العدد 5210 - الأحد 11 ديسمبر 2016م الموافق 11 ربيع الاول 1438هـ

الكرملين يوضح أسباب سقوط تدمر

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

اعتبر الكرملين اليوم الإثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أن تكثيف هجمات تنظيم "داعش"، بما في ذلك استيلاؤه على مدينة تدمر بريف حمص، جاء على خلفية انعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أميركا، في محاربة الإرهاب، حسبما نقلت عنه قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني.

وقال الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف اليوم إن التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. لكن واشنطن ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا.

وأضاف أن هجوم "الدواعش" على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله "داعش". وأكد أن روسيا ستواصل دعم الجيش السوري في محاربة الإرهاب.

كما أشار بيسكوف إلى "عملية دفع مجموعات كبيرة من الإرهابيين" على الخروج من العراق باتجاه سورية، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبياً في أراضي هذا البلد والبدء بشن هجمات.

وعبر الناطق باسم الرئيس عن أمله في وضع حد لهجمات "الدواعش" في سورية في أقرب وقت. وفي الوقت نفسه، اعتبر بيسكوف أنه من غير الصحيح الحديث عن "فقدان روسيا لتدمر"، داعياً المجتمع الدولي إلى بذل الجهود من أجل تحرير هذه المدينة التاريخية من أيدي الإرهابيين.

واستطرد قائلا: "تدمر مدينة سورية. والحديث يدور ليس عن فقدان روسيا لتدمر، بل علينا أن نطرح الأسئلة بالصيغة الصحيحة. ويمثل خطر فقدان تدمر ضربة تضر بالبشرية المتحضرة برمتها، التي باتت، بسبب انقسامها على خلفية خلافات، وبسبب تأثرها بمواقف مسيسة منحازة ومفاهيم لا تصب في إطلاق التعاون، تجلس مكتوفة اليدين، ولا تفعل شيئا في الواقع لمحاربة الإرهابيين الدوليين في تنظيم "داعش".

وأقر الجيش السوري، أمس، بفقدانه السيطرة على مدينة تدمر السورية بريف حمص، فيما بدأ العسكريون الروس والخبراء يبحثون عن أسباب هذه الانتكاسة الخطيرة. وتعيد هذه الانتكاسة إلى الأذهان، "انتكاسة" الرمادي، التي سقطت في أيدي "داعش" في أيار/ مايو 2015، على رغم جهود الجيش العراقي والقوات الكردية للتقدم على الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى.

أما سقوط تدمر مجددا في أيدي الإرهابيين، فجاء بعد مرور 8 أشهر على تحريرها خلال عمليات واسعة النطاق شنها الجيش السوري في ريف حمص بدعم مكثف من القوات الجوية الفضائية الروسية. وإذا استمرت المعارك التي سبقت سقوط الرمادي العراقية، نحو شهر، فحُسم أمر تدمر خلال أسبوع. أما اللغز الرئيسي فيكمن في كيفية تسلل مثل هذا العدد الكبير من المسلحين إلى محيط المدينة بشكل مفاجئ لبدء الهجوم.

ويؤكد معظم الخبراء الروس أن استيلاء الإرهابيين على تدمر، نجاح مؤقت لهم، جاء في ظل انشغال القوت الأساسية للجيش السوري بالمعارك في حلب.

وقال الخبير العسكري الروسي ألكسندر بيرينجييف، إن أحد أسباب سقوط تدمر مجددا يعود إلى عجز الجيش السوري والقوت الجوية الروسية حتى الآن عن مواجهة تكتيك يستخدمه "داعش" لنقل أعداد كبيرة من عناصره إلى مكان ما، وهم متنكرون كجنود من الجيش السوري، أو سكان محليين، أو بدو.

بدوره قال المحرر العام لمجلة "الدفاع الوطني"، إيغور كوروتشينكو: "أتوقع أن تتم في القريب العاجل إعادة انتشار قوات وآليات الجيش السوري استعداداً لعملية استعادة تدمر. ولا يجوز أن نتجاهل أن جزءاً من الكميات الكبيرة من المعدات العسكرية والذخيرة، التي تركها الجيش السوري وراءه، وقعت في أيدي الإرهابيين. لكن نجاحهم التكتيكي الحالي يحمل طابعاً مؤقتاً".

ومن بين الأسباب وراء نجاح "الدواعش" في تدمر، أشار كوروتشينكو إلى عدم امتلاك هيئة الأركان السورية للمعلومات الاستطلاعية الضرورية بشأن خطط العدو والإحداثيات الدقيقة لمواقعه.

واستطرد قائلا: "في ظروف انعدام الدعم من جانب حزب الله في تدمر، لا يقدر الجيش الحكومي السوري، على العمل بنفس القدر من الفعالية التي رأيناها في حلب".

وتابع الخبير أن نحو 5 آلاف إرهابي تسللوا سرا من العراق إلى تدمر، كما أنه ربط سقوط المدينة مع تقاعس قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من قبل واشنطن، والتي تعمل في ريف الرقة، إذ سمح ذلك كله لـ "داعش" بالقيام بمناورة فعالة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً