العدد 5210 - الأحد 11 ديسمبر 2016م الموافق 11 ربيع الاول 1438هـ

خبيرة الإسلام السياسي نالي لحود لـ «الوسط»: «داعش» ليست «استخباراتية»... وغياب الحل السياسي سيُعيدُها

نالي لحود متحدثة إلى «الوسط» على هامش مؤتمر المنامة - تصوير : أحمد آل حيدر
نالي لحود متحدثة إلى «الوسط» على هامش مؤتمر المنامة - تصوير : أحمد آل حيدر

ضاحية السيف - محمد العلوي 

11 ديسمبر 2016

رفضت الخبيرة في شئون الإسلام السياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نالي لحود، اعتبار «داعش» صنيعة مخابراتية، أو نتاج تراث إسلامي.

وعلى هامش مؤتمر حوار المنامة، اختتم أمس الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، بينت لحود في حديث إلى «الوسط»، أن داعش أو الجماعات الإرهابية الإسلامية، وظفت بعضاً مما في التراث الإسلامي لصالح مشروعها.

ونوهت بنشاط «حوار المنامة»، تحديداً فيما خصَّ مكافحة الإرهاب، وعقَّبت «بحضور رفيع المستوى على الصعيدين الإقليمي والعالمي، يتم الحديث عن هذا الموضوع وطرح الحلول، والخروج بنتيجة المؤتمر المنبثقة عن جلساته»، مشيرةً إلى أن الإرهاب مشكلة أساسية لكل دول العالم التي تعاني منه دون استثناء، وهو الأمر الذي يفرض على هذه الدول الاتحاد لمحاربة الإرهاب.

وفيما يتعلق بمحاولات إلصاق الإرهاب بالإسلام، قالت: «الأكيد أن الإرهاب والإسلام ليسا شيئاً واحداً، فإذا نظرنا إلى عدة بلدان في العالم، سنجد أن الجماعات تتواجد في بلدان كأميركا، وعلى رغم الإشارة إلى المجموعات الشيعية والسنية المتطرفة لحظة الحديث عن الإرهاب، إلا أن هذا الأخير ليس محصوراً في الجماعات الإسلامية، وهو مفهوم خاطئ عملت على ترسيخة «الميديا» ويجب أن يُصحَّح».

وردًّا على سؤال بشأن ما إذا كانت الجماعات الإسلامية هي محور عنوان الإرهاب، قالت: «لا شك أن الأضواء تسلط على الجماعات الإسلامية وخاصة تنظيم «داعش»، لكن هذا لا يعني عدم وجود مجموعات أخرى، حيث رأينا في العراق مجموعات أخرى، شيعية وسنية، وكذلك الأمر في سورية حيث تتواجد مجموعات كردية، وهذا على نطاق الشرق الأوسط، وفي حال تطلعنا إلى النطاق العالمي، فهناك مجموعات لا علاقة لها بالإسلام، والتي يتواجد بعضها في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن دائرة الإرهاب أوسع بكثير من نطاق الجماعات الإسلامية».

وأضافت «أرجو ألا يفهم من حديثي أنه صك براءة للإسلاميين الضالعين في الجرائم الإرهابية، لكن أيضاً نحن مطالبون بأن يكون لدينا تطلع موضوعي لمفهوم الارهاب، حين ننظر إلى الجماعات الارهابية، وبالتالي لا نساوي بين الاسلام والارهاب».

وتفسيراً لظاهرة «داعش»، من أين أتت؟ وما مصدرها؟، قالت «نظرية أنها نتيجة استخبارات لا أستسيغها، ولا أوافق عليها، أما السؤال عن علاقتها بالتراث الإسلامي فإن «داعش» كتنظيم يستعمل التراث الإسلامي، لكي تكون له أيديولوجيته تمامًا كما القاعدة التي تستعمل التراث الاسلامي، وكما هو الحال كذلك مع بعض المجموعات الشيعية التي تستعمل هذا التراث، وبعض المجموعات المسيحية المتطرفة التي تستعمل بدورها التراث المسيحي».

وأضافت «بالتالي نحن أمام مجموعات تبوب الأيديولوجية لكي تقدم مصالحها، وهذا يختلف عن القول إن «داعش» ولدت من رحم التراث الإسلامي، فنحن نعرف أن هذا التراث هو تعبير عن حضارة عريقة، وحين تسألني هل هناك مثلاً عنف في التراث الاسلامي؟ أقول: بالتأكيد كان هناك عنف على اعتبار أن كل حضارة اضطرت إلى استخدام السلاح في وقت مَّا، وقلَّ أن تجد فكراً او أيديولوجية تحولت لحضارة من دون عنف أو حروب».

وعما إذا كان هذا الحديث يعني أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لايزال حائراً حيال «داعش»، قالت: «لماذا نحن حائرون؟ فإذا سألتني من أين أتت داعش، فإني أقول إنها بدأت مع أبو مصعب الزرقاوي الذي كان في السجون الأردنية، أما الإيديولوجية فقد بدأها أبو محمد المقدسي، فيما تمكن الزرقاوي القادم من حرب أفغانستان من الهروب من أفغانستان ليصل إلى العراق ومع حرب العراق 2003 بدأ أعماله هناك».

وأضافت «أما من أين أتى «داعش» بالتحديد، ومن بدأ فكرة الدولة الإسلامية، فالفكرة هي للزرقاوي، وليأتي بعد مقتله كل من أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر، ليكملا الطريق نفسها وهما من أعلنا الدولة الاسلامية في العراق».

ورفضت لحود اعتبار حديثها هذا، حديثا عن التراث الإسلامي بشكل رئيسي، وقالت: «لا يمكننا قول ذلك، فداعش تتبنى عوامل من التراث الاسلامي، هذا صحيح، لكنها ليست تعبيرا كاملاً عن التراث الاسلامي والذي يحوي الفلسفة وغيرها من المضامين الحضارية، لكن أيضاً هناك أشياء كثيرة تتبناها «داعش» من التراث الاسلامي، وهناك أيضاً أشياء أكثر تتجاهلها من هذا التراث، ولذلك فإننا حين ندرس الجماعات الارهابية ندرسهم على أنهم مجموعات لا دين، فقط من ناحية كيفية توظيفه من قبل الجماعات الارهابية نفسها».

وبشأن ما يطرح من حاجة إلى فلترة التراث الإسلامي من شوائب قد تكون مغذيات للفكر الإرهابي، قالت: «أنا أسمع وأشاهد هذه الأطروحات، وما ينبغي أن نفهمه هو ان الإسلام دين سلام، لذا أقول إنني شخصيّاً أعارض الدعوة لفلترة التراث الاسلامي، وذلك لسبب أن الارهاب ليس هو مشكلة للأغلبية بل للأقلية».

أما عن اتجاهات العالم والاقليم والشرق الاسط للعام 2017، وتنبؤاتها بتراجع الارهاب وانتهائه، فقالت «تقديري أن «داعش» تتقهقهر بالفعل وتخسر الكثير، لكن اذا لم يكن هناك حل سياسي فـ»داعش» قد تعود، وأذكّر هنا بالعام 2007 حين كان هناك شبه حل سياسي في العراق ورأينا اجتماع جميع الأطراف من العرب السنة والشيعة وعمل الجميع سوية بما أسهم في تقهقهر داعش، لكن حاليّاً فإن المهم للعراق هو أن تكون جميع الأطراف ممثلة وحاضرة في صناعة القرار، والحل السياسي هو الذي سيؤدي إلى عزل الجماعات الإرهابية وجعلها في حالة أضعف وتقليص خطورتها»، وخلصت إلى القول: «الدولة العادلة هي الضمانة لهزيمة الإرهاب، وهذا الحديث يشمل جميع دول المنطقة».

العدد 5210 - الأحد 11 ديسمبر 2016م الموافق 11 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً