قال المدير العام والرئيس التنفيذي لمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) جون تشيبمان، في البيان الختامي لحوار المنامة، اليوم الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016): "إنني أتقدم الشكر لمملكة البحرين على دعمها لهذه النسخة من حوار المنامة، وأخص بالامتنان جلالة الملك وسمو ولي عهده ووزير خارجيته، وكل الجهات الحكومية، وعموم الشعب البحريني، على دعمهم واهتمامهم بالمسار العملي لحوار المنامة".
وتابع في كلمته" لقد تبيّنّا الجودة العالية للعروض المقدمة في الجلسات العامة هذا العام، والتي تناولت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والقوى الإقليمية واستقرار الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وما وراءه، والتوسع في الشراكات الأمنية الشرق أوسطية، والمناقشات التي تلت هذه المواضيع. كما جرت نقاشات على أعلى مستوى حول اليمن، والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وسورية، والتعاون الدفاعي. وكما جرت العادة، أتيحت فرص عديدة لوزراء الحكومات والعاملين في المجالين العسكري والاستخباري لعقد اجتماعات ثنائية على هامش القمة، وتوصلوا إلى سُبُلٍ مناسبة للتطوير والتعاون ومناقشة الخيارات لوضع السياسات. غداً نبدأ حملتنا لعقد النسخة الأفضل على الإطلاق لحوار المنامة في 2017، ونأمل قبل نهاية العام الجاري أن نؤكد للجميع التواريخ المحددة لقمتنا في العام المقبل".
وتابع أن هذه الحملة ستتألف من أربعة عناصر على الأقل.
أولاً، زيارات أكثر من قبل قادة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) إلى دول مجلس التعاون، وزيارات مماثلة إلى دول لها تمثيل معتاد أو بحاجة إلى إيفاد من يمثلها في هذه القمة للتشاور حول المواضيع التي نعتزم مناقشتها، وتشجيع التمثيل على المستوى الوزاري للوفود، واستخدام حوار المنامة بصورة ملهمة للدبلوماسية الفاعلة، بل حتى كمناسبة "لإنفاذ التحركات" للتعاون الدولي الأقدر على فض النزاعات. حوار المنامة هذا وجد لخدمة الدول والمواطنين الحاضرين، ونحن في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) لن ندخر جهداً لتسهيل التواصل الدبلوماسي لتقترن التحليلات الممتازة بالسياسات المصاغة بحكمة.
ثانياً، سنجد طرقاً لعقد اجتماعات صغيرة "بين الدورات" أو اجتماعات الـ sherpa، كنايةً عن كبار ممثلي الحكومات، استعداداً لحوار المنامة 2017، لتقوية ارتباط كبار المسئولين والمحللين من الدول المشاركة في عملية الإعداد لحوار المنامة. من شأن هذه الاجتماعات أن تسهم في استدامة الزخم الخاص بحوار المنامة وإشراك الحكومات ومحللي السياسات في صياغة جدول الأعمال.
ثالثاً، سنعاود مضاعفة جهودنا لتعزيز الأبحاث ذات الصلة بالسياسات والداعمة لخيارات صياغتها، والتي تناقشها القمة. نشير هنا بفخر، على سبيل المثال، إلى ما تضمنته كلمة وزير الدفاع الأميركي من عنصر مهم، تمثل في دعوته إلى تطوير التعاون الإقليمي للدفاع الصاروخي، وهي دعوة أطلقت في اليوم نفسه الذي قمنا فيه بتدشين دراستنا الخاصة والمستقلة التي تتناول إمكانية تشكيل دول مجلس التعاون لهيكل أقوى للدفاع الصاروخي. سيساهم عملنا في العام المقبل حول مكافحة التطرف، والصراع الإقليمي، والدور المتنامي للقوى الآسيوية في أمن الخليج، وهيكل الأمن الإقليمي، في إثراء النقاشات في حوار المنامة 2017.
رابعاً، أشار عدد من المتحدثين في هذه القمة إلى أهمية التعليم والحاجة إلى التحاور بين هذه المنطقة ومناطق أخرى لتحسين التفاهم الثقافي. يجب إشراك الجيل الشاب كجزء مهم من حوار المنامة، وسنفعل أفضل ما بوسعنا لإضافة القادة الشباب وعنصر الجيل المستخلف إلى حيز المشاركة، وسنعمل بصورة حثيثة للتعرف على الشباب، وخاصة من المنطقة، الذين بإمكاننا دعوتهم كموفدين في العام المقبل، وضمان كونهم جزءاً من البرنامج. نتطلع لمناقشة الكيفية التي يمكننا بواسطتها إضافة التبادل الثقافي، وأيضاً الدبلوماسية، إلى جهودنا في حوار المنامة وإلى العمل الذي يقوم به المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في هذه المنطقة ومعها.
وختم جون تشيبمان كلمته: "يبقى حوار المنامة أداة فريدة تجلب أصوات الشرق الأوسط إلى النقاش الاستراتيجي الدولي، وتمكّن القادة والمحللين من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا من قياس حرارة وجس نبض سياسات هذه المنطقة ودبلوماسيتها، وأشكركم جميعاً على حضوركم، متمنياً لكم سفراً آمناً، وأراكم في العام المقبل إن شاء الله".