة الكثيرين، ليس فقط في حكوماتهم، وإنما في المؤسسات العالمية، ومنها الأمم المتحدة. إن الخوف هو القوة المحركة لقرارات الكثيرين حول العالم وعلينا أن نتفهم مخاوف هؤلاء الأشخاص وأن نلبي احتياجاتهم، دون أن تغيب قيمنا العالمية عن أبصارنا. وقد آن الأوان لإعادة بناء العلاقات بين الناس والقادة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وحان الوقت لكي يصغي القادة ويُبدوا الاهتمام بشعوبهم وباستقرار العالم الذي نعتمد عليه جميعا".
وذكر أن المنظمة هي حجر الزاوية لنظام تعددية الأطراف، وقد ساهمت في إحلال السلام النسبي على مدى عقود من الزمان.
وأضاف "لكن التحديات قد تجاوزت الآن قدرتنا على التصدي. ولا بد أن تكون الأمم المتحدة على استعداد للتغير. وأخطر نقائصنا، وأشير هنا إلى المجتمع الدولي برمته، هي عجزنا عن منع نشوب الأزمات. لقد ولدت الأمم المتحدة من مخاض الحرب. وعلينا الآن أن نكون جاهزين للسلام".
وأكد غوتيريش أن الوقاية تتطلب معالجة الأسباب الجذرية، بما يشمل جميع دعائم الأمم المتحدة الثلاث، وهي: السلام والأمن، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان.
وقال إن حجم التحديات الراهنة يتطلب العمل المشترك على النهوض بعملية إصلاح عميق ومستمر للأمم المتحدة، الذي يتولى مهام منصبه في الأول من العام المقبل، على ثلاث أولويات استراتيجية للتغيير.
وتتمثل هذه الأولويات في إرساء السلام، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة، وإصلاح عمليات الإدارة الداخلية.